مجلة معرفة السنن والآثار العلمية

مجلة معرفة السنن والآثار العلمية (http://www.al-sunan.org/vb/index.php)
-   منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك (http://www.al-sunan.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   فوائد من دروس الشيخ ماهر القحطاني في شرح كتاب التوحيد (http://www.al-sunan.org/vb/showthread.php?t=7118)

أبو عبد الله بشار 20-06-2010 02:21AM

فوائد من دروس الشيخ ماهر القحطاني في شرح كتاب التوحيد
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد :
فهذه بعون الله مجموعة حلقات عن بعض الفوائد التي استفدناها من شيخنا حفظه الله سائلين المولى عز وجل أن ينفع بها .

قال حفظه الله تحت قول المصنف "كتاب التوحيد" :

وقول الله تعالى " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " الذاريات (56)
العبادة : إسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال
وفي الآية :
1_ دليل توحيد الإلهية (إلا ليعبدون)
2_ دليل وجود الجن
3_ أن أعظم ما أمر الله به عباده هو التوحيد .

وقول الله تعالى "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ" النحل (36) .
1_ وهذا الدليل الثاني على توحيد الإلهية
2_ توحيد الإلهية له ركنان : (نفي : لا إله ) (إثبات :إلا الله )
(نفي : إجتنبوا الطاغوت ) ( إثبات : اعبدوا الله )
3_ الطاغوت : كل ماتجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع
4_ إجتنبوا الطاغوت : أي أنتم في مكان وجانب والشيطان في جانب

وقول الله تعالى " وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا " النساء (36) .
1_ الدليل الثالث على توحيد الإلهية
2_ واعبدوا الله : أفردوه بالعبادة (وحّدوه)
3_ ولا تشركوا به شيئا : النكرة إذا أتت في سياق نفي أو نهي تدل على العموم .

ثم ذكر حفظه الله تحت هذه الآية معنى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنواع الشرك وبعض الأحاديث :
1_ لا إله إلا الله : لامعبودَ حق إلا الله ،
وشروط لا إله إلا الله هي :
وقد جمعها أهل العلم في بيت من الشعر قالوا :
علمٌ يقينٌ وإخلاصٌ وصدقٌ مع محبةٍ وانقيادٍ والقَبُول لها
العلم المنافي للجهل ، واليقين المنافي للشك ، والإخلاص المنافي للشرك ، والصدق المنافي للكذب ، المحبة المنافية لضدها ، والإنقياد المنافي للرد ، والقَبُول المنافي للرفض .

2_ محمد رسول الله : طاعته فيما أَمَر ، واجتناب مانهى عنه وزجر ، وتصديقه فيما أخبر ، وألا يُعبد الله إلا بما شرع .
وأنّه رسولٌ مطاع .

3_ الشرك الأكبر : مساواة غير الله بالله فيما هو من خصائص الله ( الألوهية ، الربوبية ، الأسماء والصفات ) .

4_ الشرك الأصغر : وله ضابطان : ماكان وسيلة للشرك الأكبر فهو أصغر ، وما سمته الشريعة شركا ولم يكن أكبر مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الخفي .
_ ويقال عنه أنه أصغر : إذا اعتقد ماليس بسبب أنه سبب .

وقول الله تعالى "وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"(153) الأنعام
1_ الصراط المستقيم : هو الطريق الموصل إلى الله لا إعوجاج فيه وإفراد الله بالعبادة وإفراد النبي بالإتباع ، الكتاب والسنة ، سبيل المؤمنين ، مثل ما كان عليه النبي وأصحابه ، معرفة الحق والعمل به (كلها معاني للصراط المستقيم).
2_ وفي مسند أحمد من حديث النواس بن سمعان الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة وعلى الأبواب ستور مرخاة وعلى باب الصراط داع يقول أيها الناس ادخلوا الصراط جميعا ولا تتفرجوا وداع يدعو من جوف الصراط فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب قال ويحك لا تفتحه فإنك ان تفتحه تلجه والصراط الإسلام والسوران حدود الله تعالى والأبواب المفتحة محارم الله تعالى وذلك الداعي على راس الصراط كتاب الله عز و جل والداعي فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم .الأرناؤوط :حديث صحيح بإسناد حسن .
_ثم ذكر تحت حديث معاذ رضي الله عنه قال : كنت ردف النبي صلى الله عليه و سلم على حمار يقال له عفير فقال ( يا معاذ هل تدري حق الله على عباده وما حق العباد على الله ) . قلت الله ورسوله أعلم قال ( فإن حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا ) . فقلت يا رسول الله أفلا أبشر به الناس ؟ قال ( لا تبشرهم فيتكلوا ).
أخرجاه في الصحيحين .
1_ التعليم بإلقاء السؤال : هل تدري ماحق الله على عباده
2_ الله ورسوله أعلم : خاصة في زمن وحياة النبي .
3_ فضل التوحيد وعدم الإشراك بالله وذلك بدخول الجنة والنجاة من عذاب الله
4_ جواز تخصيص أناس بالعلم دون آخرين
.
.
(1)باب فضل التوحيد وما يضاده من الشرك :
وقول الله تعالى "الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ" الأنعام (82)
قال ابن كثير أي هؤلاء الذين أخلصوا العبادة لله وحده ولم يشركوا به شيئا هم الآمنون يوم القيامة المهتدون في الدنيا والآخرة .
.
_ عَنْ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ الْعَمَلِ . البخاري
*قال حفيد المصنف رحمهما الله : قوله من شهد أن لا إله إلا الله : أي من تكلم بها عارفا لمعناها عاملا بمقتضاها باطنا وظاهرا فلا بد في الشهادتين من العلم واليقين والعمل بمدلولهما كما قال تعالى "فاعلم أنه لا إله إلا الله " ، أما النطق بها من غير معرفة لمعناها ولا يقين ولا عمل بما تقتضيه (من البراءة من الشرك وإخلاص القول والعمل ) فغير نافع بالإجماع .
.
_عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال قال موسى عليه السلام يا رب علمني شيئا أذكرك به قال قل يا موسى لا إله إلا الله قال يا رب كل عبادك يقول هذا قال يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهنّ لا إله إلا الله ، رواه ابن حبان والحاكم وصححه ووافقه الذهبي .
قال الشارح : أي أن لا إله إلا الله أفضل الذكر ، ولحديث :""خير ماقلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ""، الترمذي ومالك في الموطأ وهو حديث حسن .
.
_وللترمذي وحسنه عن أنس رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "قال الله تعالى :يابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة " وهو حديث قوي
*وفي الحديث شرط ثقيل في الوعد بحصول المغفرة وهو السلامة من الشرك كثيره وقليله صغيره وكبيره ولايسلم من ذلك إلا من سلّم الله وذلك هو القلب السليم ، كما قال تعالى "يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) الشعراء
*وفي الحديث كثرة ثواب التوحيد وسعة كرم الله وجوده ورحمته والرد على الخوارج الذين يكفرون المسلم بالذنوب ،وعلى المعتزلة الذين قالوا بالمنزلة بين منزلتين وهي الفسوق أي ليس بمؤمن ولا بكافر ويخلد في النار ، وأهل السنة أنه لايسلب عنه اسم الإيمان ولا يعطاه على الإطلاق بل يقال مؤمن عاصِ أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته وعلى هذا يدل الكتاب والسنة وإجماع السلف .
.
.
*** فنسأل الله عز وجل أن يحيينا على كلمة التوحيد وأن يتوفانا عليها وأن يجنبنا الشرك ، ويثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة آمين ،
وللحديث بقية إن شاء الله في حلقات قادمة .
.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد

أبو أحمد زياد الأردني 20-06-2010 05:19AM

جزاكم الله خيراً أبا عبد الله ونفع بكم.

أبو عبد الله بشار 20-06-2010 04:39PM

شكرا على مرورك أبا الطارق

أبو محمد أحمد بوشيحه 20-06-2010 07:08PM

حفظ الله الشيخ ماهر القحطاني
وجزاك الله خيراً أخونا أبو عبد الله على انتقاء هذه الدرر

أبو عبد الله بشار 21-06-2010 08:23PM

جزاك الله خيرا أخي أحمد على مرورك

أبو عبد الله بشار 22-06-2010 08:30PM

للرفع
للرفع

أبو عبد الله بشار 23-06-2010 03:48AM

[2] فوائد من دروس الشيخ ماهر القحطاني في شرح كتاب التوحيد
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : فهذه هي الحلقة الثانية من شرح شيخنا لهذا الكتاب الذي قل نظيره في كتب التوحيد فنسأل الله أن ينفع به .

قال حفظه الله تحت قول المصنف :
(2)من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب :
_ تحقيق التوحيد يكون بفعل الواجبات والمستحبات وترك المنهيات .
_ وتحقيقه أيضا بالشهادتين وترك الشرك والبدع والمعاصي .
ثم ذكر تحت قول الله تعالى :( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) النحل (120)
وقول الله تعالى :(وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ ) المؤمنون (59)
_ وأن إبراهيم كان قدوة وإماما ومعلما للخير مداوما على الطاعة مقبلا على الله مُعرِضا عما سواه وما كان من المشركين لإخلاصه وبعده عن الشرك .

_ وفي حديث ابن عباس الطويل قال في آخره عن السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولاعذاب ، قال فخرج عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم فأخبروه فقال : هم الذين لايسترقون ولا يكـتوون ولايتطيرون وعلى ربهم يتوكلون .... الحديث .
_لايسترقون اي لايطلبون الرقية أما إذا أتاه شخص فرقاه فلا بأس لورود الدليل ، وللحديث العام أيضا عن جابر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم وقد سئل عن الرقى :(من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه ) رواه مسلم في السلام باب الرقية من العين .
_وقوله ولا يكتوون وكراهة الكي كما ثبت من الأدلة كراهة تنزيه .
فقد قال إبن القيم قد تضمنت أحاديث الكي أربعة أنواع الأول فعل النبي والثاني عدم محبته والثالث الثناء على من تركه والرابع النهي عنه ، فقال رحمه الله فعله يدل على الجواز وعدم محبته لا يدل على المنع والثـناء على تاركه أولى والنهي عنه فعلى سبيل الإختيار والكراهة .
_وقوله ولا يتطيرون أي لايتشاءمون بالطيور ونحوها ،
_وقوله وعلى ربهم يتوكلون وهو التوكل على الله وصدق الإلتجاء إليه والإعتماد بالقلب عليه ،ولايعني عدم مباشرة العبد للأسباب فإن مباشرة الأسباب أمر فطري ، وإنما المقصود أنهم يتركون الأمور المكروهة مع حاجتهم إليها توكلا على الله ،وباب التوكل واسع سيأتي في الأبواب القادمة إن شاء الله .
(3) باب الخوف من الشرك :
_ وقول الله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ )النساء 48 .
_ وقول الله تعالى ( وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ) إبراهيم 35
وذكر حفظه الله حديث ابن مسعود في مسند الدارمي وهو قوله رضي الله عنه الربا سبعون بابا والشرك بالله مثله .
وهذا يعني أن المسلم بحاجة لعلم مفصل في معرفة الشرك كأسباب الخوف من الشرك وآثار الشرك وأقسام الشرك وكل ما يناقض التوحيد .
ثم ذكر حفظه الله أسباب الخوف من الشرك :
1_ أن المشرك لايُغفر له وإن كان من أعبد الناس
2_ أن المشرك يحبط عمله أوله وآخره
3_ أن المشرك يحرم أبدا من الجنة
4_ أنه لايذوق الموت لحديث يؤتى بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار،الحديث
5_ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أن الشرك أخفى من دبيب النمل الحديث
6_ أن إبراهيم خاف منه (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ) الآية ،إبراهيم 35
7_ أن الشرك أكثر من نوع لحديث إبن مسعود رضي الله عنه أنه سبعون بابا
8_ أن النار حفت بالشهوات (المعاصي ، والبدع وهي بريد الشرك )
9_ أن من الشرك منه ماهو حركة قلب
ثم ذكر آثار الشرك :
1_ أن ماتقدم بالخوف من الشرك يدعو إلى طلب العلم
2_ وأن يكون حريصا على تعلم التوحيد وما يضاده من الشرك
3_ أن يترك وسائل الشرك كلها
4_ إدمان الدعاء ( لينجيه الله من الشرك ويحقق التوحيد الخالص )تأسيا بإبراهيم عليه السلام.
ثم ذكر أقسام الشرك :
1_ الشرك الاكبر : هو مساواة غير الله بالله فيما هو من خصائص الله (أي إتخاذ ند لله )
.. كشرك الألوهية _ شرك الربوبية _ شرك الأسماء والصفات .
2_ الشرك الأصغر : (وهوكل ماكان وسيلة للشرك الأكبر ،وكل ماسُمِّيَ شركا ولم يكن أكبر )
. كالرياء والحلف بغير الله .

_ شرك الألوهية : هو اتخاذ ند لله في العبادة "أي أن يعبد الله ويعبد معه غيره" .
_ وينقسم هذا النوع إلى قسمين :
1_ شرك ظاهر : كشرك الدعاء والذبح والنذر والطواف .
2_ شرك باطـن : كشرك الخوف والرجاء والتوكل والمحبة .
_ من صور الشرك الظاهرة(شرك الدعاء ) : إن الحُكم على الشيء أنه شرك أكبر لابد أن نـثبت أنه عبادة فإذا ثبت أنه عبادة فصرفه لغير الله شرك أكبر مُخرج من ملة الإسلام ،
_ فدليل الدعاء من القرآن قوله تعالى :( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) (60) غافر
_ ودليله من السنة حديث النعمان عند الترمذي " الدعاء هو العبادة " .
_ ضابط شرك الدعاء هو نداء لغائب أو حاضر مقرون مع طلب فيما لا يقدر عليه إلا الله
_ ينقسم الدعاء إلى قسمين :
1_ دعاء عبادة : لحديث جابر وفيه "أفضل الدعاء الحمد لله " مستدرك الحاكم وهو صحيح
2_ دعاء مسألة : لحديث إبن عباس وفيه "وإذا سألت فاسأل الله " الترمذي وهو صحيح
_ وللنجاة من شرك الدعاء يشترط :
1_ أن يكون من تدعوه حيا
2_ أن يكون يسمعك
3_ أن يكون قادر على تبليغك مقصودك
4_ أن يكون قادر على مباشرة الأسباب
_ ومن صور الشرك الباطنة (شرك الخوف) : أولا نثبت أنه عبادة :
-من القرآن قوله تعالى :(إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )آل عمران175
- والشرك هو أن يخاف من غير الله كخوفه من الله وذلك بإعطاء المخوف منه صفة لا تليق إلا بالله .
_ كمن خاف من الولي وهو في قبره بأن يضره من قبره مثلا فهذا شرك أكبر في الخوف .
_ شرك أصغر في الخوف وهو إعتقاد ما ليس بسبب أنه سبب كمن يخاف من الظلام ويعتقد أن الله جعله سببا
وهو ليس بسبب .
_ الخوف الطبيعي كالخوف من حيوان كالأسد من أن يأكله
_ ثم ذكر تحت حديث مسند أحمد عن محمود بن لبيد رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر فسئل عنه فقال الرياء " . صحيح
_ الرياء : مثل من يعمل عملا ليحمد عليه كمن يزين صلاته لما يرى من نظر رجل إليه
السمعة : أن يصنع شيء ليسمعه الناس كمن يحسن صوته بالتلاوة ليسمعه الناس
_ الرياء قسمان : _ إما يبطل الإسلام كله ولايقبل منه: وذلك إذا راءى في أصل دخوله في الإسلام وهذا قسم .
-القسم الثاني بحسب الزمان وله ثلاثة أحوال : _ قبل العمل : كإخباره للناس بأنه سيجاهد ولم تكن نيته لله بل خرج ليراه الناس أنه مجاهد .
_ أثناء العمل : يقوم ليصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر أحدهم إليهم .
_ بعد العمل : كمن يحدث بعمله بعد إنقضائه مراءاةً .
نكتفي إلى هنا وللحديث بقية ونسأل الله أن يجنبنا الشرك كبيره وصغيره ودقه وجله وأن يتوفانا على كلمة التوحيد
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد

أبو أحمد زياد الأردني 23-06-2010 05:17AM

أسأل الله يبارك لك في عمرك وفي ولدك وأهلك يا أبا عبد الله الحبيب.

أبو عبد الله بشار 23-06-2010 05:21AM

ولك بالمثل أبا الطارق
وسرّني مرورك وبارك الله فيك

أبو عبد الله بشار 27-06-2010 02:57PM

فوائد من دروس الشيخ ماهر القحطاني في شرح كتاب التوحيد [3]
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :

(4) باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله :
قال حفيد المصنف رحمه الله : وفيه أنه لاينبغي لمن عرف التوحيد وفضله وما يوجب الخوف من الشرك أن يقتصر على نفسه بل يجب عليه أن يدعو إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة كما هو سبيل المرسلين وأتباعهم .


_وقول الله تعالى :(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) يوسف(108)
أي أن دعوة النبي إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله دون الآلهة والأوثان والإنتهاء إلى طاعته سبحانه وترك معصيته هي سبيل الله
ثم أمر نبيه سبحانه في آخر الآية أن ينزهه ويعظمه من أن يكون له شريك في الملك أو أن يُعبد سواه سبحانه وأن يقول بأنه بريء
من أهل الشرك به .


_ثم ذكر حديث ابن عباس رضي الله عنهما (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا أرسل معاذا إلى اليمن قال له إنك تأتي قوما من
أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلآ الله -وفي رواية : إلى أن يوحدوا الله -فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن
الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوك لذلك فاعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد
على فقرائهم فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإن ليس بينها وبين الله حجاب ) أخرجه الشيخان .

وفي هذه الرواية التنبيه على معنى شهادة أن لا إله إلا الله فإن معناها توحيد الله بالعبادة ونفي عبادة ماسواه "أي الكفر بالطاغوت
والإيمان بالله ، قال وفي الحديث دليل على أن التوحيد -الذي هو إخلاص العبادة لله وحده لاشريك له وترك عبادة ماسواه - هو
أول واجب ، لهذا كان أول مادعت إليه الرسل عليهم السلام :( أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ) 32 المؤمنون
ـ وفي الحديث دلالة على قَبول خبر الواحد
ـ وفي الحديث تحذير من جميع أنواع الظلم
ـ وفيه التنبيه على التعليم بالتدرج أي البداءة بالأهم فالمهم .


_ عَنْ سهل بن سعد : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يوم خيبر لأعطين هذه الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبحوا غَدوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم كلهم يرجو أن يُعطاها فقال أين علي بن أبي طالب فقال هو يشتكي عينيه فأَرسلوا إليه فأُتِي به فبصق رسول الله صلى الله عليه و سلم في عينيه ودعا له
فبرأ كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية قال انفذ على رسلك حتى تنـزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حُمْرِ النَّعَم " الحديث أخرجه الشيخان .يدوكون : يخوضون

_ قال وفيه إثبات صفة المحبة لله خلافا للجهمية
_ وفيه الدلالة على الشهادتين (أُدعهم إلى الإسلام )
_ ويتبين أن أصل الإسلام هو التوحيد ونفي الشرك في العبادة
_ وفيه مشروعية الدعوة قبل القتال
_ وفيه بَعْثُ الإمام الدعاة إلى الله
_ قال شيخ الإسلام رحمه الله والإسلام : هو الإستسلام لله والخضوع له والعبودية له .
_ وفيه فضيلة من اهتدى على يديه رجل واحد .


نكتفي إلى هنا وللحديث بقية إن شاء الله ونسأل الله أن يتوفانا على الإسلام والإيمان وأن يجنبنا الشرك والنيران .

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد

أبو عبد الله بشار 06-07-2010 02:22AM

فوائد من دروس الشيخ ماهر القحطاني في شرح كتاب التوحيد [4]
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :

فهذا هو الدرس الرابع من هذه السلسلة المباركة من دروس شيخنا أبي عبد الله في كتاب التوحيد وقد وصلنا إلى الباب الخامس وهو :

5 _ باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله :

وقول الله تعالى :(أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا )الإسراء (57) .

قال حفظه الله : يبتغون إلى ربهم الوسيلة : أي مايُتَوَسل به إلى الله بالطاعات من كلمة لا إله إلا الله إلى إماطة الأذى عن الطريق .

وقال ابن القيم رحمه الله : في هذه الآية ذِكْر المقامات الثلاث : الحب وهو ابتغاء القرب إليه والتوسل إليه بالأعمال الصالحة ، والرجاء والخوف وهذا هو حقيقة التوحيد وحقيقة دين الإسلام .

وقول الله تعالى : (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ *إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )
26-27 - 28 الزخرف
والشاهد هو براءة إبراهيم عليه السلام من كل ما يُعبد من دون الله ولم يستثني من المعبودات إلا الذي فطره وهو الله وحده لاشريك له .
وقوله تعالى وجعلها كلمة باقية في عقبه : أي لا يزال في ذريته من يقولها .

وقول الله تعالى :(اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ )
(31 ) التوبة .

قال حفظه الله وهذه الآية فيها بيان لشرك الطاعة (أي أطاعوا في التحليل والتحريم ) فصارت عبادة لغير الله ،
ولحديث عدي بن حاتم الطائي عندما تلا النبي صلى الله عليه وسلم تلك الآية فقال عدي يا رسول الله لسنا نعبدهم قال أليس يحلَُون لكم ما حرّم الله فتحلُّونه ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه قال بلى قال النبي صلى الله عليه وسلم فتلك عبادتهم " الحديث اخرجه الترمذي وقال حديث غريب وهو من طريق غُطيف ابن أعين وهو ليس بمعروف بالحديث ، ولكن الشيخ الألباني حسنه بقوله لأن هذا الحديث أحسن ما فُسِّرت به آية إتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا .

وقول الله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ) البقرة 165

قال حفظه الله : معنى المحبة هي ميل القلب لصاحب الصفات الموافقة
_ حقيقة الشرك : هو مساواة غير الله بالله فيما هو من خصائص الله
_ شرك المحـبة : هو أن يميل الرجل بقلبه محبة لغير الله لأجل صفات وافقت فيه لا تليق إلا بالله .
مثاله : عندما أحب الصوفية النبي صلى الله عليه وسلم أعطوه منزلة فوق المنزلة التي أعطاه إياها الله فغلوا في محبته حتى قالوا وهذا معروف عندهم ومعروف عنهم أن النبي يعلم مافي اللوح المحفوظ وأن النبي يعلم الغيب كما يقولون في قصيدة البردة المشهورة عندهم :
وإنَّ من جودك الدنيا وضرَّتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم
وهذا هو الشرك الأكبر في المحبة .


وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حَرُمَ ماله ودمه وحسابه
على الله عز وجل )) .

قال حفظه الله : هناك شبهة يجب الرد عليها : أن هناك من المسلمين من يقول نحن نقول لا إله إلا الله ونصوم ونصلي
وتصفوننا بالشرك .

فيقال هل كفرتم بما يُعبد من دون الله قالوا نعم
فنقول كلا بل إلى الآن تدعون البدوي وهذا دعاء لغائب مقرون مع طلب وهو شرك أكبر مُخرج من الملة .

إنتهى كلامه حفظه الله .

فنسأل الله عز وجل أن يتوفانا على التوحيد وأن يجنبنا الشرك ومضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن .

والله أعلم وأحكم وصلى الله على نبينا محمد

أبو عبد الله بشار 14-07-2010 01:41AM

فوائد من دروس الشيخ ماهر القحطاني في شرح كتاب التوحيد [5]
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فهذه هي الحلقة الخامسة من كتاب التوحيد بشرح شيخنا أبي عبد الله ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله :

وقد وصلنا في هذه الحلقة إلى الباب السادس من أبواب الكتاب وهو :

6_ باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه :

قال حفظه الله : من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما : أي من شرك الربوبية لأن الحفظ من العين والضرر من أفعال الله ( الربوبية ) .

* قال المصنف رحمه الله وقول الله تعالى : ( قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ) الزمر (38)

_ ففي الآية أنها تبطل تعلق القلب بغير الله في جلب نفع أو دفع ضر وأن هذا التعلق من الشرك بالله
وفيه أن لايُدْعى إلا الله ولا يُتَوكل إلا عليه وكذا جميع أنواع العبادة لايصلح منها شيء لغير الله


_ وفي مسند الإمام أحمد من حديث عقبة بن عامر الجهني : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أقبل إليه رهط فبايع تسعة وامسك عن واحد فقالوا يا رسول الله بايعت تسعة وتركت هذا قال إن عليه تميمة فأدخل يده فقطعها فبايعه وقال من علق تميمة فقد اشرك . أسناده قوي
ومن تعلق تميمة فقد أشرك أي أنه طلب دفع الأذى من غير الله


* وعن عقبة بن عامر من تعلق تميمة فلا أتم الله له ومن تعلق وَدَعَة فلا وَدَعَ الله له .
وفي رواية " ومن تعلق تميمة فقد أشرك "

وحديث عقبة فيه ابن عاهان وهو مقبول كما قال ابن حجر ، ورواه أحمد في المسند وابن حبان وفي الموارد للحاكم وصححه ووافقه الذهبي وله شاهد آخر عند أحمد من حديث ابن عكيم .

-والتمائم جمع تميمة وهي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين (زعموا) فجاء الإسلام بإبطالها
وقوله فلا أتم الله له : أي دعاء عليه


-والوَدَعْ شيء يخرج من البحر يشبه الصدف يتقون به العين

ــــ ــــــــــــ ــــــــــ ـــــ
7_ باب ما جاء في الرُّقى والتمائم :

أي ما جاء من النهي في الرُّقى والنهي عن التمائم

قال حفظه الله : الرُّقى جمع مفردها رقية وهي ما يستخدم من عزائم وكلمات لها أثر طبي في دفع المرض والداء والعين عن المرء

* الرقية الشركية : مايستعمل فيها تعاويذ شركية في دعاوي للجن وطلاسم لايعرف معناها ولم يدل الدليل والتجربة الظاهرة عليها

* الرقية الجائزة : ماكانت بأسماء الله وصفاته وماكانت باللسان العربي وأن لا تكون بإسم مجهول وأن يعتقد أن الرقية لا تنفع بذاتها إستقلالا من دون الله

_ قال المصنف : "في الصحيح" عن أبي بشير الأنصاري رضي الله عنه : أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فأرسل رسولا أن لا يٌبْقِيَّن في رقبة بعير قلادة من وَتَر ، أو قلادة إلا قطعت . الحديث

قال حفظه الله : ومما يدل على جواز الرقية من دون طلب أن عائشة رضي الله عنها كانت تأخذ كف النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه وتنفث فيه .

ثم ذكر حديث مسلم وقول النبي صلى الله عليه وسلم أعرضوا عليّ رقاكم لا بأس بالرقى مالم تكن شركا

وذكر فتوى الصحابة بأنه لا يجوز تعليق المصحف والآيات لدفع العين ،
(كما أن النبي أمر بقطع القلائد لأنهم كانوا يعلقونها بالبعير لدفع العين ويظنون أنها تعصمهم من الآفات ) .

_ قال المصنف : وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الرّقى والتمائم والتِّوَلَة شرك . رواه أحمد وابو داوود وابن ماجة والحاكم صححه ووافقه الذهبي .

قال حفظه الله : التمائم جمع مفردها تميمة وهي التي تعلق على أعناق الأولاد من خرزات وعظام يريدون دفع العين .

*التِّوَلَة : شيء يضعونه يزعمون أنه يحبب الزوجة بزوجها والزوج بزوجه .

_ قال المصنف : وعن عبد الله بن عكيم مرفوعا : من تعلق شيئا وُكِلَ إليه . رواه أحمد والترمذي وهو حديث حسن

أي أنه من تعلق بقلبه ويكون بالفعل (التعلق) ويكون بالأمرين معا (وُكِل إليه ) أي وكَّله الله إلى ذلك الشيء الذي تعلّقه أو تعلَّق به .

_ قال المصنف : وروى أحمد عن رويفع قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يارويفع لعل الحياة تطول بك فأخبر الناس أن من عقد لحيته أو تَقَلَّد وَتَرا أو استنجى برجيع دابة أو عظم فإن محمدا بريءٌ منه . حديث صحيح ورواه أبو داوود والنسائي .

عقد اللحية كما قال الخطابي يفسر على وجهين : أولا : ماكانوا يفعلونه في الحرب حيث يعقدون لحاهم وذلك من زي بعض الأعاجم يفتلونها ويعقدونها ( وقال آخر يفعلونها أي كذلك تكبرا وعجبا ) .

ثانيا : أن معناها معالجة الشعر ليتعقّد ويتجعد وذلك من فعل أهل التأنيث .

وقال أبو زرعة بن العراقي الأَوْلى حمله على عقد اللحية في الصلاة لما ورد في رواية محمد بن الربيع وفيه ( أن من عقد لحيته في الصلاة ) .

* أو تقلّد وَتَرَا أي جعله قلادة في عنقه أو عنق دابته ،

* أو استنجى برجيع دابة أو عظم : لأمرين وردا عن النبي : أولا : رواية مسلم وأنهما زاد إخوانكم من الجن
ثانيا : رواية إبن خزيمة والدارقطني عن ابي هريرة قول النبي إنهما لا يطهران .

إلى هنا نكتفي في هذه الحلقة ونتابع إن شاء الله في حلقات قادمة

أسأل الله عز وجل أن يجنبنا سبل الشرك كبيرها وصغيرها دقها وجلها وأن يتوفانا على التوحيد الخالص النقي من كل شائبة إنه سميع مجيب


والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد

أبو عبد الله بشار 14-08-2010 03:26AM

فوائد من دروس الشيخ ماهر القحطاني في شرح كتاب التوحيد [6]
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فهذه هي الحلقة السادسة من كتاب التوحيد بشرح شيخنا أبي عبد الله ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله :
وقد وصلنا في هذه الحلقة إلى الباب الثامن من أبواب الكتاب وهو :


8 _ باب من تبرك بشجر أو حجر أو نحوهما :


قال حفظه الله : التبرك هو طلب البركة ، والبركة هي الخير والنفع كالشفاء والزيادة في الخير أو نحو ذلك .

* ماهو التبرك المشروع ؟
كالتبرك بوضوء النبي فقط وهو محمول على خصوصية النبي وأما غيره فلا يتبرك به لأن الصحابة لم يفعلوا ذلك .

* ماهو التبرك الممنوع ؟
فهو إما أن يكون شركا أكبر : كإعتقاد أن المتبرك به يستقل بالبركة والخير من دون الله .
وإمـا أن يكون شركا أصغر : إذا اعتقد أن المتبرك فيه سبب لحصول البركة وهو ليس بسبب كالتبرك بآل البيت .


قال المصنف رحمه الله وقول الله تعالى ( أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى) (20) النجم .

قال صاحب فتح المجيد : ومطابقة الآيات للترجمة من جهة أن عبّاد الأوثان إنما كانوا يعتقدون حصول البركة منها بتعظيمها ودعائها والإستعانة بها والإعتماد عليها في حصول ما يرجونه منها ويؤمّلونه ببركتها وشفاعتها وغير ذلك .

عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حُنَيْنٍ وَنَحْنُ حُدَثَاءُ عَهْدٍ بِكُفْرٍ ، ولِلْمُشْرِكِينَ سِدْرَةٌ يَعْكُفُونَ عِنْدَهَا ، ويَنُوطُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُمْ يُقَالُ لَهَا : ذَاتُ أَنْوَاطٍ ، قَالَ : فَمَرَرْنَا بِالسِّدْرَةِ ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اللَّهُ أَكْبَرُ ، إِنَّهَا السُّنَنُ ، قُلْتُمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ كَمَا قَالَتْ بنو إِسْرَائِيلَ : {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف : 138 ] ، قَالَ : إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ، لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ . رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ، ورواه أحمد والمعجم الكبير للطبراني .

_ قال حفظه الله : وينوطون بها أسلحتهم : أي للتبرك .
_ قال وقد نهاهم النبي عن التشبه بالكفار لأن ذلك يؤدي إلى الشرك

_ وقال صاحب فتح المجيد : في هذا بيان أن عبادتهم هذه بالتعظيم والعكوف والتبرك بهذه الأمور الثلاثة عُبِدَت الأشجار ونحوها .
وقال أن فيه أيضا الخوف من الشرك وفيه أن الإعتبار في الأحكام بالمعاني لا بالأسماء ولهذا جعل النبي طلبهم كطلب بني إسرائيل ولم يلتفت إلى كونهم سمّوها ذات أنواط ، وفيه أيضا عَلم من أعلام النبوة من حيث وقع كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلّم ( لتتبعن سنن من كان قبلكم ) .

وقال حفظه الله : أن التكبير على النار ورد فيه دليل لكنه ضعيف .
وورد التكبير عند التعجب ، والتكبير عند الفرح لفعل عمر رضي الله عنه ، وورد التكبير عند السفر وصعود المرتفعات لفعل الصحابة .

نكتفي بهذا القدر ونسأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يجيرنا من الشرك والفتن وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد
ـــــــــــــــــــــــــ

ولو أنّا إذا متنا تركنا *** لكان الموت غاية كل حي
ولكنّا إذا مـتنا بعثنا *** ونسأل بعدها عن كل شي

أبو البراء محمد الأحمدي 25-08-2010 08:45AM


الله يجزاك خير ياأبو عبد الله
ويعينك على إتمام فوائد كتاب التوحيد الذي هو حق على العبيد

أبو البراء محمد الأحمدي 25-08-2010 08:54AM

الله أكبر، الله أكبر بارك الله فيك أخي بشار وزادك حرصاً على مثل هذه الفوائد العظيمة


Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

 


Security team