مجلة معرفة السنن والآثار العلمية

مجلة معرفة السنن والآثار العلمية (http://www.al-sunan.org/vb/index.php)
-   منبر الأسرة والمجتمع السلفي (http://www.al-sunan.org/vb/forumdisplay.php?f=22)
-   -   مشاهد من تواضع العلماء والمشايخ (http://www.al-sunan.org/vb/showthread.php?t=7818)

أم العبدين الجزائرية 22-09-2010 09:11AM

مشاهد من تواضع العلماء والمشايخ
 
رؤيه للشيخ العباد -حفظه رب العباد -
تفضلوا إخواني :

http://www.arab-box.com/lsn7x1iznacg...x.com.mp3.html


سحاب الخير.

الغريبة 22-09-2010 10:59AM

هذه بشارة:
يقول يا شيخنا رأيت في المنام أني دخلت إلى البيت، ورأيت الشيخ الألباني وهو مضطجع، فقلت له: يا شيخنا من يكون المرجع بعدك؟ فقام وذهب إلى الباب وفتح الباب، وأشار بيده اليمنى ورفع السبابة إلى مكانه وقال: العباد، العباد، فما زال يكررها حتى استيقظت وأنا مبتسم.
الشيخ العباد حفظه الله وبارك في عمره ونفع بعلمه:
الله المستعان، أقول الله المستعان أنا ما يعني أقوم هذا المقام، ما أقوم هذا مقامه. أقول أنا لا أقوم هذا المقام. والرؤية قد يكون لها تعبير آخر.

الغريبة 22-09-2010 11:04AM

حقا وصدقا: من تواضع لله رفعه.
حفظ الله الشيخ العباد وكل شيوخ الدعوة السلفية ونفعنا بعلمهم.

أم سالم 06-10-2010 12:25AM

أحسن الله إليك يا أخت أم العبدين وجزاك خيرًا
من بعد إذنك هذه قصة قرأتها في رمضان واحتفظت بها
القصة عن الشيخ عبد المحسن العباد يرويها أحد تلاميذه ,

لم أعد أملك المصدر فلم يخطر ببالي انني سأدرجها في يوم في منتدى
لذلك أترك لحكمة الإشراف إبقاء هذه المشاركة أو حذفها

يقول تلميذ الشيخ :

اقتباس:

قصةٌ لا أنساها مع شيخنا الوالد المربي عبد المحسن العباد البدر-حفظه الله ورعاه-

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبعدُ:
إن سماحة شيخنا ووالدنا ومربينا عبد المحسن العباد البدر -حفظه الله- له من اسمه النصيب الأوفر نحسبه والله حسيبه,,,
وكنت متردداً كثيراً أن أكتب ما سأقوله عنه ولكني أراني مضطراً لذلك,,,
معلوم لكل أحد أن سماحة شيخنا عبد المحسن العباد -وفقه الله- لا يكتب على غلاف كتبه إلا تأليف: عبد المحسن بن حمد العباد البدر.
وفي عام 1424هـ قام بعض الإخوة من السلفيين في الكويت بطباعة كتاب شيخنا الانتصار للصحابة الأخيار, فطبعوه وكتبوا على غلافه تأليف: العلامة المحدث: عبد المحسن بن حمد العباد البدر,,,,
فما كان موقف شيخنا,,,
لعلكم تستغربون من فعله ولكنه والله وقع!!!!
أمر بعض أبناءه بإزالة كلمة العلامة المحدث بالمزيل الأبيض من الغلاف!!, ومن الصفحة الأولى الداخلية!!, ومن كعب الكتاب!!!وقد شاركتهم في ذلك الإزالة بل وعندي نسخة منه في مكتبتي,,,
لم يكتفِ شيخنا بذلك بل اتصل عليهم وأخبرهم أنه لا يحب ذلك ولا يسمحُ به!!!
ما الذي حمل شيخنا على ذلك؟
لماذا لم يقل إنها غلطه وأمرها؟
لماذا أرهق نفسه وأتعبها؟
كم من مزيل استخدم؟
وكم من وقت أخذ؟
كل ذلك يهون على شيخنا ولا أن تخرج نسخة واحدة من الكتاب وعليها أنه علامة أو محدث,,,,
وقد قال لي شيخنا لما قدم لكتابي "إتحاف العباد" أكتب تقديم الشيخ, لأنه شعر أني سأكتب العلامة وقال: أنا لستُ علاَّمة العلامة غيري أنا شيخ فقط لأني تجاوزتُ السبعين من عمري!!!والعرب تقول لمن تجاوز السبعين من عمره شيخ!
لا أحب أن أطيل عليك أخي ولكن لعل في هذه القصة العبرة والعظة لنا جميعا لاسيما في زمن الألقاب,,,,,
وليس هذا هو الموقف الوحيد أبداً بل هناك الكثير من المواقف رايتها وعايشتها منه حفظه الله,,,,
وكما قيل هذه قطرة من مطرة وواحدة من ألف,,,,
اللهم احفظ والدنا وشيخنا ومتعه بالصحة والعافية وحسن الخاتمة.

أم العبدين الجزائرية 06-10-2010 11:41PM

أحسنت النقل أختي أم سالم ، أحسن الله إليك ، وهناك الكثير من صور تواضع علماءنا الأفاضل حفظهم الله جميعا وزادهم من فضله العظيم ،، وفعلا من تواضع لله رفعه ويسعدني كثيرا أن أنقل لكم كذلك صورة من تواضع شيخنا العلامة ربيع المدخلي - حفظه الله - إليكموها :

(ما تواضع أحد لله إلاّ رفعه الله) صورة من تواضع الشيخ ربيع -حفظه الله-

بــــــسم الله الرحمن الرحيــــــم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تواضع إذا كنتَ تبغي العُلا *** وكن راسيًا عند صفوِ الغضبِ
فخفضُ الفَتَى نفسَهُ رفعةٌ *** لهُ واعتبر بـرسوبِ الـــذّهب

الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده .. أمّا بعد :

فعن ابن عبّاس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلّم قال : (ما من آدمي إلا في رأسهِ حكمةٌ بيد ملَك ، فإذا تواضع قيل للملَك : ارفع حكمتَه ، و إذا تكبَّر قيل للملَك ضَع حكمتَه ). [حسنه المحدّث الألباني في صحيح الجامع 2 / 5675].

فالتواضع من أخلاق الأنبياء ، و الصحابة من بعدهم ،و العلماء الصاحين إلى يوم الدّين، وهو من أسباب الرفعة و العزّة ، و في ترك التواضع وقوع التشاحن و البغي و التفاخر؛ قال صلى الله عليه و سلّم (إن الله أوحى إلي أن تواضعوا ، حتى لا يفخر أحدٌ على أحدٍ و لا يبغي أحدٌ على أحدٍ). [رواه مسلم].

و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( ما زادَ الله عبدًا بعفوٍ إلاّ عِزًا ، و ماتواضعَ أحدٌ لله إلا رفعه الله) [رواه مسلم].

بالمثال يتضّح المقال وممّن أحببت أن أضرب مثلا بتواضعه الشيخ ربيع -حفظه الله-، و ذلك لِما علمت من منزلة الشيخ المرموقة في قلوب السلفيين الصادقين ، فهو حبيبهم ووالدهم و مربيهم وقد قيل: إن المحبّ للحبيب مطيع!

ففي شريط [أسباب الإنحراف - للشيخ ربيع حفظه الله] من تسجيل مجالس الهدى - الجزائر قال الأخ المقدّم و هو يقدّم للشيخ :

". . . أن أوجد في كل عصر علماء ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين ، يقولون بالحق و به يعدلون ، و هم في كل وقت موجودون بفضل من الله عز وجل ، ومن أولئك العلماء بحق شيخنا و أستاذنا ، و بحق كما قال مسلم في شيخه البخاري : "أستاذ الأستاذين" العلامة المحدّث أبو محمد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله و رعاه ومتّع به و نفعنا به .
أيها الإخوة نحتاج إلى توجيهات الشيخ و أمثاله من أهل العلم و الراسخين فيه ، و طلاب العلم يحتاجون على وجه الخصوص هذه التوجيهات عند وجود الفتن وتشغيب أهل الأهواء ، فنحن في هذا اليوم وفي هذه الليلة المباركة إن شاء الله نستمع إلى شيخنا حفظه الله و سدد الله خطاه في كلمة توجيهية لأبنائه الطلاب تنفعنا بإذن الله تعالى ، و تكون لنا عونا على طاعة الله عز وجل فنستميح أستاذنا أن يبدأ بتوجيهنا حفظه الله تعالى و رعاه.

قال الشيخ ربيع –حفظه الله- بعد أن حمد الله و أثنى عليه ، و بعد أن قال خطبة الحاجة :

". . . أيّها الأبناء و الإخوة و الأحبّة إنّها لفرصة سعيدة أن نلتقي في هذا الموقع ، لا لشيئ من أغراض الدّنيا و إنّما نجتمع لله و في الله تبارك و تعالى و أرجو أن نكون جميعًا هذا قصدنا ، أن يكون قصدنا اللّقاء في الله و التذاكر في الله و بنعمة الله علينا ، و أعظم هذه النعم الإسلام ، و يتلوها الثبات على السنّة ، معرفة السنّة ثم الثبات عليها نسأل الله تبارك و تعالى أن يعرفنا سنّة نبينا و منهجه ثم الثبات على ذلك و أن تكون علاقتنا بالنّاس قربوا أم بعدوا لله تبارك و تعالى ، و في محبته و بحثًا عن مرضاته ، و أعتذر عن ما يقوله الأخ في شأني فلست و الله حول البخاري و لا قريبا منه ولا ولا و لا .. المسافة هائلة جدًا بيننا و بين البخاري ، و ما أنا إلا طالب علم و أسأل الله أن يرزقنا الإخلاص فيما نقول و نفعل و فيما نقدّمه في نفع الناس على ضعفه و ضآلته نسأل الله أن يكتبه في صفحة حسناتنا ".اهـ


تشبهوا بالكرام إن لم تكونوا مثلهم*** فإن التشــبه بالكــرام فــــلاح



هذا ما أحببت أن أذكر و أنصح به نفسي المقصرة أوّلا ثم إخواني ، و ليكون لنا من تواضع هذا العالم النبيل عبرة و قدوة لعل الله يهدينا لأقرب من هذا

رشدا.

و صلى الله على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام

والله تعالى اعلى وأعلم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الغريبة 06-10-2010 11:52PM

بارك الله فيك أم العبدين أثابك الله الجنة.
حفظ الله ربيعنا من كل سوء ونفعنا بعلمه.

أم العبدين الجزائرية 08-10-2010 04:08PM

وفيك يبارك الله أختي الفاضلة أم سليم ، وفقك الله وزادك علما وعملا آمين.

جواب الشيخ الألباني لمن أطلق عليه لقب الحافظ.
هذا جواب لسؤال طرح على العلامة الألباني ،


قال السائل :


وصفكم بعض أهل العلم في مكة المكرمة بقوله الحافظ الألباني فعندما سؤل عن ذلك قال أنّك –أي الألباني –وقفتَ على ما لم يقف عليه مَن قبلك من أهل العلم وأيّد ذلك بقول الحافظ ابن حجر العسقلاني في ترجمته لشيخه العراقي"انباء الغَمر بأنّ الحفظ المعرفة" ووقفتَ أنت وعرفتَ من المتون والأسانيد ما يزيد على ذلك فما رأيكم؟

جواب الشيخ :


على كل حال،

أولا : لاأرضى بهذا اللقب .


ثانيا: تعود القضية إلى المعنى المصطلح عليه الذي تذكره الآن أنت عن الحافظ ابن حجر مع شيخه العراقي ،هذا اصطلاح خاص ليس على الإصطلاح العام المفهوم في كتب المصطلح أنّ الحافظ الذي يحفظ كذا ألف حديث ما أذكر العدد بالضبط – مئة ألف حديث –هذا الإصطلاح العام إما أن يقول هو الإطلاع على ما لم يطّلع عليه الآخرون والمعرفةأيضا هذا يكون اصطلاحا خاصا وأنا على كل حال أتبرأ من أن يصفني أحد بهذه الصفة سواءا بالمعنى الإصطلاحي العام أو بهذا المعنى الخاص إنّما أنا كما أقول دائما وأبدا طالب علم أجتهد أن أطلّع بقدر ما أستطيع ا.ه -1-


شبكة سحاب .

الغريبة 08-10-2010 04:49PM

بارك الله فيك أختي أم العبدين وجزاك الله عنا خيرا.
أذكر أني سمعت الشيخ الألباني رحمه الله وأسكنه الله الفردوس الأعلى من الجنة أنه لما بدأ أحد الإخوة بتقديمه للحاضرين وذلك في شريط اسمه هذه دعوتنا الشخ حفظه الله بعد خطبة الحاجة طبعا قال اللهم لا تؤاخذني بما يقولون واجعلني خيرا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون أو كما قال رحمه الله وكان يبكي أثناء قوله ذلك رحمة الله عليه وقال إنما أنا طالب علم أو طويلب علم فلم أعد أذكر اللفظ بالضبط لأني سمعته مرة أخرى في أحد الأشرطة يقول إنما أنا طويلب علم وهذا من تواضعه رحمه الله وهو الإمام بحق كذلك إذا قص عليه شحص رؤيا سارة تخصه يبكي رحمة الله عليه ولا يكاد يستطيع الرد من شدة بكائه احيانا رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى وألحقنا بهم برحمته.

أم العبدين الجزائرية 08-10-2010 07:21PM

اللهم آمين وإياك أختي أم سليم .

من كبير تواضع العلامة النجمي مع الجهبذ المحدَث الألباني - / درس في التواضع

بسم الله الرحمن الرحيم


- ألَف الشيخ الفقيه مفتي الجنوب أحمد بن يحيى النجمي - حفظه الله - كتابا في شرح " عمدة الأحكام " عنونه ب" تأسيس الأحكام " وبعد تأليفه قدَمه للعلاَمة المحدَث الألباني - رحمه الله - من أجل تحقيقه .
قال - حفظه الله - :( ... وسمَيته " تأسيس الأحكام على ما صحَ عن خير الأنام بشرح عمدة أحاديث عمدة الأحكام " و كنت قد عرضت جزءا ممَا كتبت على فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألبانيَ لطول باعه في الحديث و ذلك عام 1383 ه حينما كان فضيلته مدرَسا بكليَة الشريعة بالجامعة الإسلامية , و قد تفضَل الشيخ مشكورا بتسجيل ملاحظاته المفيدة و قد أثبتها في الهامش في مواضعها من الكتاب و أشرت إليها باسمه . )صفحة : 7 من " تأسيس الأحكام " طبعة دار علماء السلف الجزء الأوَل
و قال - حفظه الله - :
( .. و أسأل أن ينفع به كلَ من قرأه و أن يكتب لي أجره و ذخره يوم الفاقة و الحاجة , و أن يثيب الشيخ محمد ناصر الدين الألباني على ما قدَم من تحقيق لهذا الجزء , و أن يجزل أجره , و يجزيه عن الإسلام و المسلمين خير الجزاء .. ) صفحة : 5 من الكتاب
فكيف يوزن هذا التواضع من هذا الإمام مع ذاك التكبَر من أهل التعالم و البهتان
فقارنوا يا أهل العقول و الحجا
وتوبوا إلى الله يا من همَكم الطعن و الغمز في جبل من جبال هذه الأمَة
وصدق من قال
و إذا أراد الله نشر فضيلة ...... طويت أتاح لها لسان حسود

أم الحميراء السلفية 08-10-2010 07:51PM

رحم الله العلماء والمشايخ رحمة واسعة وثبت الأحياء منهم على الطريق المستقيم ورزقنا الله تواضع النبي صلى الله عليه وسلم والسلف والتابعين أجمعين.
بوركتن جميعًا . انتقاءات طيبة جدًا . جزاكن الله خيرًا
آمين

أم العبدين الجزائرية 08-10-2010 08:45PM

اللهم آمين ، اللهم آمين.
وأنت من أهل الجزاء أختي أم الحميراء.

أم العبدين الجزائرية 08-10-2010 08:47PM

بسم الله الرحمن الرحيم


هذا حوار ماتعٌ نافعٌ، سمعتُه، وأحببتُ أن أنقله لكنَّ -أخواتي الفاضلات-:

الشيخ: هذا يقول .. يستأذن في قصيدة؛ هل ترغبون نأذن له؟ نعم؟ طيب.

طالب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلامُ على رسول الله، أما بعد: -يا فضيلة الشيخ!- أستأذنكم في القصيدة:

يا أمَّتي! إنَّ هذا الليلَ يَعْقبهُ فَجرٌ .. وأنْوارُهُ في الأرْضِ تَنْتَشِرُ

وَالخَيْرُ مُرْتَقَبٌ، وَالفَتْحُ مُنْتَظَرٌ .. والحَقُّ رُغْمَ جُهودِ الشَّرِّ مُنْتَصِرُ


الشيخ: إن شاء الله.

طالب:
وَبِصحْوَةٍ بَارَكَ البارِي مَسِيرَتَها .. نَقِيةٍ مَا بِها شَوْبٌ وَلا كَدَرُ

مَا دَام فِينا ابنُ صَالِحٍ شَيخُ صَحْوَتِنا .. بِمِثْلِهِ يُرْتَجَى التَّأْييدُ وَالظَّفَرُ


الشيخ: أنا لا أوافق على هذا البيت!

طالب: نحن نوافق -يا شيخ!-.

الشيخ: لا. لا أوافق! لأني لا أريد أن يُربَط الحق بالأشخاص؛ كل شخص سيفنى. فإذا ربطنا الحق بالأشخاص؛ معناه: أن الإنسان إذا مات؛ قد ييأس الناس مِن هذا!

فأقول: إذا كان يمكنك الآن أن تبدِّل البيت:

ما دام فينا كتاب الله، سنة رسوله ..

هذا طيب.

طالب (يكمل):
ما دام فينا كتاب الله، سنة رسوله ..

الشيخ: نعم.

طالب (يكمل):
ابن العثيمين ..

الشيخ (يضحك): لا -يا شيخ!-!! لا، لا!!! هذي لا تجيبها! (وَقِّفْ وَقِّفْ)

طالب (يكمل!):
فقيهٌ ..

الشيخ: إنت ما عندك إلا هذا! ...

ثم قال -رحمه الله-:
أبدًا ما لها داعي - يا (رَجَّال!) -. بس أنا أنصحكم الآن -من الآن وبعد الآن-: أن لا تجعلوا الحق مربوطًا بالرجال.

الرجال -أولا- يضِلُّون، حتى ابن مسعود يقول: " مَن كان مُسْتَنًّا؛ فَلْيَسْتَنَّ بِمَنْ مات؛ فإنَّ الحيَّ لا تُؤمَنُ عليه الفِتنة ".

الرجال؛ إذا جعلتم الحق مربوطًا بهم؛ يمكن الإنسان يغتر بنفسه -نعوذ بالله مِن ذلك-، ويسلك طرقًا غير صحيحة.
ولذلك:
أنا أنصحكم الآن: أن لا تجعلوا الحق مُقيَّدًا بالرجال.
الرجل -أولا- ما يأمن -نسأل الله أن يثبتنا وإياكم- ما يأمن الزَّلَل والفتنة.

وثانيًا: أنه سيموت، ما في أحد سيبقى، {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ}.

وثالثًا: أن بني آدم بشر؛ ربما يغتر إذا رأى الناس -يعني- يُبَجِّلونه ويُكْرِمُونه ويَلتفُّون حولَه، ربما يغتر، ويظن أنه مَعصوم، ويدَّعي لنفسه العِصمة، وأنَّ كل شيء يفعله فهو حقٌّ، وكل طريقٍ يسلكه فهو مشروعٌ؛ فيحصل بذلك الهلاك!

ولهذا:
امتدح رجلٌ رجلا عند النبي -عليه الصلاة والسلام-، فقال له: " وَيْحَكَ! قَطَعْتَ عُنُقَ صاحِبِكَ -أو: ظَهْرَ صاحِبِكَ- ".

وأنا أشكر الأخ مقدَّمًا -وإن لم أسمع ما يقوله فيَّ- على ما يُبديه مِن الشعور نحوي، وأسأل الله أن يجعلني عند حسن ظنه أو أكثر.

ولكن ما أحب هذا.

وأنا مجازيك المجازاة -إن شاء الله تعالى-، أسأل الله أن يجزيك عني خيرًا وأن يثيبَك.



فرغتُه من ((سلسلة لقاء الباب المفتوح/47-أ )) للشيخ ابن عثيمين رحمه الله الدقيقة 21:39
ملاحظة : التفريغ لأحدى الأخوات جزاها الله خيرا.

الغريبة 08-10-2010 09:35PM

جزاكِ الله خيرا أم العبدين ننتظر منك المزيد رزقنا الله وإياكِ لذة النظر إلى وجهه الكريم.

أم العبدين الجزائرية 09-10-2010 05:46PM

اللهم آمين وأنت من أهل الجزاء أختي أم سليم..

( صور من تواضع الشيخ مقبل الوادعي -رحمه الله- )

1) كان اللقاء بالشيخ سهلا لا يحتاج إلى معاملات ولا وساطات إذ كان من الممكن أن تلتقي به وتتكلم معه وهو في مجلسه أو بعد الدرس أو في بيته أو المسجد أو ... أو ......

2) يقول الشيخ مخاطباً طلابه : ماذا عندي من العلم لو أن واحدا منكم يلازمني خمسة أشهر لأخذ ما عندي وقد لازموه سنين ولقد توفي وهم لايزالون بالنسبة إليه في الضحضاح رحمه الله ...

3) كان يقول رحمه الله : لولا أني مشغول لحضرت درس فلان ( يقصد أحد طلابه ) وربما قال لبعضهم : أنت أعلم مني .

4) يكتب على مؤلفاته تأليف أبي عبد الرحمن لا يطري نفسه ... وعندما يتكلم على الأحاديث يقول : قال أبو عبد الرحمن ...

5) لم يكن الشيخ رحمه الله يستنكف من قبول الحق ولو من أشد الناس له عداوة وربما عزا الفائدة إليه ويتراجع إن ظهر له الحق علناً على كرسيه .

6) كان الشيخ رحمه الله بعد العصر في مهنة أهله فربما يحفر في صحن داره ويغرس شجرة ويساعدهم في تشقيق الحطب ... كما يخدم ضيوفه بنفسه ويحلب الحليب لهم بنفسه ......

7) يسابق أقرانه في السن في بعض المناسبات والرحلات ... وكان يداعب الأطفال ويرفعهم على كرسيه ويدعو لهم ...

8) يطلب الشيخ من بعض الزائرين نصائح لإخوانهم ، ولقد طلب مرة من أخ حضرمي يقال له : حسن الحضرمي كلمة فألقاها وفي أثنائها سأل سؤالا ؟ فرفع الشيخ يده ! ثم استقام وأجاب على السؤال واستمر قائما قياما طويلا !! فحانت من المتكلم التفاتة ! فقال للشيخ : مالك لا تجلس ؟ فقال الشيخ -رحمه الله- حتى تأذن لي !!!!!

9) صعد الشيخ مرة المنبر ليخطب فرأى الشيخ عبد الله بن عثمان - وهو من كبار طلابه - داخلا المسجد فنزل الشيخ وعزم عليه أن يخطب .... وفعل ذلك مرة بالشيخ محمد الامام ......

10 ) يشكر الشيخ في مقدمات كتبه من يخدم كتبه ترتيبا أو كتابة أو طباعة ... ويتسع صدره جدا لمناقشة الطلاب حتى في مرضه..

11 ) كثيرا ما كان االشيخ يردد : فاحمدوا ربكم يأهل السنة فإن الله هو الذي يسر نشرها لا بحولنا ولا بقوتنا ولا بكثرة مالنا ولا بشجاعتنا ولا بفصاحتنا ولا بكثرة علمنا ولكنه أمر أراده الله ...

أم العبدين الجزائرية 09-10-2010 11:33PM

صور من تواضع الشيخ ابن باز -رحمه الله-

بسم الله الرحمن الرحيم
نتابع بعض من جوانب سيرة ابن باز( غفر الله له ورفع درجته في المهديين )
وشملنا بعفوه ومغفرته ووالدينا

(من صور تواضعه أنه لم يكن يعبأ بتسمية المدارس أو الشوارع باسمه، بل ربما رفض ذلك، واقترح أسماء يرى أنها أولى منه.
ومن الأمثلة على ذلك ما جاء في كتاب أرسله أحد المشايخ إلى سماحة الشيخ، وهذا الكتاب يتضمن عزمه ومن معه على افتتاح مدارس أهلية، ويرغبون بأن تحمل هذه المدارس اسم سماحة الشيخ
وإليك نص الكتاب الذي وُجِّه إلى سماحته:
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز حفظه الله آمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نحيط سماحتكم علماً بأننا عازمون على افتتاح مدارس أهلية للبنين والبنات تضم المراحل الابتدائية والروضة للبنين والبنات، وفي المستقبل القريب تضم المراحل المتوسطة، والثانوية بمشيئة الله.
ولِمَا لسماحتكم من منزلة ومكانة في القلوب، وعرفاناً لكم بما تعلَّمه أبناؤكم منكم، ولما سيكون عليه وضع المدارس من عناية مزيدة بالقرآن الكريم والدروس الشرعية_فإننا نستأذنكم في تسمية المدارس باسمكم؛ كما سمي غيرها باسم سماحة العلامة محمد بن إبراهيم، وسماحة الشيخ عبدالله بن حميد_رحمهما الله_.
عليه نلتمس موافقتكم في تسمية هذه المدارس باسمكم لا حرمكم الله الأجر والثواب، وجعله في موازين أعمالكم، والله يحفظكم.
5/9/1412هـ
ولما عرض هذا الكتاب على سماحة الشيخ عبدالعزيز أجاب بما يلي:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بعده: أنصح بأن تسموها بمن هو أفضل مني كشيخ الإسلام ابن تيمية، والعلامة ابن القيم، والشيخ محمد ابن عبدالوهاب، والشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ، وأمثالهم من أهل العلم والفضل الذين لقوا ربهم_رحمة الله عليهم_.
وأسأله_سبحانه_أن يبارك في جهودكم، وأن يمنحكم التوفيق وعظيم الأجر، إنه جواد كريم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
5/9/1412هـ


يتبع .




أم العبدين الجزائرية 09-10-2010 11:47PM

تواضع سماحة الشيخ

مع أن سماحة الشيخ إمامٌ من أئمة المسلمين ، بل على رأس الأئمة من أهل العلم في عصره ، ومع أنه مفتى المسلمين ، وشيخ الإسلام في عصره ، ومع أنه صاحب المعالي ، والسماحة ، والفضيلة ، ورئيس هيئة كبار العلماء ، ورئيس اللجنة الدائمة للإفتاء ، وكان رئيس الجامعة الإسلامية ، وغير ذلك من الألقاب التي تَشرف به لا يشرف هو بها - إلا أنه كان آية في التواضع؛ فلا يكاد يعرف له مثيل في زمانه في هذه الخصلة؛ فهو لا يرى لنفسه فضلاً ، ولا يرغب في المديح ، ولا في التميز على الناس ، وكان محباً للفقراء ، والمساكين ، حريصاً على مجالستهم ، والأكل معهم.
ومن تواضعه رحمه الله أنه لم يكن يحتقر الفائدة من أي أحد كائناً من كان.

من موقع الشيخ - رحمه الله -

أم العبدين الجزائرية 10-10-2010 12:38AM

بسم الله الرحمن الرحيم


تواضع الشيخ رحمه الله

قال الله تعالى: ((وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا ))[ الفرقان:63].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفوٍ إلا عِزاً، ومن تواضع لله رفعه ))[ مسلم].
وقال الشاعر:


تواضع تكن كالنجم لاح لناظر *** على طبقات الماء وهو رفيعُ


ولا تكن كالدخان يرفع نفسه *** الى طبقات الجو وهو وضيع


كان الشيخ رحمه الله آية من آيات الله في التواضع، فتحسب أنك إذا جلست بجواره أو تكلمت معه كأنك أمام شخص من أمثالك، وما ذاك إلا لسمّو أخلاقه وعدم ترفّعه على جليسه، بل إنك تعجب إذا قام سماحته يسأل من في المجلس من المشايخ أو طلبة العلم عن بعض الإشكالات التي قد تردُ عليه من السائلين، وهكذا العلماء الربَّانيون.

* ومن تواضعه: أن فقير المسلمين يجد عنده من الرَّحابة والتقدير ما لا يحظى به عند غيره.
ويقول ابنه أحمد: إن الشيخ يغضب علينا إذا رفع اليه بعض الفقراء شكوى بأنهم يُمنعون من الأكل ولو كانت الشكوى غير صحيحة أو مبالغا فيها، فقد كان رحمه الله متعاطفا مع الفقراء، حريصا على عدم جرح مشاعرهم.

* وذات مرة أساء الأدب معه بعض الوافدين الذين يؤويهم الشيخ ويقيمون تحت رعايته وكفالته، فجاء مرّةً ورفع صوته يخاصم في مجلس الشيخ ويقول: لماذا ما أنهيتم إجراءات إقامتي؟! فقال الكاتب: يا شيخ، هذا طبعه دائما ودرُه ضيّق وجادلاته كثيرة. فقال الشيخ: هؤلاء مساكين وأغراب فارحموهم وارفقوا بهم وتحمّلوهم، ألم تسمعوا قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللَّهُمَّ مَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ ))[ مسلم].

* ومن تواضع الشيخ رحمه الله: أن السائق تأخر عليه أو تعطلت السيارة الخاصة به، فطلب من الشيخ صلاح أن يأتي بسيارته فاعترض الشيخ صلاح بأنّ سيارته لا تواجه ولا تليق بمقام الشيخ، فداعبه الشيخ قائلا: سيارتك ما تمشي؟!

*ومن تواضع رحمه الله: عدم انتصاره لنفسه، فقد ذكروا لسماحة الشيخ أن أحد الناس عنده أخطاء ومخالفات، فبدأ الشيخ يملي كتابا لتوبيخه، وفي أثناء الكتابة قال أحد الحضور: يا شيخ، إنه يتكلم فيك وينال منك، فأمر الشيخ الكاتب بالتوقف وتركِ الخطاب خشية الانتصار للنفس.

*ومرة سأله شخص عن أخذ ما تحت اللحية ووضع السائل يده تحت لحية الشيخ، فأبعد أحدُ المرافقين للشيخ يدَ السائل، فقال الشيخ للمرافقين: هل وضعها على رقبتك؟! ثم أخذ الشيخ يد السائل ووضعها على رقبته مرة أخرى.

*ومن تواضع الشيخ رحمه الله: أن الشيخ أعطى مسكينا شيكاً بألفي ريال، لكن المسكين زاد في الشيك صفراً فأصبح المبلغ عشرين ألف ريال، وصار العدد الرقمي في الشيك يخالف العدد الكتاب، فأُعيد الشيك فرجع ذلك المسكين بالشيك الى مكتب الشيخ، فأخبروا الشيخ بذلك وأنه زوَّر الشيك، فلما علم الشيخ بذلك قال: مسكين، لعله محتاج اكتبوا له شيكا بعشرين ألف ريال وذلك لأنّ حاجتَه في عشرين ألف ريال.


والحمد لله رب العالمين


من كتاب: (( الإمام ابن باز دروس ومواقف وعبر / تأليف: عبد العزيز بن محمد بن عبد الله السدحان ص 83]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أم العبدين الجزائرية 10-10-2010 03:48PM

شخصيات إسلامية بكت أمام الشيخ ابن باز-رحمه الله - عندما رأوا تواضعه النادر وسهولة الوصول إليه


يروي الدكتور محمد بن سعد الشويعر مستشار الشيخ عبد العزيز بن باز جوانب مهمة في حياة التقليد سواء تلك المتعلقة بشخصيته كعالم ومفتي أو تلك المتعلقة بعلاقاته مع سائليه وزواره وطالبي الحاجة ، ويقول الدكتور الشويعر : بأن الفقيد لم يكن من ذوي العلم الذين يباهون بعلمهم ، ولم يكن صاحب منصب يستأثر بمنصبه ، لكن العلم يزهو بمثله ، والمنصب يسعد بأمثاله ، حيث كان في جميع أعماله ينظر ببصيرة العالم الورع ، فيراعي مصلحة الدين وتعاليمه قبل كل شيء . ويهتم بالضعيف حيث يوصلي من حوله دائماً بقوله : ارفقواب الناس وساعدوهم في قضاء حوائجهم ، الله يرحم ضعفنا وضعفهم ... إنما تنصرون بضعفائكم . كما أن الشيخ الراحل يأمر بالسعي في مصالحهم وتتبع حوائجهم حتى تنتهي بتأكيد ويقول : والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه .

ويضيف الشويعر : أن فقدان الشيخ فقدان لأمور كثيرة تعلمناها منه وآداب رفيعة أخذناها عنه تطبعاً وحسن توجيه ، فهو مع علمه الجم مدرسة بأخلاقه ، ومدرسة بحماسته للدعوة إلى دين الله ، ومدرسة بحب الخير وا لمساعد للقاصي والداني في كل شؤونهم بدون تمييز ، ومدرسة بالتواضع النادر مثله في هذا الزمان ، يبين هذا عندما تأتي وفود منا لخارج يريدون السلام عليه ، وبعد السلام يسألني بعضهم : أين الشيخ ومتى يأتي حتى نسلم عليه ونشرح له قضايانا؟" ويفاجأون عندما أجيبهم بانه هذا الجالس الذي سلمتم عليه وبمجلسه المليء فئات من البشر من آفاق الدنيا بدون تفريق ، ولقد بكى أمامي أكثر من شخصية إسلامية كبيرة بعد إخبراهم ليقولوا : تعودنا حتى من علماء بلادنا التعاظم والمواعيد المسبقة ، إن هذا لا نظير له إلا في ما نقرأ في الكتب عن علماء السلف.
ويشير الدكتور الشويعر إلى أن الشيخ عبد العزيز بن باز عرف منذ توليه القضاء عام 1357 هـ في الدلم بالخرج وحتى مساء الليلة التي توفي فيها بأنه لم يحتجب عن الناس ولم يقعده المرض عن ذلك بل سعى إلى مصالح الناس إجابة وإفتاء ومساعد وتشفعاً ، كما قد عرف بذلك الخلق لم يتزحرح عنه ولم يتبدل ساعة من نهار : مواعيد جلوسه ثابتة ومجلسه مفتوح في المكتب ولامنزل ، ومائدته محدودة وهواته لا تسكت ليلاً ونهاراً بالإجابات والتفاعل مع الناس في قضاياهم ، وتبسيط الأمور أمامهم ، لأنه يطبق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "يسروا ولا تعسروا" وسجاياه الحميدة العديدة مستمرة ودائمة ، فالمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها عندما يختلفون في أمر وتكثر أمامهم الآراء يلجأون بالهاتف من أي أرض لسماحة الشيخ عبد العزيز فيرضون بما يوجههم إليه ، والجاليات الإسلامية في أنحاء المعمورة – رغم أنه لم يغادر المملكة طوال عمره – لا يحل قضاياهم ولا يريح قلوبهم في أي أمر يريدون ولا يبذل الجاه لبناء مساجدهم ومراكزهم أو يمدهم بالكتب إلا الشيخ عبد العزيز بن باز.

ويضيف مستشار الشيخ الراحل : من واقع معايشتي معه فهو لا يصدر في أموره عن رأي شخصي ولا من عاطفة ذاتية ولكنها حمية الإسلام التوثق من الدليل الشرعي ، آية وحديثا ... ثم استخارة الله سبحانه بعد ركعتين يدعو الله فيهما فإن ارتاح قلبه اطمأن وعمل بعد التوكل على الله .
ويتناول الدكتور الشويعر جانباً آخر من خصال الشيخ الفقيد والمتعلق بعلاقته بالمحتاجين حيث يقول بأن الشيخ عبد العزيز أب رحيم وعطوف على اليتامى والمساكين وعلى الأرامل والفقراء وعلى المحتاجين ومن لا تصل كلمتهم إلى المسؤولين فيوصلها بشفاعة ودعوات للمشفوع تجعل قلبه يرق ويده تسخو.
"الرياض،الشرق الأوسط"

من موقع الشيخ - حفظه الله-

الغريبة 13-10-2010 01:55AM

أتحفتينا يا أختي أم العبدين جزاكِ الله خيرا وأصلح الله ذريتكِ وجعلهم من ورثة الأنبياء..
آمـيــن.
فالمزيدَ المزيد يا أم العبدين أثابكِ الله الجنة.

أم العبدين الجزائرية 13-10-2010 01:01PM

اقتباس:

أتحفتينا يا أختي أم العبدين جزاكِ الله خيرا وأصلح الله ذريتكِ وجعلهم من ورثة الأنبياء..
آمـيــن.
فالمزيدَ المزيد يا أم العبدين أثابكِ الله الجنة.
اللهم آمين أختي ولك بالمثل وزيادة أختي أم سليم ، بارك الله فيك ونفع بك وجزانا وإياك النظر إلى وجهه الكريم آمين ، آمين.

أم سلمة 13-10-2010 10:43PM

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِـــيمِ


سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
لعل من صور التواضع التي علقت في الذهن بعد أن قرأتها في مشاركة في شبكة سحاب، هي هذه الحادثة التي ذكرها الشيخ القاضي أبو بكر العربي في كتابه (أحكام القرآن) عند تفسير [سورة البقرة: الآية (65)، المسألة الخامسة عشر: مسألة إيلاء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم] حيث قال رحمه الله تعالى:
(أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قَاسِمٍ الْعُثْمَانِيُّ غَيْرَ مَرَّةٍ: وَصَلْت الْفُسْطَاطَ مَرَّةً، فَجِئْت مَجْلِسَ الشَّيْخِ أَبِي الْفَضْلِ الْجَوْهَرِيِّ، وَحَضَرْت كَلَامَهُ عَلَى النَّاسِ، فَكَانَ مِمَّا قَالَ فِي أَوَّلِ مَجْلِسٍ جَلَسْت إلَيْهِ: إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلَّقَ وَظَاهَرَ وَآلَى، فَلَمَّا خَرَجَ تَبِعْته حَتَّى بَلَغْت مَعَهُ إلَى مَنْزِلِهِ فِي جَمَاعَةٍ، فَجَلَسَ مَعَنَا فِي الدِّهْلِيزِ، وَعَرَّفَهُمْ أَمْرِي، فَإِنَّهُ رَأَى إشَارَةَ الْغُرْبَةِ وَلَمْ يَعْرِفْ الشَّخْصَ قَبْلَ ذَلِكَ فِي الْوَارِدِينَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا انْفَضَّ عَنْهُ أَكْثَرُهُمْ قَالَ لِي: أَرَاك غَرِيبًا، هَلْ لَك مِنْ كَلَامٍ؟ قُلْت: نَعَمْ.
قَالَ لِجُلَسَائِهِ: أَفْرِجُوا لَهُ عَنْ كَلَامِهِ.
فَقَامُوا وَبَقِيت وَحْدِي مَعَهُ.
فَقُلْت لَهُ: حَضَرْت الْمَجْلِسَ الْيَوْمَ مُتَبَرِّكًا بِك، وَسَمِعْتُك تَقُولُ: آلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَدَقْت، وَطَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَدَقْت.
وَقُلْت: وَظَاهَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَذَا لَمْ يَكُنْ، وَلَا يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ؛ لِأَنَّ الظِّهَارَ مُنْكَرٌ مِنْ الْقَوْلِ وَزُورٌ؛ وَذَلِكَ لَا يَجُوزُ أَنْ يَقَعَ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَضَمَّنِي إلَى نَفْسِهِ وَقَبَّلَ رَأْسِي، وَقَالَ لِي: أَنَا تَائِبٌ مِنْ ذَلِكَ، جَزَاك اللَّهُ عَنِّي مِنْ مُعَلِّمٍ خَيْرًا.
ثُمَّ انْقَلَبْت عَنْهُ، وَبَكَّرْت إلَى مَجْلِسِهِ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي، فَأَلْفَيْته قَدْ سَبَقَنِي إلَى الْجَامِعِ، وَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمَّا دَخَلْت مِنْ بَابِ الْجَامِعِ وَرَآنِي نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: مَرْحَبًا بِمُعَلِّمِي؛ أَفْسِحُوا لِمُعَلِّمِي، فَتَطَاوَلَتْ الْأَعْنَاقُ إلَيَّ، وَحَدَّقَتْ الْأَبْصَارُ نَحْوِي، وَتَعْرِفنِي: يَا أَبَا بَكْرٍ يُشِيرُ إلَى عَظِيمِ حَيَائِهِ، فَإِنَّهُ كَانَ إذَا سَلَّمَ عَلَيْهِ أَحَدٌ أَوْ فَاجَأَهُ خَجِلَ لِعَظِيمِ حَيَائِهِ، وَاحْمَرَّ حَتَّى كَأَنَّ وَجْهَهُ طُلِيَ بِجُلَّنَارٍ قَالَ: وَتَبَادَرَ النَّاسُ إلَيَّ يَرْفَعُونَنِي عَلَى الْأَيْدِي وَيَتَدَافَعُونِي حَتَّى بَلَغْت الْمِنْبَرَ، وَأَنَا لِعَظْمِ الْحَيَاءِ لَا أَعْرِفُ فِي أَيْ بُقْعَةٍ أَنَا مِنْ الْأَرْضِ، وَالْجَامِعُ غَاصٌّ بِأَهْلِهِ، وَأَسَالَ الْحَيَاءُ بَدَنِي عَرَقًا، وَأَقْبَلَ الشَّيْخُ عَلَى الْخَلْقِ، فَقَالَ لَهُمْ: أَنَا مُعَلِّمُكُمْ، وَهَذَا مُعَلِّمِي؛ لَمَّا كَانَ بِالْأَمْسِ قُلْت لَكُمْ: آلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَلَّقَ، وَظَاهَرَ؛ فَمَا كَانَ أَحَدٌ مِنْكُمْ فَقُهَ عَنِّي وَلَا رَدَّ عَلَيَّ، فَاتَّبَعَنِي إلَى مَنْزِلِي، وَقَالَ لِي كَذَا وَكَذَا؛ وَأَعَادَ مَا جَرَى بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَأَنَا تَائِبٌ عَنْ قَوْلِي بِالْأَمْسِ، وَرَاجِعٌ عَنْهُ إلَى الْحَقِّ؛ فَمَنْ سَمِعَهُ مِمَّنْ حَضَرَ فَلَا يُعَوِّلْ عَلَيْهِ.
وَمَنْ غَابَ فَلْيُبَلِّغْهُ مَنْ حَضَرَ؛ فَجَزَاهُ اللَّهُ خَيْرًا؛ وَجَعَلَ يَحْفُلُ فِي الدُّعَاءِ، وَالْخَلْقُ يُؤَمِّنُونَ.
فَانْظُرُوا رَحِمَكُمْ اللَّهُ إلَى هَذَا الدِّينِ الْمَتِينِ، وَالِاعْتِرَافِ بِالْعِلْمِ لِأَهْلِهِ عَلَى رُءُوسِ الْمَلَإِ مِنْ رَجُلٍ ظَهَرَتْ رِيَاسَتُهُ، وَاشْتُهِرَتْ نَفَاسَتُهُ، لِغَرِيبٍ مَجْهُولِ الْعَيْنِ لَا يُعْرَفُ مَنْ وَلَا مِنْ أَيْنَ ، فَاقْتَدُوا بِهِ تَرْشُدُوا.) انتهى النقل.
جزى الله تعالى خيرًا ناشر هذه الفائدة ابتداءً، وفعلًا صورة تستحق أن تنشر بين طلبة العلم ليتعلموا ويقتدوا وكما قال ناشر هذه الصورة: "ولعل يكون فيها عبرة لأنصاف العلماء الذين لا يخطر ببالهم أن يفعلوا نصف ما فعله صاحب القصّة" الآنفة الذكر.


وأسأل الله تعالى أن يجزيَ أختنا أم العبدين الجزائرية خير الجزاء على هذه النقولات الطيبة
مع رجاء وطلب منها ومن أخواتي الطيبات اللواتي ينقلن لنا بعض من صور التواضع بأن يقمن بتوثيق هذه الصور وردها لمصادرها للفائدة العلمية عند الرجوع إليها.



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أم العبدين الجزائرية 16-10-2010 06:20PM

بارك الله فيك أختي أم سلمة على الإضافة القيمة والنافعة،،،، فعلا تواضع كبير سبحان الله !! رحمهم الله جميعا ،،،ومن تواضع لله رفعه .

أم سلمة 25-10-2010 11:06AM

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِـــيمِ


.... وموقف آخرٌ من مواقف تواضع العلماء الربانيين ومنهم حامل لواء الجرح والتعديل الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى وشافاه وعافاه وأمد في عمره على طاعته، حيث نقل أحد الإخوة موقفًا عايشه، يقول الأخ عبدالرحمن آل عميسان:

"كنا في بيت أحد المشايخ في مدينة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سنة من السنوات القريبة بعد فتنة المأربي ـ لا ردها الله ـ.. كان الشيخ ربيعًا في المجلس وكان كثير من المشايخ السلفيين في المجلس أيضًا في بيت أحد مشايخنا وقد منَّ الله عليَّ أني كنتُ حاضرًا ذلك بدعوة من شيخنا صاحب البيت فتكلم الشيخ ربيع بكلام في غاية الرفق وغاية الاحترام وغاية النُصح للمشايخ جميعًا ومما ذم في ذالكم المجلس الغلو واتكأ عليه ....
فقال أحد المشايخ ـ لا أريد تسمية اسمه ـ يا شيخ ربيع نحن نعاني من الغلو فيك أنت!!
والله سمعتها وكأنها صاعقة ولم أستغربها منه ولكن ما هو جواب شيخنا الربيع: قال الشيخ ـ حفظه المولى ـ (اشهدوا .... أنت اكتب ردًا على الغلاة فيَّ وأنا أقرظه لك).
ثم التفت الشيخ إلى المشايخ وقال: أي شخص يغلو في ربيع ردوا عليه .... هل باقي شيء علي ...
الله أكبر إنه التجرد التام للحق لله درك، أتعبت المعلمين والمربين من بعدك، وأذكر قصة أخرى في زمن فتنة أبي الحسن جاء بعض الشباب اليمنيين وأحسبهم من حضرموت يناصحون الشيخ ربيعًا ـ زعموا ـ في كلامه عن أبي الحسن ولا أذكر إلا أني كنتُ وحدي عند الشيخ فدخلوا مجلسه وكانوا خمسة أو ستة فتكلموا في غاية السفه ورفع الصوت على الشيخ وفي بيته! ثم قالوا نحنُ جئنا لنقيم الحجة عليك! والشيخ مريض ويشكوا من رجله فرفعها على المسندة أو المخدة وهو يتكلم وينصحهم نصح أبٍ رحيم ومعلم مشفق ... ثم انصرفوا فقال لهم الشيخ: تغدوا معنا فأبوا ....
ثم لما خرجوا تذكر الشيخ شيئًا، يا تُرى ما تذكر؟ هل تذكر شيئًا يردُّ به عليهم؟ هل أراد أن يضربهم؟ هل أراد شتمهم؟ .... كلا ليست هذه أخلاق شيخنا ....
تذكر الشيخ وتندم فقال لي: يا عبدالرحمن شوف ناديهم لا يكونوا انزعجوا من رفع رجلي وأنا نسيت أن أستسمح منهم؛ أنساني الحديث فذهبت لأنظرهم فلقيتهم قد ذهبوا فتحسر الشيخ وتندم واستغفر ... ومما قاله لعلهم ما أرادوا أن يتغدوا عندنا لأني رفعتُ رجلي ... حتى أشفقتُ على الشيخ ....
يا لها من أخلاق، ووالله وتالله وبالله إني لأعلم أن الشيخ لا يحبُ ذكر هذا ولا قريبًا من هذا، ولكني أذكرها للعبرة والعظة فهناك أناسًا من لا يعرف مكانة الشيخ بل أذكر كلامًا قاله رجلٌ من أتباع أبي الحسن وهو أبو حاتم الفاضلي ـ هداه الله ـ قال ونحن في سيارة أحد الإخوة قبل مايقارب من 12 سنة تقريبًا قال: "كنت أسمع بالشيخ ربيع فأخاف كنتُ أظنه أنه أسد يفترس ... ولما لقيته فإذا به أب رحيم".
ووالله قد رأيت من تكلم في عرض الشيخ وسبه وشتمه في فتنة أبي الحسن ولما رجع فرح الشيخ فرحًا شديدًا وقال لي أحدهم: فو الله ما كرهني ولا نهرني ....
ـ وأذكر مرة ويعرفها غيري ـ أن الشيخ حفظه الله جمع الإخوة المتنازعين في قضية أبي الحسن فمنهم من يبدع ومنهم من يخطأ ولا يبدع فوعظنا جميعًا موعظةً بليغة حتى ذرفت منها عيون الشيخ وهو يقول لا تهدموا ما بناه الشيخ مقبل ـ رحمه الله ـ ثم قال أحد الإخوة ـ هداه الله ـ أنا عندي شيء على بعض الإخوة فقال الشيخ ولا شيء، الآن تقوموا جميعًا وتتصافحوا وتتصافوا فقام الجميع يتعانقون ويتصافحون والشيخ يبكي، ثم صفت نفوس الجميع بعد ذالكم المجلس ورجعت المياة لمجاريها، فجزاه الله عنا خيرًا.
ـ وقد حدثني أخي الفاضل الأستاذ علي المدخلي مدير مدرسة المحمدية في المدينة النبوية قال: كنت خارجًا من المسجد مع الشيخ ربيع فرأى الشيخ قطةً (هرة) تأكل من القمامة فبكى الشيخ وتلى قول الله تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ) ....
حفظك الله يا شيخ وأطال عمرك وأحسن عملك وأدامك شوكة في حلوق أعداء أهل السنة أينما حلّو وارتحلو, ونفعنا الله بعلمك .... (وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ)
وهذا لا شك أنه غيظ من فيض ....
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم من اللوم *** أو سدوا المكان الذي سدوا"

انتهى النقل من مشاركة الأخ والتي بعنوان
(للذكرى ... وقفة قصيرة مع تواضع شيخنا إمام الجرح والتعديل ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ مما عايشته وعرفته ...)[1]
نُشِرَتْ بتاريخ 17/ذي القعدة/1431


ـــــــــــــــــــــــــ
[1] ورابط المشاركة على شبكة سحاب هو:

الغريبة 25-10-2010 11:31AM

جزاكِ الله خيرا أختي أم سلمة على النقل الطيب.
حفظ الله حامل لواء الجرح والتعديل ومتعه بالصحة والعافية..
آمين.

أم العبدين الجزائرية 26-10-2010 12:25AM

صور من تواضع العلماء رحمهم الله تعالى
بعد أن وصف ابن القيم رحمه الله عمل العلماء في اليوم والليلة ذكر أنه لم يشم لهم رائحة وهذا من تواضع هذا الإمام رحمه الله فقال ما نصه :ـ

(....وأما الأبرار المقتصدون فقطعوا مراحل سفرهم بالاهتمام بإقامة أمر الله وعقد القلب على ترك مخالفته ومعاصيه فهممهم مصروفة إلى القيام بالأعمال الصالحة واجتناب الأعمال القبيحة فأول ما يستيقظ أحدهم من منامه يسبق إلى قلبه القيام إلى الوضوء والصلاة كما أمره الله فإذا أدى فرض وقته اشتغل بالتلاوة والأذكار إلى حين تطلع الشمس فيركع الضحى ثم ذهب إلى ما أقامه الله فيه من الأسباب فإذا حضر فرض الظهر بادر إلى التطهر والسعي إلى الصف الأول من المسجد فأدي فريضته كما أمر مكملا لها بشرائطها وأركانها وسننها وحقائقها الباطنة من الخشوع والمراقبة والحضور بين يدي الرب فينصرف من الصلاة وقد أثرت في قلبه وبدنه وسائر أحواله آثارا تبدو على صفحاته ولسانه وجوارحه ويجد ثمرتها في قلبه من الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور وقلة التكالب والحرص على الدنيا وعاجلها قد نهته صلاته عن الفحشاء والمنكر وحببت إليه لقاء الله ونفرته من كل قاطع يقطعه عن الله فهو مغموم مهموم كأنه في سجن حتى تحضر الصلاة فإذا حضرت قام إلى نعيمه وسروره وقرة عينه وحياة قلبه فهو لا تطيب له الحياة إلا بالصلاة هذا وهم في ذلك كله مراعون لحفظ السنن لا يخلون منها شيء ما أمكنهم فيقبصدون من الوضوء أكمله ومن الوقت أوله ومن الصفوف أولها عن يمين الإمام أو خلف ظهره ويأتون بعد الفريضة بالأذكار المشروعة كالاستغفار ثلاثا وقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام وقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد لا إله إلا الله ولا نعبد إلاإياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ثم يسبحون ويحمدون ويكبرون تسعا وتسعين ويختمون المائة بلا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
ومن أراد المزيد قرأ آية الكرسي والمعوذتين عقيب كل صلاة فإن فيها أحاديث رواها النسائي وغيره ثم يركعون السنة على أحسن الوجوه هذا دأبهم في كل فريضة
فإذا كان قبل غروب الشمس توفروا على أذكار المساء الواردة في السنة نظير أذكار الصباح الواردة في أول النهار لا يخلون بها أبدا
فإذا جاء الليل كانوا فيه على منازلهم من مواهب الرب سبحانه التي قسمها بين عباده
فإذا أخذوا مضاجعهم أتوا بأذكار النوم الواردة في السنة وهي كثيرة تبلغ نحوا من أربعين فليأتون منها بما علموه وما يقدرون عليه من قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين ثلاثا ثم يمسحون بها رؤوسهم ووجوههم وأجسادهم ثلاثا ويقرأون آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة ويسبحون ثلاثا وثلاثين ويحمدون ثلاثا وثلاثين ويكبرون أربعا وثلاثين ثم يقول أحدهم اللهم إني أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليه لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبقيك الذي أرسلت
وإن شاء قال باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه فإن أمسكت نفسي فاغفر لها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين وإن شاء قال اللهم رب السموات السبع ورب العرض العظيم ربي ورب كل شيء فالق الحب والنوى منزل التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عني الدين وأغنني من الفقر
وبالجملة فلا يزال يذكر الله على فراشه حتى يغلبه النوم هو يذكر الله فهذا منامه عبادة وزيادة له في قربه من الله
فإذا استيقظ عاد إلى عادته الأولى ومع هذا فهو قائم بحقوق العباد من عيادة المرضى وتشييع الجنائز وإجابة الدعوة والمعاونة لهم بالجاه والبدن والنفس والمال وزيارتهم وتفقدهم وقائم بحقوق أهله وعياله فهو متنقل في منازل العبودية كيف نقله فيها الأمر فإذا وقع منه تفريط في حق من حقوق الله بادر إلى الاعتذار والتوبة والاستغفار ومحوه ومداواته بعمل صالح يزيل أثره فهذا وظيفته دائما
وأما السابقون المقربون فنستغفر الله الذي لا إله إلا هو أولا من وصف حالهم وعدم الاتصاف به بل ما شممنا له رائحة ولكن محبة القوم تحمل على تعرف منزلتهم والعلم بها وإن كانت النفوس متخلفة منقطعة عن اللحاق بهم ففي معرفة حال القوم فوائد عديدة منها أن لا يزال المتخلف المسكين مزريا على نفسه ذاما لها ومنها أن لا يزال منكسر القلب بين يدي ربه تعالى ذليلا له حقيرا يشهد منازل السابقين وهو في زمرة المنقطعين ويشهد بضائع التجار وهو في رفقة المحرمين ومنها أنه عساه أن تنهض همته يوما إلى التشبث والتعلق بساقة القوم ولو من بعيد ومنها أنه لعله أن يصدق في الرغبة واللجاء إلى من بيده الخير كله أن يلحقه بالقوم ويهيئه لأعمالهم فيصادف ساعة إجابة لا يسأل الله فيها شيئا إلا أعطاه ...........)ا.هـ

من كتابه القيم (طريق الهجرتين صـ178ـ189ط.مؤسسة الرسالة )


Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd