مجلة معرفة السنن والآثار العلمية

مجلة معرفة السنن والآثار العلمية (http://www.al-sunan.org/vb/index.php)
-   العقيدة و المنهج (http://www.al-sunan.org/vb/forumdisplay.php?f=92)
-   -   [صوتي] شرح كتاب الأصول الستة (http://www.al-sunan.org/vb/showthread.php?t=11075)

عمرو التهامى 13-05-2017 07:11PM

شرح كتاب الأصول الستة
 
1 مرفق


شرح كتاب
الأصول الستة

لشيخ الإسلام
محمد بن عبدالوهاب رحمه الله

لفضيلة الشيخ
ماهر بن ظافر القحطانى حفظه الله






الأصول الستة

قال المؤلف شيخ الإسلام‏ محمد ابن عبد الوهاب – رحمه الله -:‏

بسم الله الرحمن الرحيم

من أعجب العجاب، وأكبر الآيات الدالة على قدرة الملك الغلاب ستةأصول بينها الله تعالى بيانًا واضحًا للعوام فوق ما يظن الضانون، ثم بعد هذا غلطفيها كثير من أذكياء العالم وعقلاء بني آدم إلا أقل القليل‏.‏


الأصل الأول


إخلاص الدين لله تعالى وحده لا شريك له، وبيان ضده الذي هو الشركبالله، وكون أكثر القرآن في بيان هذا الأصل من وجوه شتى بكلام يفهمه أبلد العامة،ثم لما صار على أكثر الأمة ما صار أظهر لهم الشيطان الإخلاص في صورة تنقص الصالحينوالتقصير في حقوقهم، وأظهر لهم الشرك بالله في صورة محبة الصالحين وأتباعهم‏.‏

الأصل الثاني

أمر الله بالاجتماع في الدين ونهى عن التفرق فيه، فيبين الله هذا بيانًا شافيًا تفهمه العوام، ونهانا أن نكون كالذين تفرقوا واختلفوا قبلنا فهلكوا،وذكر أنه أمر المسلمين بالاجتماع في الدين ونهاهم عن التفرق فيه، ويزيده وضوحًا ما وردت به ألسنة من العجب العجاب في ذلك، ثم صار الأمر إلى أن الافتراق في أصول الدين وفروعه هو العلم والفقه في الدين، وصار الاجتماع في الدين لا يقوله إلا زنديق أو مجنون‏.‏


الأصل الثالث

إن من تمام الاجتماع السمع والطاعة لمن تأمر علينا ولو كان عبدًاحبشيًا، فبين الله هذا بيانًا شائعًا كافيًا بوجوه من أنواع البيان شرعًا وقدرًا،ثم صار هذا الأصل لا يعرف عند أكثر من يدعي العلم فكيف العمل به‏.


الأصل الرابع

بيان العلم والعلماء، والفقه والفقهاء، وبيان من تشبه بهم وليسمنهم، وقد بين الله هذا الأصل في أول سورة البقرة من قوله‏:‏ ‏(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَاذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِبِعَهْدِكُمْ‏)‏ ‏[‏سورة البقرة، الآية‏:‏ 40‏]‏ إلى قوله‏:‏ ‏(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَاذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَىالْعَالَمِينَ‏)‏، ‏[‏سورة البقرة، الآية‏:‏ 47‏]‏‏.
‏ ويزيده وضوحًا ما صرحت به السنة في هذا الكلام الكثير البين الواضح للعامي البليد، ثم صار هذا أغربالأشياء، وصار العلم والفقه هو البدع والضلالات، وخيار ما عندهم لبس الحق بالباطل،وصار العلم الذي فرضه الله تعالى على الخلق ومدحه لا يتفوه به إلا زنديق أو مجنون،وصار من أنكره وعاداه وصنف في التحذير منه والنهي عنه هو الفقيه العالم‏.‏


الأصل الخامس

بيان الله سبحانه لأولياء الله وتفريقه بينهم وبين المتشبهين بهم منأعداء الله المنافقين والفجار، ويكفي في هذا آية من سورة آل عمران وهي قوله‏:‏ ‏(قُلْ إِن كُنتُمْتُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ‏)‏ ‏[‏سورة آل عمران، الآية‏:‏ 31‏]‏ ‏.‏ الآية، و آية في سورة المائدة وهي قوله‏:‏ ‏(يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍيُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ‏)‏ ‏[‏سورة المائدة، الآية‏:‏ 54‏]‏ ‏.‏الآية،
وآية في يونس وهي قوله ‏:‏ ‏(أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْيَحْزَنُونَ‏)‏ ‏[‏سورة يونس، الآية‏:‏ 62‏]‏، ثم صار الأمر عندأكثر من يدعى العلم وأنه من هداة الخلق وحفاظ الشرع إلى أن الأولياء لا بد فيهم من ترك إتباع الرسل ومن تبعهم فليس منهم ولا بد من ترك الجهاد فمن جاهد فليس منهم، ولا بد من ترك الإيمان والتقوى فمن تعهدبالإيمان والتقوى فليس منهم يا ربنا نسألك العفو والعافية إنك سميع الدعاء‏.



الأصل السادس


رد الشبة التي وضعها الشيطان في ترك القرآن والسنة وإتباع الآراءوالأهواء المتفرقة المختلفة، وهي أن القرآن والسنة لا يعرفهما إلا المجتهد المطلق،والمجتهد هو الموصوف بكذا وكذا أوصافا لعلها لا توجد تامة في أبي بكر وعمر، فإن لميكن الإنسان كذلك فليعرض عنهما فرضًا حتمًا لا شك ولا أشكال فيه، ومن طلب الهدىمنها فهو إما زنديق، وإما مجنون لأجل صعوبة فهمها فسبحان الله وبحمده كم بين اللهسبحانه شرعًا وقدرًا، خلقًا وأمرًا في رد هذه الشبهة الملعونة من وجوه شتى بلغت إلىحد الضروريات العامة ولكن أكثر الناس لا يعلمون ‏( لقد حق القول على أكثرهم فهملا يؤمنون إنا جعلنا في أعناقهم أغلالًا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون وجعلنا من بينأيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا فأغشيناهم فهم لا يبصرون وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون إنما تنذر من أتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجركريم )‏‏.‏ ‏[‏سورة يس، الآيات‏:‏ 7 ـ 11‏]‏ ‏.‏
آخره والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين‏.‏




Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

 


Security team