مجلة معرفة السنن والآثار العلمية

مجلة معرفة السنن والآثار العلمية (http://www.al-sunan.org/vb/index.php)
-   مـقـالات مـتـنـوعـة (http://www.al-sunan.org/vb/forumdisplay.php?f=106)
-   -   " الادلة على توحيد الله وإفراده بالعبادة"(لفضيلة الشيخ/ماهر القحطاني حفظه الله) (http://www.al-sunan.org/vb/showthread.php?t=11260)

أحمد بارعية 20-01-2018 12:31AM

" الادلة على توحيد الله وإفراده بالعبادة"(لفضيلة الشيخ/ماهر القحطاني حفظه الله)
 
"الادلة على عظمة الله ووحدانيته واستحقاقه للتوحيد وحده لا شريك له"

ايها الناس اعبدوا ربكم وحده لا شريك له واتقوه و لا تشركوا به شيئا واطيعوه ولا تعصوه، فمالكم من اله غيره سبحانه وتعالى عما يشركون. فما من نبي إلا وقد امر قومه بتوحيد الله وترك معصيته ونهاهم عن الشرك به سبحانه و تعالى، قال الله عز وجل: (وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ), وقال عز وجل ( وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ). بل هي وصية الله سبحانه و تعالى إلى خلقه اجمعين كما في سوره البقرة وقوله عز وجل (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).

واعلموا أن العباد لو قدروا الله حق قدره و عظموه حق عظمته واستحيوا منه لما أشركوا به. فطلبوا الشفاعة في دعائهم من غيره و ذبحوا ونذروا لغيره فعصوه سبحانه وتعالى سبحان الله عما يشركون. ولذلك نصح نوح قومه فقال وقوله عز وجل (مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا • وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا) وقال عز وجل (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ*• ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِين •ٍ*ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا في الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ).

هذه قصتك يا ابن آدم يخبرك بها رب العالمين قال تعالى(هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا) أي قد أتى عليك أيها الانسان زمن من الأزمان كنت عدما معدوما,قال الله عز وجل (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا) أمشاج أي أخلاط بين ماء الرجل وماء المرأة، اختلطا على أمر قد قُدِر فتكونت النطفة كإنها لايمكن أن تُكَونك وهي لم تتغذى ولم تكمُل بإذن الله فعلقها الله بإذنه وألهمها وأَمَرَها أن تعلق بالرحم ثم تدرج بالبناء فكانت المضغة ثم خلق سبحانه من المضغة عظاما ثم كسا تلك العظام لحما. ولو تركها كذلك لتعفنت ومن الرحم خرجت لا حياة فيها, ولكنه نفخ فيها الروح. ثم تكونت يا ابن آدم في بطن أمك, فأذن الله بخروجك للدنيا , فأسقاك من لبن أمك من بين فرث ودم لا ملح أجاج ولا طعمه حاليا لا تقدر على شربه بل أحسن لك طهيه وطبخه سبحانه وتعالى, فشربت من ذلك اللبن. ثم خرجت لهذه الحياة الدنيا ترأس فيها وتربع وتأكل وتشرب وتتقلب في نعم الله سبحانه وتعالى .أفا يليق بعد ذلك أن تشرك به شيئا أو تعصيه فيما أمرك به جل في علاه.

قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، قال أمام أهل السنة المبجل, أحمد بن حنبل رحمه الله , كما نقل عنه الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآية مبينا عظمة الله ووحدانيته واستحقاقه للتوحيد وحده لاشريك له قال:(هاهنا حصن حصين أملس، ليس له باب ولا منفذ، ظاهره كالفضة البيضاء، وباطنه كالذهب الإبريز فبينا هو كذلك إذ انصدع جداره فخرج منه حيوان سميع بصير ذو شكل حسن وصوت مليح) البيضة التي تخرجها الدجاجة والحمامة مرمرة بيضاء , في داخلها سائل أصفر منتن الرائحة وهي مرمرة بيضاء لايمكن ليد إنسان أن تدخل إليها , فما هي إلا أيام ترقد عليها الدجاجة بحرارة قد قدرها الله سبحانه وتعالى , فيتحول ذلك السائل الأصفر إلى طير بلحم ودم وريش فيخرج من تلك البيضة طيرا جميلا صوته حسنا ريشه. فمن ذا الذي حول ما داخل البيضة من سائل أصفر منتن إلى طير له صوت جميل وله ريش جميل , أفلا يدل ذلك على الواحد الجليل سبحانه وتعالى. "قال إعرابي ليس عنده فقه أحمد ولا الشافعي رحمهما الله. قال بفطرته للدلالة على خالقه , "يا سبحان الله البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير، فسماء ذات أبراج و أرض ذات فجاج, وبحار ذات أمواج ألا يدل ذلك على وجود اللطيف الخبير".

وقد واعد الامام أبي حنيفة الملاحدة الذين ينكرون وجود الله سبحانه وتعالى واستحقاقه للعبادة وحده لا شريك له. فتأخر عليهم , فسألوه لماذا تأخرت ,فقال كنت على شاطئ بحر فلم أجد مركبا آتيكم عليه وأبكر. قال فما هي إلا أن هبت ريح شديدة أُقتلعت على أثرها الأشجار فنزلت تلك الأشجار على صفة سفينة مبنية محكمة البناء وعليها جئتكم فقالوا أبك جنون سفينة تُبنى محكمة البناء وليس ثمة صانع, فقلب عليهم المَجَن فقال أيها المجانين من يُسير العالم السفلي والعلوي , يعني من الذي أجرى الأنهار ومد البحار وخلق الأشجار ولون الأزهار ونصب الجبال ورفع السماء وبسط الأرض ألا يدل ذلك على اللطيف الخبير سبحانه وتعالى .

قال الإمام الشافعي رحمه الله لما سئل عن وجود الصانع فقال "هذا ورق التوت طعمه واحد تأكله الدود فيخرج منه الإبريسيم (الحرير), وتأكله النحل فيخرج منه العسل , و تأكله الشاةوالبقر والأنعام فتلقيه بعرا وروثا, وتأكله الظباء فيخرج منها المسك وهو شئ واحد". أربعة أصناف تتغذى أمعاء دوابها على صنف واحد فتخرج هذه المواد المختلفة من ذا الذي أخرجها وأحسن في أمعاءها طهيها فخرجت على هذا النحو, أفلا يدل ذلك على اللطيف الخبير سبحانه وتعالى عما يصفون. قال تعالى (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ)


من خطبة الجمعة "وصية الله سبحانه وتعالى لخلقه أجمعين"
لفضيلة الشيخ/
ماهر بن ظافر آل ظافر القحطاني
حفظه الله


Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

 


Security team