المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [تسجيل] متى يحكم على الرجل بأنه حزبي ؟ يجيب الشيخ أسامة العتيبي حفظه الله


أبو البراء سمير المغربي
09-06-2011, 02:42PM
يقول السائل: متى يحكم على الرجل بأنه حزبي ؟

الجواب:
لهذا السؤال مقدمة وهي ما معنى الحزبي ؟ وما هو التحزب المذموم والتحزب غير المذموم ؟
التحزب في الأصل التجمع ، هذا حزب ، هذه جماعة كما قال الله تعالى (أولئك حزب الله) يعني أنصار الله المتحزبون المتجمعون لنصرة دينه وقال تعالى (أولئك حزب الشيطان) أي أنصاره وأوليائه والذين تجمعوا لنصرته وقال سبحانه وتعالى (منيبين إليه واتقوه ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون) وقال تعالى (فاختلف الأحزاب من بينهم) يعني الجماعات فالتجمع هو التحزب لكنه يكون مذموما إذا كان هذا التجمع على باطل أو يؤدي إلى باطل وأما إذا كان على حق ومنهج السلف كتجمع المسلمين للصلوات والجمع وكذلك تجمعهم على الإمام والجماعة ولزوم غرز الجماعة التي تتبع الإمام (إمام المسلمين) أو حاكم الدولة المسلم فهذا أمر مطلوب شرعاً مرغب به بل هو من الواجبات وصلاة الجماعة واجبة (واجبة طبعا على الرجال بشروط معروفة) فالتحزب والتجمع ليس ذماً لوحده أو بذاته وإنما لما يتجمع عليه ويتحزب عليه ولما يؤدي إليه ومعظم لفظ التحزب والأحزاب في القران يعني حزب وأحزاب إنما في القران أكثرها للذم وإنما جاءت في موضع واحد للمدح (أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) أما معظم هذا اللفظ وموارده في القران الكريم إنما جاء للذم مما يبين خطورة هذا التحزب وان يكون الإنسان حريصاً في أي تجمع يكون حريصاً دقيقاً مبتعداً من أية وسيلة من وسائل الشر والهوى لذلك الإنسان إذا عرف ما هو التحزب ثم ما هي الحزبية ؟ أصبحت الحزبية لفظاً للتجمع على الباطل أو لقصد نصرة الباطل هذا صار اصطلاح التحزب ويكون بين الحزب ولاء وبراء ، يوالون على أفكارهم ومعتقداتهم وما تجمعوا عليه ويوالون ويعادون عليه هذا هو التحزب فالرجل إذا تحزب تجمع مع آخر على باطل أو لنصرة باطل فهو من الذين يوصفون بالحزبية المذمومة والحزبية إذا قيل فلان حزبي أو فيه حزبية أو من الحزبيين فقد أصبح لفظاً للذم ليس له وجه من المدح ، أما لفظ حزب فهذا يشمل الحق والباطل ، حزب الله ، حزب الشيطان ، لكن معظم ما يستخدم ومعظم الموارد في استخدام هذا اللفظ إنما هو في الذم وهو كذلك اليوم عند استخدام علماء الفرقة الناجية لما يحذرون من التحزب والحزبية إنما يقصدون ما ذكرته لكم من التجمع على باطل أو الدعوى إلى باطل ، فالشخص إذا انتمى إلى فرقة كالإخوان والتبليغ كذلك حزب التحرير أو أنصار السنة الذين انحرفوا أو جمعية إحياء التراث أو التربية الإسلامية أو جمعية البر وغيرها من الجمعيات الحزبية لينظم إليها فهو حزبي، إذا انظم إليها وأصبح عضواً فيها واعتزي إليها وقال إنا منهم فهو منهم حزبي ، كذلك إذا نصر أولئك الحزبيين ، إذا نصر أولئك أهل الباطل إذا دعي إلى الإخوان ، هو يقول أنا لست إخوانيا ، بل قد يكون أحيانا علماني لكن يغتر بالإخوان فهو منهم إذا كان يدعوا إليهم فالشخص متى يكون حزبيا ؟ إذا كان هو في نفسه ينتمي إلى حزب أو يحمل أفكار ذلك الحزب أو يسوق ويدعوا إلى ذلك الحزب ثلاثة أحوال كلها يطلق على صاحبها انه حزبي ولو زعم انه سلفي ما دام انه انتمى إلى جماعة الإخوان فهو حزبي أو إلى القطبين فهو حزبي إذا حمل أفكارهم ومعتقداتهم فهو منهم.
ثالثاً : إذا دعا إليهم وناصرهم ووالاهم ودعا إلى أفكارهم ولو لم يقل بها، ما دام انه يناصرها مع علمه بها وعلمه بتحذير العلماء من هذا الحزب ومن هذا الفكر فهو منهم لكن أحيانا الإنسان قد يدعوا إلى الالتزام بعالم فلاني أو شيخ فلاني وهو لا يعلم حقيقته فهذا لا يقال أنه حزبي إلا بعد إقامة الحجة عليه، إذا كان هذا الشخص إما قد يجهل هذا الحال أو ذاك مما يجهل حاله يعني لا يتسرع في إطلاق لفظ التحزب على شخص إذا كان هذا الشخص، الذي يطلق عليه انه حزبي، عامي جاهل لا يعرف أو كان ذاك الشخص المرمي بالحزبية عندك وأنت تعرف أنه حزبي مما يخفى حاله على كثير من الناس، مثلاً علي الحلبي الذي ينتمي إليه ويقول أنا من أنصاره وأنا من إتباعه ومن طلابه وعلى منهجه، إذا اعتزى إلى الحلبي فهو حزبي منه ومثله، إذا لم يكن يعتزي إلى الحلبي وقال: أنا لا اعتزي إلى الحلبي ولكن أفكاره صحيحة وأنا أقول بأفكاره فهو أيضا حزبي مثله.
الصنف الثالث: يقول أنا والله أرى أن الحلبي عنده أخطاء وأنه كذا ولكني لست على أفكاره ولكنه يدعوا إليه ويقول عليكم بالحلبي اتركوا ربيع اتركوا الشيخ ربيع اتركوا فلان عليكم بالحلبي وهؤلاء الناس أولاء هم الذين على حق فهذا الشخص ينظر في حاله إن كان طالب علم عارف بالأدلة وعارف بالأمور هذه ولا يخفى عليه حال الحلبي فهذا غالباً ما يكون هو منهم وإنما يظهر تزييفاً على الناس انه ليس منهم ولكن لإبراء الذمة ينصح فان نصح واستمر يلحق بهم، إذا كان عامياً أو مبتدءاً ولا يعرف حال الحلبي أو يعرف إن الحلبي تكلم فيه لكن أيضا يلبسون عليه بأن الشيخ فلان والشيخ فلان لم يبدعوا الحلبي بعد، فهذا ينصح يبين له، تقام عليه الحجة، فبعد إقامة الحجة إذا أصر واستكبر ورفض الدليل وزعم انه يركن إلى التقليد مع أنه في بعض الأمور الأخرى لا يركن إلى التقليد، في الطعن في الشيخ ربيع لا يركن إلى التقليد، في الطعن في السلفيين لا يركن إلى التقليد، يركن إلى التقليد فقط في عدم تبديع فلان، فهذا يلحق بهم فهذه ثلاثة أحوال يلحق بها الرجل بالحزبية، ويقال عنه حزبي، والأمر الثالث فيه خطورة فينبغي التريث فيه بل في الجميع ينبغي التريث والبحث عن الدليل الصحيح، يعني لا يكون الاتهام بالحزبية بالشائعات بل لا بد أن يكون بعلم وعدل، أن يكون عندنا علم أنه وقع في ذلك، وأن نصفه بما يستحقه من الوصف، فإذا اعتزى إلى بدعة نسب إليها، إذا اعتزى إلى حزب فهو نسب إليه لأنه اعتزا إليه، أو إذا كان على أفكاره ومنهجه فينسب إليه فكراً ومنهجاً ويقال عنه أنه حزبي. كذلك الثالث إذا ناصر أولئك الحزبين ودافع عنهم وأيدهم فهذا إذا بين له الحال وأقيمت عليه الحجة فيلحق بهم ولا كرامة والله أعلم.

يمكنكم تحميل هذا المقطع الصوتي الهام من هنا (http://dc377.4shared.com/download/qc6HyI8C/__________.mp3).

المصدر: مشاركة للأخ أبو عبد الرحمن كمال العراقي حفظه الله في منتدى سحاب مع بعض التعديلات اليسيرة.