مجلة معرفة السنن والآثار العلمية

مجلة معرفة السنن والآثار العلمية (http://www.al-sunan.org/vb/index.php)
-   منبر البدع المشتهرة (http://www.al-sunan.org/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   [تفريغ مادة] خطبة الجمعة مفرغه في التحذير من البدع و من بدعة المولد النبوي 7-3-1437 (http://www.al-sunan.org/vb/showthread.php?t=10739)

عمرو التهامى 20-12-2015 04:52AM

خطبة الجمعة مفرغه في التحذير من البدع و من بدعة المولد النبوي 7-3-1437
 
خطبة الجمعة 7 ربيع الأول 1437
لفضيلة الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله
التحذير من البدع و بدعة المولد النبوي

إن الحمد لله نحمده و نستعين به و نستهديه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمد عبده و رسوله
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا , يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
أما بعد
فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ صلي الله عليه وسلم وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ
أيها الناس إنه مما يضيق به صدر المؤمن التقي صاحب السنة النقي مما يراه من عمل كثير من أهل الإسلام من تقواهم غضب من يخشون غضبه ممن يسودهم أو يقدم لهم منفعة و لا يتقون من بيده أمر الدنيا و الآخرة الذي يضر و ينفع , يخفض و يرفع , يعز و يذل , يرزق و يمنع بيده الخير و هو علي كل شيء قدير و هو بكل شيء عليم
و ما كان منهم ذلك إلا للغفلة عن ثواب الآخرة و نسيانه و قصد الدنيا و زينتها و تقديم أمرها عليها و هذا مصداق أيه في سورة كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقرائها في أكثر صلاته في الجمعة في سورة الأعلي ( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا , وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى , إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى , صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى )
عباد الله و إنه مما يغضب الجبار سبحانه و تعالي التقرب إليه بما يكره فإنه سبحانه و تعالي يكره البدع و يبغضها و هي التقرب إليه سبحانه بما اخترع في الدين مما ليس له أصل في سنة النبي الأمين و لا في سنة أصحابه المهديين رضوان الله عليهم أجمعيين.
و إنما أبغضها الرب و جعل أهلها في النار كما كان ينبه علي ذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال كل بدعه ضلالة و كل ضلاله في النار
فالبدع و أهلها في النار
فهي من كبائر الذنوب فالكبيرة هي ما توعد عليها بنار أو غضب أو لعنة أو حد أو عذاب
و البدع توعد عليها بالنار فكل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار لذلك ففعلها مما يغضب الله سبحانه و تعالي لأنها تقرب أليه بما لم يأذن و يشرع كما قال اللهُ عَزَّ وَجَلَّ (قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ ۖ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ)
فكل مبتدع مخترع في الدين عبادة لم يأمر بها رسول الله صلي الله عليه وسلم أمر وجوب أو إستحباب و ما فعلها و ما فعلها صحابته رضوان الله عليهم من بعده ثم ينسب تلك العبادة إلي الإسلام فهو كاذب علي الرحيم الرحمن سبحانه و تعالي (قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ ۖ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ)
فكيف نعرف أن الله لم يأذن بعمل معين و نعلم أنه بدعة ؟
نعرف بأن ندرس الكتاب و السنة و ما عليه السلف الصالح مما ثبت عنهم من الآثار الصحيحة
فإذا وجدنا أنهم عملوا بهذا العمل فيكون سنة
و إذا وجدنا أنهم فعلوا هذا من بعدهم و نسبوه للدين فهذا من البدع التي لم يأذن بها الله.
فالبدعة يبغضها الرحمن لأنها مشاركة له في التشريع
و إنما التشريع من حقه وحده سبحانه و تعالي (إن الحكم إلا لله )فهو يحكم بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون قال الله تعالي و هو الحي القيوم ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)
فالمبتدع قطعآ حاكم بغير ما أنزل الله بما إخترعه من عبادة و أمر الناس بها و تزيينها لهم علي إنها سنة فأنه حكم حينئذ بغير ما أنزل الله فليس الحكم مختص بالقضاء بل كل من حكم و نسب حكمه إلي الله و لم يكن قد أمر الله به أو أذن به فهو حاكم بغير ما أنزل الله
و كذلك المبتدع فهو حاكم علي هذه العبادة المخترعه المبتدعه بأنها مما يحبه الله فنظرت في حقيقة تلك العبادة فلم تجد لها أصل عند الرسول صلي الله عليه وسلم فأخترعت من بعده مع قوله شر الأمور (يعني في الدين ) محدثاتها (أي مخترعاتها)
و لم يقل لأصحابه يومآ أن هناك بدعة حسنة في الإسلام
فمن أجل ذلك غضب الله علي هذه المخترعات و جعل أهلها في النار إذ أن فعلهم هذا ينبيء أن الرسول صلي الله عليه وسلم خان الرسالة و أن الدين لم يكمل فأكمله صاحب البدعة ببدعته
قال الإمام مالك رحمه الله (مَنِ ابْتَدَعَ فِي الْإِسْلَامِ بِدْعَةً يَرَاهَا حَسَنَةً، زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَانَ الرِّسَالَةَ إقرائوا قول الله تعالي { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} فَمَا لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ دِينًا (أي في عهد الرسول و الصحابه )، فَلَا يَكُونُ الْيَوْمَ دِينًا)
فمن جعله اليوم دين فقد كذب علي الرسول الأمين
لذلك يجب علي من هذا حاله التوبة من البدعة و إلتزام السنة و هي موافقة النبي صلي الله عليه وسلم و أصحابه من بعده في أمور الدين.

و مما أخترع في شهر ربيع الأول مما لم يأذن به الله سبحانه و تعالي و لم يجعله رسول الله صلي الله عليه وسلم سنة و لم يعمل به أحد من أصحابه و لا أحد من أئمة الدين كالإمام أحمد و مالك و الشافعي و غيرهم التقرب إلي الله بعمل المولد النبوي
فإن النبي صلي الله عله وسلم ما قال لأصحابه قط عند حلول يوم ولادتي إحتفلوا بذلك ووزعوا الحلوي و اقرائوا القصائد في مدحي و بينوا للناس سنني في هذا اليوم فكان ذلك حينئذ مخترع
فلم يفعله الخلفاء الراشدين و لا الأنصار و المهاجرين و لم يفعله أحد من أئمة الدين فمن قال به في العصور التي بعدهم فهو محجوج بإتفاقهم أنه ليس من الدين و لو كان من الدين لسبقونا إليه
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم كما خرج ذلك الشافعي في مسنده (ما تركت من خير يقربكم من الله و يباعدكم عن النار إلا دللتكم عليه)
فحيث أنه لم يدلنا بحديث صحيح بل ولا ضعيف علي ذلك دل علي أنه من الشر و يدخل في قوله صلي الله عليه وسلم شر الأمور محدثاتها
أما قولهم أنه دلنا بقوله ( من سن في الإسلام سنه فله أجرها و أجر من عمل بها) فقد كذب علي الرسول الأمين
إذ قطعآ لم يقصد سن بمعني إخترع لأن سبب الحديث حاكم علي معناه فقد خرج مسلم في صحيحه من حديث جرير بن عبد الله قال( جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم الصوف فرأى سوء حالهم قد أصابتهم حاجة فحث الناس على الصدقة فأبطئوا عنه حتى روئي ذلك في وجهه قال ثم إن رجلا من الأنصار جاء بصرة من ورق ثم جاء آخر ثم تتابعوا حتى عرف السرور في وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيء)
فهل السنة التي فعلها الرجل لها أصل في الإسلام قطعآ لها أصل فالصدقه لها أصل ولم يخترعها
فمن قال أن سن بمعني أخترع في الحديث فهو من جنس اليهود اللذين يحرفون الكلم عن مواضعه
أسئله سبحانه أن يثبتنا علي السنة و يميتنا عليها
فقد قال مالك( السنة سفينة نوح من ركبها نجا و من تركها غرق)
و الحمد لله رب العالمين
الخطبة الثانية
إن الحمد لله نحمده و نستعين به و نستهديه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمد عبده و رسوله
أيها الناس إن السبب الأعظم في إنتشار البدع هو قلة من ينكرها فإذا إختفت أنوار النبوة بين الناس في الأمر بالسنن و إفشائها و دل الناس عليها حينئذ ينتشر محلها البدع
خذ مثال علي ذلك
كثير من الناس إذا صعد الصفا في عمرته يشير إلي الكعبة بتلكا يديه مكبرآ و تسأله ما تاريخ فعلك لهذه العبادة ربما تحير و أنما قلد الناس فإن رسول الله ما صنع ذلك علي الصفا فكانت مخترعه من بعده فكانت من جملة البدع المخترعه
فقد خرج مسلم في صحيحه من حديث جابر بن عبدالله أن النبي صلي الله عليه وسلم كان إذا صعد الصفا كبر ثلاث وقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك و له الحمد و هو علي كل شيء قدير ثلاثآ يدعوا بينهم
أراءيت كيف أن الناس إذا خفي عليهم العلم إيش يفعلوا علي الصفا من تقليد بعضهم
حينئذ وجب علي أهل العلم ألا يسكتوا عن البدع بل ينكروها حتي يضمحل أمرها و ينشروا مكانها السنن فإن كثير من الناس إذا لم يجد في هذا المكان سنة وضع مكانها باب من البدع
أسأله سبحانه و تعالي أن يدلنا علي العلم النافع و العمل الصالح اللهم أعز الإسلام و المسلمين و أذل الشرك و المشركيين اللهم إنا نسألك الهدي و التقي و العفاف و الغني اللهم وأتي نفوسنا تقواها و ذكها أنت خير من ذكاها أنت وليها و مولاها و الحمد لله رب العالميين

لتحميل المادة الصوتيه

https://drive.google.com/file/d/0B6_...1yM3F3MEk/view


Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

 


Security team