المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة الرد على الشبهات في دعوتنا (3) قول البعض رأيته أثنى على نفسه


ماهر بن ظافر القحطاني
12-10-2011, 05:41PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد
فهذا القائل تكلم بغير علم لما قال رأيته أثنى على نفسه فإنه لم يفرق بعبم متى يذم الثناء على النفس ومتى يكون الثناء على النفس محل ثناء عند العقلاء من ذوي العلم النبلاء
فلاشك التصدر بالثناء على النفس ابتداءا من غير سبب شرعي ومطلب سني سلفي مذموم إذ أنه يوحي بتعظيم النفس والزهو وحب الظهور الذي قصم الظهور كما قيل
ولكن الثناء على النفس مطلوب في مواطن فافقها يامن تذم مطلقا بلاعلم ولاتكن من الجاهلين :
الأولى : إذا تكلم السفهاء على ذوي العلم لاسقاطهم فحال كلامهم دون أن يستفيد الناس أو قد يحول كلامهم من ذلك ويتكلموا بغير حق فيستحب هنا الدفاع عن النفس بذكر مايزيل كدر التشويه لصورة نقلة العلم ومعلمي الخير للناس
كما قال عثمان لما ذموه وتكلموا فيه بغير حق أثنى على نفسه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليه بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور
قال النووي
في قول ابن مسعود
وَمَنْ هُوَ الَّذِي تَأْمُرُونَنِي أَنْ آخُذَ بِقِرَاءَتِهِ وَأَتْرُكَ مُصْحَفِي الَّذِي أَخَذْته مِنْ فِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَوْله : ( وَلَقَدْ عَلِمَ أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي أَعْلَمُهُمْ بِكِتَابِ اللَّه , وَلَوْ أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا أَعْلَمُ مِنِّي لَرَحَلْت إِلَيْهِ .

قَالَ شَقِيق : فَجَلَسْت فِي حَلَق أَصْحَاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَمَا سَمِعْت أَحَدًا يَرُدُّ ذَلِكَ عَلَيْهِ , وَلَا يَعِيبُهُ ) في هذا الحديث
جَوَاز ذِكْر الْإِنْسَان نَفْسه بِالْفَضِيلَةِ وَالْعِلْم وَنَحْوه لِلْحَاجَةِ ,
وَأَمَّا النَّهْي عَنْ تَزْكِيَة النَّفْس فَإِنَّمَا هُوَ لِمَنْ زَكَّاهَا وَمَدَحَهَا لِغَيْرِ حَاجَةٍ , بَلْ لِلْفَخْرِ وَالْإِعْجَاب ,
وَقَدْ كَثُرَتْ تَزْكِيَة النَّفْس مِنْ الْأَمَاثِل عِنْد الْحَاجَة كَدَفْعِ شَرٍّ عَنْهُ بِذَلِكَ , أَوْ تَحْصِيل مَصْلَحَة لِلنَّاسِ , أَوْ تَرْغِيب فِي أَخْذ الْعِلْم عَنْهُ , أَوْ نَحْو ذَلِكَ .

فَمِنْ الْمَصْلَحَةِ قَوْل يُوسُف صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { اِجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ }

وَمِنْ دَفْع الشَّرّ قَوْل عُثْمَان رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فِي وَقْت حِصَاره أَنَّهُ جَهَّزَ جَيْش الْعُسْرَة , وَحَفَرَ بِئْر رُومَة .

وَمِنْ التَّرْغِيب قَوْل اِبْن مَسْعُود هَذَا , وَقَوْل سَهْل بْن سَعْد : مَا بَقِيَ أَحَد أَعْلَم بِذَلِكَ مِنِّي , وَقَوْل غَيْره : عَلَى الْخَبِير سَقَطْت , وَأَشْبَاهه .

انتهى
.
أقول فالتقرب إلى الله بمنع الثناء وتحريمه والتشديد في ذلك بلاتفصيل من محدثات الأمور من الجهل ولازمه الطعن فيمن أثنى على نفسه من السلف لسبب شرعي
فلما قال القائل لما تتكلم في أمر لم يتكلم فيه ذوي العلم ألا يحق أن أقو لقد قدمني والحمدلله ذوي العلم فشهد لي فلان منهم
كما قال مالك أو غيره ماتكلمت حتى شهد لي سبعين
وقد خرج البخاري في صحيحه عن عُبَيْدَ اللَّهِ الْخَوْلَانِيَّ أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَقُولُ عِنْدَ قَوْلِ النَّاسِ فِيهِ حِينَ بَنَى مَسْجِدَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّكُمْ أَكْثَرْتُمْ وَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ بَنَى مَسْجِدًا قَالَ بُكَيْرٌ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ
الثاني : لمصلحة راجحة مثل علم ينتفع به من رجل لايعرف قدره فيعرف بنفسه ويثني بالصدق والحق حتى يعرف لأخذ العلم عنه كما قال ابن مسعود أخذت سبعين سورة من في رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو أعلم أحدا أعلم مني بالقرآن تبلغه المطايا لرحلت إليه أو كما قال
وقد قال يوسف عليه السلام
اجعلني على خزائن الأرض واثنى على نفسه إني حفيظ عليم

الثالث : شكر الله والتحدث بالنعم كما قال تعالى وأما بنعمة ربك فحدث على أن يأمن الفتنة
ولايكون ديدنه وليذكر في بداية كلامه أن نهايته أن ذلك بفضل الله ويثني عليه لاعلى نفسه
فهاتوا لي شيء ذكرته بغير مثل هذه الأسباب أتوب متابا لرب الأرباب وماأبريء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا مارحم ربي
ومن احتمل عنده قول اخيه فليحمله على الظن الحسن كما قال عمر ولاتظن بكلمة خرجت من أخيك شرا وأنت تجد لها في الخير محملا
قال تعالى واجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثما
ومع ذلك أقو لعلى المسلم أن يحتاط لأنها مزلة قدم فليتواضع ومن تواضع لله رفعه إلا فيما يترجح ذكره كما تقدم وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف