المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاجتماع المنهي عنه في العزاء والجائز


ماهر بن ظافر القحطاني
01-03-2012, 04:22PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد
فإنه قد كثر عند كثير من الناس محدثات ومخالفات في العزاء لم يكن عليها السلف رحمهم الله ولقد زين لهم الشيطان اجتماعات من كراس وزرابي وإضاءات وقهوة وشاي وعشاء
وتجاذب لاطراف الحديث حتى خرجوا عن مقصود العزاء وهيئته من تسلية أهل الميت بلااغفال للمصير وفزع الموت
بهيئة انساهم الشيطان بها رهبة الموت وفزع فجاءته ومابعده من قبر ونشور وحشر فإنه إذا مات الميت فقد قامت قيامته روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران نسأل الله معافاته

وإنك إذا دخلت عزاءا اليوم ظننته عرسا وفرحا أواحتفالا عياذا بالله
فقد أحدثوا المآتم وهي محرمة بالاجماع كما قال أبوبكر الطرطوشي في كتاب الحوادث والبدع
فإن العزاء تسلية أهل الميت لم يشرع النبي صلى الله عليه وسلم أن يحد بثلاثة أيام فلا أصل لتحديده بهذه المدة
فهذا الاجتماع المحدث وهو السائد في عصرنا بقرنه بثلاثة أيام مع هيئة الأفراح واعداد الطعام مع الاجتماع إنما هو من النياحة على الميت
كما جاء في حديث جرير موقوف : كنا نعد الاجتماع عند اهل الميت واعداد الطعام من النياحة خرجه أحمد في مسنده
فكيف لو رأوا رضي الله عنهم مااضافوا من قراء للقرآن في احيان أوهيئة الاحتفال المخالفة للعزاء من انوار وكراسي وزوال وزرابي وستائر ملونة مبهرة مع الاضواء وانسجام في حديث وضحك ينسى معه الموت فلاتبقى موعظته فذلك لايصلح ولاينبغي 0
وأما إذا كان الناس قد تتابعوا مجيئا عند المعزى من أهل الميت حتى اجتمعوا من غير اعداد طعام لهم
بل يجاء لهم أي أهل الميت خاصة بالطعام وحدهم دون الناس فلابأس بذلك بحيث أنه لايقرن بين الاجتماع والطعام كهيئة الوليمة في العزاء
كما روى البخاري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ مِنْ أَهْلِهَا فَاجْتَمَعَ لِذَلِكَ النِّسَاءُ
ثُمَّ تَفَرَّقْنَ إِلَّا أَهْلَهَا وَخَاصَّتَهَا أَمَرَتْ بِبُرْمَةٍ مِنْ تَلْبِينَةٍ فَطُبِخَتْ ثُمَّ صُنِعَ ثَرِيدٌ فَصُبَّتْ التَّلْبِينَةُ عَلَيْهَا
ثُمَّ قَالَتْ كُلْنَ مِنْهَا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ التَّلْبِينَةُ مُجِمَّةٌ لِفُؤَادِ الْمَرِيضِ تَذْهَبُ بِبَعْضِ الْحُزْنِ
فلم تنكر أمنا عائشة وهي عالمة من كبار علماء الصحابة ذلك الاجتماع الغير مقرون بالطعام والذي إذا كان كذلك كان من النياحة وصورة من صور الولائم
بل تنتظر حتى إذا تفرق الناس وبقي أهل الميت صنعت الطعام لهم خاصة

وأما اليوم فقد قرنوا الطعام بالاجتماع وخرجوا عن معنى العزاء بمايشبه الاحتفال والفرح الذي هو سيمة النكاح والاعلان له
بل زادوا من المحدثات شرا آخرت وهو أنهم صاروا يحبسون الجنازة في الثلاجة ليتتابع الناس من مختلف المناطق من قرابة الميت لحضور الدفن والعزاء
وقد روى البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَسْرِعُوا بِالْجِنَازَةِ فَإِنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا وَإِنْ يَكُ سِوَى ذَلِكَ فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ
قال القرطبي مقصود الحديث ألا يتباطأ بالدفن لأنه يؤدي إلى التفاخر والاختيال وقال غيره المقصود التسارع أثناء المشي 0والحديث اذا احتمل بلامرجح كعمل السلف حملت الوجوه كلها
لاسيما عليه والعلة في آخر الحديث تدل على الاثنين أنهما مقصودان الا يتباطأ بالدفن وأن يسارع بالخطا شيئا لكي يسارع في تنعمه إن كانت الجنازة صالحة والا يكفون الشر الذي وضع على رقابهم إن كانت الجنازة فاجرة
وقد أساء الثوار المنقلبون على حكامهم بغير إعلان لاعلاء كلمة الله ومن غير قوة يرهبون بها عدو الله إلى جنائزهم فتجدهم يطوفون بهم بالطرقات ويضعونهم في وسط الطريق ويحدثون حولها تجمهرات ضخمة لاقامة المظاهرة باستعمال الجنائز مخالفين هدي نبيهم صلى الله عليه وسلم من الاسراع بالجنازة
فإن كانت صالحة فخير يقدمونها إليه وإن كانت دون ذلك فشر يضعونه عن رقابهم وقد تعرض جنائزهم للسقوط وتكسير اعضاء الميت بسبب ربما هلعهم من اطلاق النياران من جند الحكام المانعين لهم عن الخروج واحداث الشغب والفتن فيسيئوا للميت اساءة اخرى فيتسببوا في كسر عظمه ميتا وانفجار الجنازة
وفي الحديث الذي خرجه أبو داود في سننه عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا0

ثم ياتي كثير من الناس بطعام لاهل الميت في بعض البلاد المسلمة العربية وذلك سنة ولكن يجمعون المعزين عليه فيأكل منه الكل فيقرن الطعام بالاجتماع وهو من النياحة ولايخص به اهل الميت كما كانت تفعل امنا عائشة رضي الله عنها
بل في أحيان قد يحرجون اهل الميت وقد جاءهم كما في الحديث مايشغلهم بدل صنع الطعام لهم باستقبالهم لمجيئهم اليهم من سفر بتهيئة المبات لهم والطعام خارجين بذلك عن معنى الحديث الذي خرجه أبوداود في سننه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اصْنَعُوا لِآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا فَإِنَّهُ قَدْ أَتَاهُمْ أَمْرٌ شَغَلَهُمْ
وقد نهي عن احراج المسلم كما روى البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْكَعْبِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتُهُ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ وَالضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ فَمَا بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ

الشاهد ((وَلَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَثْوِيَ عِنْدَهُ حَتَّى يُحْرِجَهُ ))
وأي احراج ومشقة أن يخدم الضيف المعزي باقامته ولو ليلة عند المعزى بدل أن يحمل عنه ويسليه وينسيه شيء من حزنه وغم قلبه
فشقوا على اهل الميت بقدومهم من مكان بعيد وانتظارهم وربما استقبالهم في المطار واعداد الطعام وكرم الضيافة
فما أحسن السنة وماأحسن أثرها على الناس فلم يكن كل ذلك في العصر النبوي
مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وازواجه تسع لم يقم في بيت أحد منهم مايشبه هذه الاحتفالات والاجتماعات الفرائحية والاطعمة المتكلفة والاجتماع لذلك
وكذا أبوبكر من بعده وعمر قال عمر نهينا عن الكلفة في كل شيء خرجه البخاري
فلم يحدثوا من بعد تلك القرون المفضلة في العزاء الاشرا خالفوا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح
وكلفوا على اهل الميت ماقد لايطيقوه0
ولما كتب العلامة الألباني وصيته قال فيها
لاتأذنوا بي من كان خارج البلد حتى لاتكون ذريعة في حبس جنازتي
فنفذت الوصية فسارعوا في دفنه
حتى لم يكن بين وفاته ودفنه ا لا برهة يسيرة من الزمان
ولم يحدثوا ورثته في منزله اجتماعا مع طعام وكراسي وأنوار وقهوة وشاي وثلاثة أيام
فقد ربى رحمه الله اسرته على السنة وقد قال مالك السنة سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها غرق
وقال أمام اهل السنة المبجل احمد بن حنبل
إن الرجل ليدخل الجنة بتمسكه بالسنة
وأحسن من ذلك قول رسولنا صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام أحمد في مسنده
مرفوعا وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا
فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ
وإيكم ومحدثات الامور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وفيلن حديث آخر وكل ضلالة في النار0

ماهر بن ظافر القحطاني
05-03-2012, 08:08AM
فضلا اعد الكرة مرة اخرى فاقرأ ماتقدم في منهج السلف في العزاء
فقد تمت اضافة بعض الفقرات

أبو شهد ونيس جاد الله
10-03-2012, 08:04AM
جزاك الله خيرا