مجلة معرفة السنن والآثار العلمية

مجلة معرفة السنن والآثار العلمية (http://www.al-sunan.org/vb/index.php)
-   منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك (http://www.al-sunan.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   [سلسلة] [21]فوائد من دروس الشيخ ماهر القحطاني في شرح كتاب التوحيد (http://www.al-sunan.org/vb/showthread.php?t=9184)

أبو عبد الله بشار 17-04-2011 01:28AM

[21]فوائد من دروس الشيخ ماهر القحطاني في شرح كتاب التوحيد
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على

نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
فهذا هو الباب الخامس والعشرون من أبواب كتاب التوحيد للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى ، بشرح شيخنا أبي عبد الله ماهر القحطاني حفظه الله ونفعنا بما يقول .



قال المصنف رحمه الله
باب ماجاء في الكهّان ونحوهم
- العلاقة بين الكاهن والساحر أنَّ كلاهما يستعمل الجنّ ، والكاهن هو الذي يأخذ الخبر من مسترق السمع .

قال رحمه الله :
روى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه و سلم عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من أتى عرافا فسأله عن شئ فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين يوما .

قال حفظه الله :
_ وقوله ( فصدّقه فيما يقول ) ليست موجودة في صحيح مسلم .
_ والذي لاتقبل له صلاة أربعين يوماً هو الذي يصدّق الكاهن بشيء يقدر عليه هذا الكاهن بمباشرته للأسباب مثل قول مسترقي السمع له عن شيء غيبي .
_ وأما إذا صدّق الكاهن بإعطائه صفة لا تليق إلا بالله فهذا يكون قد كفر بما أُنزل على محمّد .
_ والعقوبة الواردة في الحديث بأن لا تُقبل له صلاة أربعين يوماُ هي عقوبة لسد ذريعة الشرك .
_ والنفي للثواب المذكور في الحديث هو نفيٌ للقَبول وليس لنفي الإجزاء .
_ وقد قال الحافظ العراقي في طرح التقريب في شرح الأسانيد :
* إذا كان نفي القَبول متعلقٌ بأمر خارج الصلاة فإن الصلاة تُقبل مع نفي الثواب .
* وإذا كانت تتعلق بماهية الصلاة فالصلاة باطلة وعليه الإعادة .

ثم قال رحمه الله :

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم ، رواه أبو داود .

قال حفظه الله :
_ والكفر المذكور في الحديث هذا فيمن جعل للكاهن صفة لا تليق إلا بالله .
_ وسؤال النبي صلى الله عليه وسلم لإبن صيّاد عما يخبئ له فهذ لتوبيخ ابن صيّاد أمام الناس وفضحِه وهذا مما يجوز .

ثم قال رحمه الله :
وللأربعة والحاكم ـ وقال صحيح على شرطهما عن النبي صلى الله عليه و سلم من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم .

_ وظاهر الحديث أنه يكفر متى اعتقد صدقه بأي وجه كان .

ثم قال رحمه الله :
وعن عمران بن حصين رضي الله عنه مرفوعا [ ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم ] رواه البزار بإسناد جيد ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن من حديث ابن عباس دون قوله : ومن أتى كاهنا الحديث .

قال حفظه الله : قوله : ليس منا
وهذا من الكبائر لما فيه من الوعيد الشديد .
_ والتطيّر : هو الإستدلال بحركة الطير سلباً وإيجابا .
_ والتكهّن : هو ادعاء علم الغيب .

ثم قال رحمه الله :
قال البغوي رحمه الله : العرّاف : هو الذي يدّعي معرفة الأمور بمقدّمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك .
وقيل هو الكاهن ، والكاهن : هو الذي يخبر عن الغيبيات في المستقبل ، وقيل هو الذي يخبر عمّا في الضمير .
_ وقال ابن تيمية رحمه الله العرّاف : هو اسم الكاهن والمنجّم والرمّال ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق .
_ وقال الإمام أحمد : العِرافة : طّرّف السحر والساحر أخبث .

ثم قال رحمه الله :
وقال ابن عباس في قوم يكتبون أبا جاد وينظرون في النجوم : ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق . ولكن إسناده ضعيف فيه خالد بن يزيد العمري وهو كذاب .

_ ومن يستعمل هذه الحروف إنما يستعملها لمعرفة الغيب .
والله أعلم وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمد

أبو عبد الله بشار 18-04-2011 01:28AM

الباب السادس والعشرون
باب ما جاء في النشرة

قال حفظه الله :
_ وقد جاء المؤلف رحمه الله بالنُشرة بعد أبواب السحر والكهانة لأن البعض يستعمل السحر نشرة وعلاج للمسحور ويفك السحر بالسحر
_ والنُشرة : أي ينتشر بها ( يقوم صحيحا بعد الرُقية ) .


قال الإمام المجدّد رحمه الله :
عن جابر أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سُئل عن النُشرة فقال هي من عمل الشيطان .
رواه أحمد بسند جيّد وأبو داود : وقال سُئل أحمد عنها فقال : إبن مسعود كان يكره هذا كلّه


قال حفظه الله :
النشرة : إذا كانت الألف واللام للإستغراق يعني : أي نُشرة ليعافى وهي الرقية
_ وأمّا إذا كانت الألف واللام للعهد فهي التي كانت يستعملها المشركون في الجاهلية وهي من الشيطان .
_ وقول أحمد عن ابن مسعود : أنه كان يكره النُشرة التي هي من عمل الشيطان .


ثم قال رحمه الله :
وفي البخاري عن قتادة : قلت لابن المسيّب رجلٌ بهِ طِبٌّ أو يُؤَخَّذ عن امرأته ، أَيُحَلُّ عنه أو يُنشر ؟ قال لا بأس به ، إنّما يريدون الإصلاح فأمّا ما ينفع فلم ينه عنه .

_ أي لا بأس بالنشرة لأنهم يريدون بها الإصلاح أي إزالة السحر ولم ينه عما يراد به الإصلاح ، وهذا من ابن المسيّب يُحمل على نوع من النُشرة لا يعلم أنه سحر ( فتح المجيد ) .
ثم قال رحمه الله : وروي عن الحسن إنّه قال : لا يَحُلُّ السحر إلا ساحر ( قال ابن حجر في فتح الباري : أخرجه الطبري في التهذيب من طريق يزيد بن زريع عن قتادة عن سعيد بن المسيّب _ قال الحافظ قال قتادة : وكان الحسن يكره ذلك .

أبو عبد الله بشار 18-04-2011 01:36AM

وقد ذكر لنا شيخنا أبي عبد الله في أكثر من مجلس وهو ينصح بماجاء في كتب وهب بن منبه من الرقية :

أنه يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر ، فيدقه بين حجرين ، ثم يضربه بالماء ، ويقرأ آية الكرسي والقواقل ، ثم يحسو منه ثلاث حسيات ، ثم يغتسل به ، فإنه يذهب عنه كل ما به ، وهو جيد للرجل إذا حُبس عن أهله .

أبو عبد الله بشار 18-04-2011 01:48AM

قال ابن القيّم رحمه الله :
النُشرة حل السحر عن المسحور وهي نوعان :
_ أحدهما : حل سحر بمثله وهو الذي من عمل الشيطان وعليه يُحمل قول الحسن ، فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب فيُبطل عمله عن المسحور .
_ والثاني : النُشرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة فهذا جائز .

فقال صاحب فتح المجيد : والحاصل أن ماكان منه بالسحر فيحرم وما كان بالقرآن والدعوات والأدوية المباحة فجائز ، والله أعلم .


Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

 


Security team