مجلة معرفة السنن والآثار العلمية

مجلة معرفة السنن والآثار العلمية (http://www.al-sunan.org/vb/index.php)
-   منبر الجرح والتعديل (http://www.al-sunan.org/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   [منقول] واجب الطلاب تجاه اجتهاد الشيخ وما يلزمهم من الآداب (http://www.al-sunan.org/vb/showthread.php?t=11276)

عمرو التهامى 31-01-2018 11:35AM

واجب الطلاب تجاه اجتهاد الشيخ وما يلزمهم من الآداب
 
واجب الطلاب تجاه اجتهاد الشيخ وما يلزمهم من الآداب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة قديما وحديثا، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه الذين ساروا في نصرة دينه سيرا حثيثا، وعلى أتباعهم الذين ورثوا علمهم -والعلماء ورثة الأنبياء- أكرم بهم وارثا وموروثا-، أما بعد:
فمن الآداب التي ينبغي أن يتنبه لها كل مرتاد لحِلَق أهل العلم، وكل راغبٍ في الفائدة: هو ما للطالب من أحوال مع خطأ الشيخ، فقد صار الناس فيه اليوم على طرفين ووسط، وقد استعنت بالله في كتابة جمل مختصرة في بيان ما ينبغي علينا طلاب العلم تجاه ذلك، كما علمنا علماؤنا-رحمهم الله-:
اعلم رحمك الله أن من حق الشيخ على الطالب احترامه وتوقيره، وتجنب زلاته، ونسيان هفواته، قال النبي ï·؛: ليس منا من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه.
قال طاووس-رحمه الله-: «إِنَّ مِنَ السُّنَّةِ، أَنْ تُوَقِّرَ الْعَالِمَ»
فإذا عرفت ذلك؟ فإن للمتعلم مع شيخه إذا أخطأ أحوال:
أوَّلها: أن يظهر من الشيخ خطأ في مسألة لم يتعمد فيها مخالفة الحق، فليس للمتعلم والحال هذه، التشغيب على شيخه، أو إذاعة زلته وخطئه-في زعمه-، بل عليه واجب النصيحة، ومعرفة الفضل، ولا يثنينَّه ذلك عنه،
قال سعيد بن المسيب (93هـ): "ليس من عالم ولا شريف ولا ذي فضل إلاَّ وفيه عيب، ولكن مَن كان فضلُه أكثرَ من نقصه ذهب نقصه لفضله، كما أنَّه من غلب عليه نقصانه ذهب فضله. وقال غيره: لا يسلم العالم من الخطأ، فمَن أخطأ قليلاً وأصاب كثيراً فهو عالم، ومن أصاب قليلاً وأخطأ كثيراً فهو جاهل".
وقال الذهبي: "ولو أنَّ كلَّ من أخطأ في اجتهاده ـ مع صحَّة إيمانه وتوخِّيه لاتباع الحقِّ ـ أهدرناه وبدَّعناه، لقلَّ مَن يسلم من الأئمَّة معنا، رحم الله الجميعَ بمنِّه وكرمه".
- ومما يلحق بذلك: صاحب السنة إذا تكلم فيه عالمٌ بغير بيان لحجة،
قال الإمام الذهبي:"أَحْمد بن صَالح الطَّبَرِيّ حَافظ الديار المصرية وعالمها ثِقَة جبل لم يلْتَفت الى قَول يحيى بن معِين فِيهِ كَذَّاب يتفلسف وَلَا قَول النَّسَائِيّ لَيْسَ بِثِقَة قد احْتج بِهِ البُخَارِيّ وَلكنه فِيهِ تيبس وجفاء عَفا الله عَنهُ وَكَانَ شَيخا فِي الْعلم متفننا."
فهذا كلام شديد من إمامين في الجرح، لم يلتفت إليه! فكيف الحال بأكثر أهل زماننا، نسأل الله العافية.
وهذا مما يصلح مثالا للحالين، فهو زلة وخطأ من النسائي وابن معين، وبقي النسائي إماما، وابن معين إماما. وهو جرح بلا حجة في أحمد بن صالح، وبقي ابن صالحٍ عالما متفننا.
والأمثلة على هذا كثيرة لمن طلب الحق وأراد الله هداه، فنعوذ بالله من طريقة الحدادية الغلاة.
ثانياً: اعلم أرشدك الله إلى طاعته أن لكل عالم زلة ولكل جواد كبوة، ولكن لا يلتحق بما مضى، البدعة الواضحة البينة، فإن من خرج عن السنة لا كرامة له، وهذه هي طريقة الراسخين،
قال الإمام الذهبي: " نَقَلَ صَاحِبُ(مِرْآةِ الزَّمَانِ)، بِلاَ إِسْنَادٍ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ أَنَّهُ قَالَ:
كَانَ ابْنُ قُتَيْبَةَ يَمِيْلُ إِلَى التَّشْبِيْهِ.قُلْتُ: هَذَا لَمْ يَصِحَّ، وَإِنْ صَحَّ عَنْهُ، فَسُحْقاً لَهُ، فَمَا فِي الدِّيْنِ مُحَابَاةٌ.".
وقد علم الناس من هو ابن قتيبة، ولكن ما في دين الله محاباة، فأسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يبصرنا بديننا، ويهدينا إلى معرفة فضل أهل الفضل علينا، واتباع طريقة الراسخين من علمائنا، إنه جوادٌ كريم.
وكتبه راجياً عفو ربه:

أبو حفصٍ عمر بن خالدٍ آل رضوان

قال الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله :كلفت بعض الطلاب بالحلقة المجدين .... الحريصين أن يكتب في التحذير من لؤم الطالب تجاه شيخه الذي أستفاد منه علما وتحريم خيانته ونكران فضله وقطيعته وجفاءة طاعة للحدادية الأوغاد....بلا بينة راجحة و مخالفة ظاهرة... فجمع هذه الكلمات الطيبة...



عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:"خذوا العلم حيث وجدتم ولا تقبلوا قول الفقهاء بعضهم على بعض فإنهم يتغايرون تغاير التيوس في الزريبة." جامع بيان العلم / لابن عبدالبر
قال ابن عبدالبر معلقاً:"هذا باب قد غلط فيه كثير من الناس وضلت به نابتة جاهلة لا تدري ما عليها في ذلك ، والصحيح في هذا الباب أن من صحت عدالته وثبتت في العلم أمانته ، وبانت ثقته وعنايته بالعلم ، لم يُلتفت فيه إلى قول أحد إلا أن يأتي في جرحته بيّنة عادلة تصح بها جرحته على طريق الشهادات، والعمل فيها من المشاهدة والمعاينة لذلك بما يوجب تصديقه فيما قال لبراءته من الغل والحسد والعداوة والمنافسة وسلامته من ذلك كله ، فذلك يوجب قبول قوله من جهة الفقه والنظر."
ابو عبدالله ماهر بن ظافر القحطاني


Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

 


Security team