المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طريقة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب في الحكم على دعاة السنة عند الوشاية بهم من مشغب


ماهر بن ظافر القحطاني
20-12-2011, 10:33PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أمابعد
فينبغي لمن سمع كلام الرب سبحانه وتعالى القائل :(ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين )
أن يتئد عند الحكم على الرجال إذا انتشر أصلا بين الناس واستفاض خبر نشرهم للسنة فإن العجلة في تبني الخبر عنهم الرديء من غير تثبت عاقبته وخيمة وذلك لحصول التفرق وصد الناس عن الفائدة المرجوة مماحملوه عن ذوي العلم ونشر الخير والسنة من طريقهم وقد يكون لأمر عند التحقيق لايؤثر في قبول دعوته لوثبت فكيف إذا كان حديث المجالس وقد جاء في الحديث الذي خرجه البخاري في صحيحه وكره لكم قيل وقال
والناقل للخبر قد يكون ثقة في دينه و لكن لايضبط الخبر فعلى من تلقى الخبر أن يكون متثبت من أمرين عدالة الناقل وضبطه للخبر
وأذكر بهذه المناسبة مثالين نقل بعض من أخذتهم غفلة الصالحين خبرا عني أني أفتي بالزواج بنية الطلاق ورتبوا على ذلك أني متساهل في الفتوى ومتعجل في الحكم الشرعي
والله يعلم أن هذا من البهتان والكذب و الذي أنا بريء منه براءة دم يوسف عليه السلام من الدم الكذب في قميصه والذي كذب فيه أخوة يوسف على أبيهم لما جاءوا بد م كذب أن يوسف قد أكله الذئب بهتانا وكذبا وزورا ولم يقع هذا أبدا
بل أنا والحمدلله من أشد الناس نهيا عن الزواج بنية الطلاق على أن مذهب شيخنا العلامة عبدالعزيز بن باز جوازه ولم ينسب للتعجل في الفتوى لماترجح عنده بحسب اجتهاده أن ذلك جائز وعند العدول والعقلاء لايذم من اجتهد وانتهى إلى ماقد سمع مادام أنه من ذوي العلم ومع أن الزواج بنية الطلاق هو قول الجمهور فما دام أن انتهى إلى ماقد سمع فلايذم ولايعاب إلا عند المتعنتين والمشغبين من عباد الله الفاتنين
وكم كررنا في دروسنا والحمدلله أن الصحيح ماذهب إليه شيخنا العلامة صالح الفوزان بتحريم الزواج بنية الطلاق لأنه غش للزوجة وأهلها ولو أن الرجل طلق بعدما تزوج ليس معناه أنه يرى الزواج بنية الطلاق فتثبتوا في النقل أيها الفضلاء وتعقلوا حتى لاتصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين
بل أقول في المسألة كما قال شيخ الاسلام من تزوج فقال إن اعجبتني أمسكتها وإلا طلقتها لاينوي أن يطلقها عزما بعد مدة ولكن بهذا التعليق فلابأس كأن يرى من اخلاقها عنف وسوء تدبير وتطاول باللسان ونحو ذلك
والثاني قول بعض من ينتسب للدعوة في جدة أنا نبدع من رحل لطلب العلم كما نقل لي بعض القضاة أنه سمعه ينقله ويتبناه من غير نكير وهو من الكذب والبهتان ولم يكلف نفسه الأخير أن يتصل بي ويتثبت بل يتخوض عجلة وينقل الكلام على عواهنه ومابيني وبينه إلا بضعة أميال ولكن التساهل في التثبت وضبط الاخبار والعجلة في الحكم هي أعظم الاسباب لذلك
فمع كون مثل هؤلاء على جانب العدالة ولكن الضبط والعجلة وعدم التؤدة والتريث في التحقيق ورثهم مثل هذا البهتان أن ينقلوه
وأخيرا أنا نبدع بن جبرين ومابدعته وان كان بدعه من هو خير مني بل رددت قديما قبل نحو ثمان سنوات على مسألة التصدق بالأموال الربوية وقرأ ردنا الشيخ المبارك صالح الفوزان وأقره وأمر بنشره وقولهم ماأكثر مانتزوج ونطلق وغير ذلك من البهتان والكذب والافتراء مما لانملك إلا أن نقول فيه كما قالت عائشة رضي الله عنها في قصة الإفك لاأقول إلا كما قال أبو يوسف إنماأشكو بثي وحزني إلى الله
فلو أن هؤلاء قبل أن يتناقلوا حديث المجالس فعلوا كعمر ابن الخطاب لما شكا بعض الناس سعدا فنادى عمر سعدا وسمع منه وجلس معه مادام أن سعدا رضي الله عنه عدل رافع لراية السنة وليس بمبتدع ولم يعاجله بالهجر والعقوبة والذم في المجالس من غير مجالسة وتثبت ومناصحة عن أبي عَوْنٍ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ قَالَ عُمَرُ لِسَعْدٍ قَدْ شَكَاكَ النَّاسُ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ سَعْدٌ أَتَّئِدُ فِي الْأُولَيَيْنِ وَأَحْذِفُ فِي الْأُخْرَيَيْنِ وَمَا آلُو مَا اقْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ
فانظر رحمك الله إلى سنة عمر بن الخطاب وكيف جلس مع سعد ودعاه واليوم جفاء واعراض عن مجلس المناصحة والتثبت مع الطلب الحثيث من المظلوم ولكن عند الله تجتمع الخصوم