{27}فوائد من دروس الشيخ ماهر القحطاني في شرح كتاب التوحيد
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد : فهذا هو الباب الرابع والثلاثون من أبواب كتاب التوحيد للإمام المجدّد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى ، بشرح شيخنا أبي عبد الله ماهر القحطاني حفظه الله ونفعنا بما يقول . قال المصنف رحمه الله باب من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله قال حفظه الله : - وسبب ذكر المصنف لهذا الباب لأنه أكثر باب لامتحان العبد وهو من أكثر الأدلة على كمال التوحيد الواجب . - الحقيقة اللغوية للصبر : الحبس والمنع . - الحقيقة الشرعية للصبر : هي حبس النفس عن الجزع وحبس اللسان عن التشكي والتسخط والجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب . - واذا ترك العبد الصبر وعزم على الشكاية والتسخط ويقول ما حصل لي ليس فيه حكمة من الله ولا استحق ما حصل لي ... فهذا شرك أكبر . - واول صبر يطلب من المكلف هو الصبر على طلب العلم ( التوحيد اولا ) . - وجاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يُقتل شيء من الدواب صبراً أي قتلاً . - أنواع الصبر ثلاثة : الصبر على طاعة الله ، الصبر عن معصية الله ، الصبر على أقدار الله المؤلمة . - ويشترط في الصبر الإخلاص (من دون رياء) . ثم قال رحمه الله : وقوله تعالى : ومن يؤمن بالله يهدِ قلبه والله بكل شيء عليم . التغابن 11 قال حفظه الله : قوله ومن : اسم شرط جازم .... وقوله يؤمن : فعل الشرط ..... والجواب هو : يهدِ قلبه . - وروى البخاري معلقا عن علقمة عن ابن مسعود قال : هو الرجل تصيبه مصيبة فيعلم انها من عند الله فيرضى ويسلم . ثم قال رحمه الله : وفي صحيح مسلم : عن أبي هريرة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال اثنتان في الناس هما بهم كفر : الطعن في النسب والنياحة على الميت . قال حفظه الله : قوله هما بهم كفر : ليس كفراً أكبرَ ولكن كفر دون كفر كقوله عليه الصلاة والسلام من أتى حائضا فقد كفر . الطعن في النسب : وذلك لأن الناس مؤتمنون على أنسابهم . قال رحمه الله : وعن ابن مسعود أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : ليس منّا من ضرب الخدود وشقَّ الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية . البخاري - وفي الحديث الوعيد بقوله ليس منّا ، وفيه أن ضرب الخدود وشق الجيوب من الجزع والتسخط على أقدار الله المؤلمة ويعتبر كبيرة من الكبائر . ثم قال رحمه الله : وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : إذا أراد الله بعبده الخير عجّل له العقوبة في الدنيا ، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة . الترمذي : حسنه . قال حفظه الله : والحديث هذا محفّز لأصحاب المصائب أن لا يتسخطوا على أقدار الله . - وفيه أن الله إذا كتب لعبده منزلة يوم القيامة أصابه ببدنه حتى يبلغ تلك المنزلة التي كتبها الله له . - محفزات الصبر : - الأجر المدَّخر عند الله للصابر . - العلم بمعنى الصبر : والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا .... وأن رجالاً سألوا النبيّ عليه الصلاة والسلام أعطية فأعطاهم ثم أعطاهم ثم قال من يتصبّر يصبّره الله ومن استعفّ أعفّه الله . - عند البخاري مرفوعا أنه قال إذا نظر أحدكم فلينظر إلى من هو دونه فإنه أجدر ألا يزدري نعمة الله عليه . ثم قال رحمه الله : وعن أنس مرفوعا قال : إن عِظم الجزاء مع عِظم البلاء وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط . حسن ورواه الترمذي . قال حفظه الله : الصبر واجب وهو أن ترضى عن حكمة الله وأن ترضى بما أصابك وتحتسب وتسترجع . وأن المرء يبتلى على قدر دينه . والله أعلم وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمد |
Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd