![]() |
تابع/ باب الطهارة
الْحَدِيثُ الْخَامِس عشر: عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْحَارِثِ بْنِ رِبْعِيٍّ الأَنْصَارِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ { لا يُمْسِكَنَّ (1) أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ وَهُوَ يَبُولُ وَلا يَتَمَسَّحْ مِنْ الْخَلاءِ بِيَمِينِهِ وَلا يَتَنَفَّسْ فِي الإِنَاءِ } . ---------- @@ المعنى الإجمالي : @@ يشتمل هذا الحديث الشريف على ثلاث جمل , من النصائح الغالية والفوائد الثمينة , التي تذهب الإنسان , وتجنبه الأقذار والأضرار والأمراض . فالأولى والثانية : أن لا يمس ذكره حال بوله , ولا يزيل النجاسة من القبل أو الدبر بيمينه, لأن اليد اليمنى أُعدت للأشياء الطيبه , ومباشرة الأشياء المرغوب فيها كالأكل والشرب . فإذا باشرت النجاسات وتلوثت , ثم باشرت الطعام والشراب , والمصافحة وغير ذلك كرهته , وربما حملت معها شيئاً من الأمراض الخفية . والثالثة : النّهْي عن التنفس في الإِناء الذي يشرب منه لما في ذلك من الأضرار الكثيرة , التي منها تكريهه للشارب بعده , كما أنه قد يخرج من أنفه بعض الأمراض التي تلوث فتنتقل معه العَدْوَى , إذا كان الشارب المتنفس مريضاً. وقد يحصل التنفس حال الشرب ضرر على الشارب , حينما يدخل النفس الماء ويخرج منه. والشارع لا يأمر إلا بما فيه الخير والصلاح , ولا ينهى إلا عما فيه الضرر والفساد . @@ اختلاف العلماء : @@ اختلف العلماء : هل النهي للتحريم , أو للكراهة ؟ فذهب الظاهرية إلى التحريم , أخذاً بظاهر الحديث . وذهب الجمهور إلى الكراهة , على أنها نواهٍ تأديبية . @@ ما يؤخذ من الحديث : @@ 1/ النهي عن مس الذكر باليمنى حال البول . 2/ النهي عن الاستنجاء باليمنى . 3/ النهي عن التنفس في الإناء . 4/ اجتناب الأشياء القذرة , فإذا اضطر الى مباشرتها , فليكن باليسار . 5/ بيان شرف اليمين وفضلها على اليسار . 6/ الاعتناء بالنظافة عامة , لا سيما المأكولات والمشروبات التي يحصل من تلويثها ضرر في الصحة . 7/ سُمُوُّ الشرع , حيث أمر بكل نافع , وحذر من كل ضار . تم بحمد الله شرح الحديث الخامس عشر ويليه بمشيئة الله الحديث السادس عشر. --------- الهوامش: 1) لا يمسكن: بضم الميم. |
Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd