المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [سلسلة] [21] دمعة حزن المحدثين (( حديث تخلقوا بأخلاق الله - كان يذكره الشعراوي ويحتج به- ))


ماهر بن ظافر القحطاني
10-10-2011, 09:32AM
سلسة دمعة حزن المحدثين (21)
حديث تخلقوا بأخلاق الله
- كان يذكره الشعراوي ويحتج به -

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:

فقد انتشر حديث تداوله بعض الواعظين كالشعراوي والذين هم بمعرفة طرق اثبات صحة الحديث من الجاهلين قال الامام مالك لايكون إماما من حدث بكل ماسمع ، فظنوا أنه قد صح عن رسول رب العالمين ويذكرونه عندما يعظون به في مقام بيان مكارم الأخلاق وماأظنه عن رسولنا إلا اختلاق فلايعرف له أصل في كتب السنة المعتمدة فأين اسناده حتى ندرس رجاله وهو يتمضن وصف لله لانعرف له أصل في كلام المتقدمين وان لم ينكره بعض المتأخرين حيث أنه وصف الله أن له أخلاق وهو لفظ ليس من عبارات المتقدمين ولامن اتبعهم باحسان من المتأخرين بل كانوا يقولون نؤمن بصفات الله وهي كذا وكذا وليس بأخلاقه ، وانما جرى عرف العلماء في القديم على وصف البشر بأنهم ذوي أخلاق إما حسنة وإماسيئة ، كما قال الله تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنك لعلى خلق عظيم ، وقال صلى الله عليه وسلم: (( خياركم أحسنكم أخلاقا )).

حديث : ((تخلقوا بأخلاق الله )).. لا أصل له.
وذلك بعد البحث والنظر في كلام ذوي العلم بهذا الفن ،وقد حكم عليه شيخ الاسلام بالوضع كما نقل في نقض التأسيس ،وقال العلامة الألباني في سلسلته الضعيفة المباركة لاأصل له.أورده السيوطي في " تأييد الحقيقة العلية " ( 89/1 )


وقال عنه ابن القيم في المدارج (3/252) أنه باطل .

فهذه العبارة معروفة كما قيل عن أقطاب التصوف جاءت على لسان ذي النون المصري كما في الحلية (9/376)، والسهروردي صاحب العوارف (فيض القدير 5/170)، كما ذكر في الفيض (2/482) عن ابن عربي قال: "سئل الجنيد عن المعرفة والعارف فقال لون الماء لون إنائه أي هو متخلق بأخلاق الله تعالى حتى كأنه هو وما هو هو".

فلانجرؤ على نسبة هذا اللفظ إلى الرب (خلق ) وأخلاق ، حتى يكون لنا سلف من المتقدمين رحمة الله عليهم أجمعين ، بل لله الأسماء الحسنى ولانقول الأخلاق الفضيلة بل الصفات العليا سبحانه.

ثم ذكر هذا اللفظ قد يوهم العامي أن حد صفة الله كخلق البشر فيقع في التشبيه .

وقد يظن أن يشمل ذلك اسم المتكبر فيتكبر ويقول الله المتكبر معنى ذلك في حق الله ، فإن كل اسم يتضمن صفة ، فكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف ، وهناك أحاديث ذكر فيها اخلاق منسوبة إلى الله لم يصح منها شيء لعلنا نذكر فيما بعد.
والعجيب أن أهل الكلام يذكرون هذا الحديث ولاينكرونه وهم ينكرون أن لله صفات أصلا وهذا من عمى قلوبهم والتي أفسدته البدعة التي تظلم القلب وتصد عن الحق .