المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [سلسلة] عقائد الإثني عشرية الإمامية [5]


أبو عبد الله بشار
21-04-2011, 02:00AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده وبعد :

فهذه هي الحلقة الخامسة من حلقات عقائد الإمامية الإثني عشرية الروافض ، وسنتحدّث إن شاء الله في هذه الحلقة عن عقيدتهم في القرآن الكريم .

تعتقد الشيعة الإمامية الإثني عشرية تحريف كتاب رب العالمين وذلك من عدة نقاط :

أولاً : الروايات التي تثبت تحريف القرآن :
وردت روايات في أمهات كتب الشيعة عن أئمتهم من آل البيت - كذبا وزورا - تثبت أن القرآن الذي أنزله الله على النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد حرفه الصحابة ؛ لأنهم كانوا منافقين , وقد أنزل الله فضائحهم في القرآن , فأرادوا محو ذلك , كما أن الله قد أمر الصحابة بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأن الله قد نص عليه بأنه هو الخليفة بعد رسول الله هو وأولاده , فأراد الصحابة اغتصاب الخلافة منه حبا منهم في الدنيا , فأزالوا ذلك من القرآن بزعمهم .

أول هذه الروايات ما ينسبونه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن عمر بن الخطاب فاروق هذه الأمة هو الذي حرف القرآن , ونص هذه الرواية هو :

قال حذيفة : " فقلت : يا رسول الله , وفي أمتك وأصحابك من ينتهك هذه المحارم ؟ , قال : نعم , يا حذيفة جبت من المنافقين يرتاس عليهم , ويستعمل في أمتي الرؤيا , ويحمل على عاتقه درة الخزي - ومن المعلوم أن الخليفة الذي اشتهر بحمله الدرة هو عمر بن الخطاب - , ويصد الناس عن سبيل الله , ويحرف كتاب الله , ثم قال حذيفة بعد ذلك : فاستجاب الله دعوة مولاي عليه أفضل الصلاة والسلام على ذلك المنافق - أي الفاروق عمر - , وجرى كما جرى قتله على يد قاتله , رحمة الله على قاتله (1)." .[ بحار الأنوار 95/351 .].

عن ميسر عن أبي جعفر عليه السلام قال : " لولا أنه زيد في كتاب الله ونقص منه لما خفي حقنا على ذي حجى " . [ بحار الأنوار 89/55 حديث رقم 25 - دار إحياء التراث العربي - بيروت - الطبعة الثالثة ) , التفسير الصافي للكاشاني 1 / 41 - تحقيق : الشيخ حسين الأعلمي - الناشر : مكتبة الصدر - طهران - الطبعة الثانية ] .

ثانياً : إجماعات عن علماء الشيعة الإمامية على أن القرآن محرف :

قال شيخ الشيعة المفيد : " إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وسلم باختلاف القرآن وما أحدثه بعض الطاعنين فيه من الحذف والنقصان" [ أوائل المقالات: صـ 80 - طبعة دار المفيد - الطبعة الثانية بموافقة اللجنة المشرفة على المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد . ] , ويقول: " واتفقوا - أي الإمامية - على أن أئمة الضلال - يعني أبا بكر وعمر وعثمان وباقي الصحابة - خالفوا في كثير من تأليف القرآن , وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وسنة النبي ( ص ) " . [ أوائل المقالات: صـ 46.].

قال هاشم البحراني في مقدمة تفسيرالبرهان : " اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها أن هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول الله شيء من التغييرات ، وأسقط الذين جمعوه بعده كثيراً من الكلمات والآيات , وأن القرآن المحفوظ عما ذكر الموافق لما أنزله الله تعالى ما جمعه علي عليه السلام وحفظه إلى أن وصل إلى ابنه الحسن عليه السلام , وهكذا إلى أن انتهى إلى القائم عليه السلام - أي مهديهم - وهو اليوم عنده صلوات الله عليه " . [ البرهان لهاشم البحراني - المقدمة صـ36.].

قال نعمت الله الجزائري : " إن الأصحاب قد أطبقوا على صحة الأخبار المستفيضة ، بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاماً , ومادة , وإعراباً , والتصديق بها " . [ نقل ذلك عنه النوري الطبرسي في كتاب (فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب) صـ31. ].

قال المجلسي في كتاب (مرآة العقول) في شرح باب " إن القرآن كله لم يجمعه إلا الأئمة عليهم السلام" ما لفظه : " لا يخفى أن هذا الخبر وكثيراً من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره , وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأساً، بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا يقصر عن أخبار الإمامة فكيف يثبتونها بالخبر " .

قال المازندراني - معلقا على حديث أن القرآن سبعة عشر ألف آية , وقد ذكر قولا عن شيخهم الطبرسي : " أن آي القرآن ستة آلاف وخمسمائة - : " أقول - أي المازندراني - : كان الزائد على ذلك مما في الحديث سقط بالتحريف , وإسقاط بعض القرآن وتحريفه ثبت من طرقنا بالتواتر معنى كما يظهر لمن تأمل كتب الأحاديث - يعني كتب أحاديثهم - من أولها إلى آخرها . " [شرح جامع على كتاب (الكافي) للمازندراني 11/88 - الطبعة التي بها تعليق الميرزا أبو الحسن الشعراني ] .

يقول ملا محسن الفيض الكاشاني : " القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه ، كما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله ، ومنه ما هو مغير محرف ، وأنه قد حذف عنه أشياء كثيرة منها اسم علي - عليه السلام - في كثير من المواضع ، ومنها غير ذلك ، وأنه ليس أيضاً على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وآله وسلم" [ تفسير الصافي: 1/49.].

قال آيتهم الخوئي - مرجع الشيعة في العراق في هذا العصر - : " إن كثرة الروايات (رواياتهم في تحريف القرآن) من طريق أهل البيت تورث القطع بصدور بعضها عن المعصومين ، ولا أقل من الاطمئنان بذلك ، وفيها ما روي بطريق معتبر" . [ تفسير البيان للخوئي صـ 226 , ونقل عنه ذلك محمد باقر الحكيم .] .

قال الدكتور ناصر القفاري : قد وقع بيدي كتاب من كتب الأدعية عندهم باللغة الأردية موثق من ستة من شيوخ الشيعة ، وصف كل منهم بأنه " آية عظمى " منهم (الخوئي) و(الخميني) وشريعة مداري , وفي هذا الكتاب الموثق من هؤلاء الآيات دعاء بالعربية بحدود صفحتين يتضمن لعن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وابنتيهما أمهات المؤمنين عائشة وحفصة رضي الله عنهما ،

ومما جاء في هذا الدعاء :
" اللهم العن صنمي قريش وجبتيها ، وطاغوتيها ، وإفكيها ، وابنتيهما الذين خالفا أمرك , وأنكرا وحيك , وجحدا إنعامك , وعصيا رسولك ، وقلبا دينك ، وحرّفا كتابك " . [تحفة العوام مقبول لمنصور حسين صـ 423-424.] .

أبو عبد الله بشار
21-04-2011, 02:09AM
ثالثاً : نماذج من هذا التحريف

عن أبي جعفر عليه السلام قال : " نزل جبرائيل بهذه الآية على محمد هكذا (إن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا في علي فأتوا بسورة من مثله) " . [ أصول الكافي 1/417 حديث رقم 26 , بالرغم من أن شيخهم المجلسي في بحار الأنوار 35/57 بدون " عبدنا " . ].
عن أبي جعفر عليه السلام قال : " نزل جبرائيل بهذه الآية على محمد هكذا: (فبدل الذين ظلموا آل محمد حقهم قولاً غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا آل محمد حقهم رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون) " . [ تفسير العياشي 1/45- تفسير الصافي 1/136, بحار النوار 24/222.] .
عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال : " نزل جبرائيل بهذه الآية على محمد (بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله في علي ) " . [ أصول الكافي 1/417 , بحار الأنوار 23/372.].
عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى : ( ومن يطع الله ورسوله في ولاية علي والأئمة عليهم السلام من بعده فقد فاز فوزا عظيما ) , قال : " هكذا نزلت والله " . [ تفسير القمي 2/198, بحار الأنوار 35/57 .].
عن أبي عبدالله عله السلام : (والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد في علي) , قال : " هكذا نزلت " . [ تفسير القمي 2/301 , بحار الأنوار 64/50 .].
عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى : ( لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة ) , قال الصادق : " هكذا نزلت " . [ تفسير القمي 1/297 , بحار الأنوار 21/220.].
قال أبان - أي الراوي - : " فقلت له يا ابن رسول الله : إن العامة - أي أهل السنة - لا تقرأ كما عندك , فقال : وكيف تقرأ يا أبان ؟ , قال : قلت : إنها تقرأ (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار) , فقال : ويلهم , وأي ذنب كان لرسول الله حتى تاب الله عليه منه , إنما تاب الله به على أمته " .[ بحار الأنوار 28/192- الناشر : مؤسسة الوفاء - بيروت - الطبعة الثانية .].
عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قرأ قوله تعالى : (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل بظلمه وسوء سريرته والله لا يحب الفساد) .[ شرح أصول الكافي للمازندراني 12 / 404 - حديث رقم 435
في قوله تعالى (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة ) قال أبو عبد الله عليه السلام : " ما أذلة وفيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وإنما نزل : (لقد نصركم الله ببدر وأنتم ضعفاء ) " .[ القمي 1/122- بحار الأنوار 89/63 , بالرغم من أن العياشي ذكر عن أبي عبدالله أنها " قليل " وليست " ضعفاء " ] .
عن أبي جعفر - عليه السلام - قال : " نزل جبرائيل بهذه الآية على محمد - صلى الله عليه وسلم - هكذا : (بئس ما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله في علي بغياً) " . [ الكافي 1/417 , بحار الأنوار 36/98 .].
عن الباقر - عليه السلام - : " ( وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم في علي قالوا أساطير الأولين) , قال : " نزل جبرائيل بهذه الآية هكذا " .[ بحار الأنوار 36/104.].
عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال : " قلت : له ما الحجة في كتاب الله إن آل محمد هم أهل بيته ؟ قال : قول الله تبارك وتعالى ( إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين ) , قال : هكذا نزلت " . [ تفسير العياشي 1 / 168 - 169 , تفسير الصافي 1 / 330 .] .
عن أبي عبد جعفر - عليه السلام - قال : " نزل جبرائيل بهذه الآية هكذا ( وقال الظالمون آل محمد حقهم غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا آل محمد رجزا من السماء بما كانوا يفسقون ) " ً. [ بحار الأنوار 89/64 .] .
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : " إن القرآن الذي جاء به جبرائيل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وآله سبعة عشر ألف آية " . [ أصول الكافي 2/634 - صححه : علي أكبر الغفاري - الناشر: دار الكتب الإسلامية .] .

عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: " نزل جبرائيل - عليه السلام - على محمد بهذه الآية هكذا : (يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا في علي نوراً مبيناً) " . [أصول الكافي 1/417.].

قال الدكتور ناصر القفاري معلقا على هذه الرواية : ويلاحظ هنا أنه خلط بين أكثر من آية فأول الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم} هي الآية 47 من سورة النساء، فأقحم مع هذه الآية قوله: {نُورًا مُّبِينًا} ، وهي جزء من آية أخرى في نفس السورة وهي : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا} الآية 174 من سورة النساء.].

- نسأل الله جلّ وعلا أن يقينا سُبُل أهل الزيغ والضلال وأن يقبضنا إليه غير مفتونين إنه سميع مجيب
والله أعلم وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمد

أبو عبد الله بشار
21-04-2011, 06:42AM
ثالثاً : تكفير الشيعة الإمامية للصحابة كلهم إلا نفر يسير :
تعتقد الشيعة بأن الصحابة ارتدوا بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفرا قليلا :

فعن أبي جعفر عليه السلام قال : " كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة ، فقلت - أي الراوي - : ومن الثلاثة ؟ فقال : المقداد بن الأسود ، وأبو ذر الغفاري ، وسلمان الفارسي " . [ رجال الكشي صـ6 ، الكافي 8/245 .].

عن سلمان الفارسي قال : قال علي عليه السلام : " إن الناس كلهم ارتدوا بعد موت رسول الله صلى الله عليه وآله , غير أربعة " . [ كتاب سليم بن قيس صـ 162- تحقيق : الشيخ محمد باقر الأنصاري , بحار الأنوار 28/282 , وقد ذكرها الطبرسي صاحب كتاب الاحتجاج ناقلا إياها عن نفس الكتاب (سليم بن قيس ) , وعن نفس الصحابي , لكن بلفظ " إن الناس ارتدوا بعد رسول الله إلا من عصمه الله بآل محمد " كتاب الإحتجاج 1 / 113 - تحقيق : السيد محمد باقر الخراسان - الناشر : دار النعمان للطباعة والنشر .] .

عن عبد الملك بن أعين أنه كان يسأل أبا عبد الله رضي الله عنه فلم يزل يسأله حتى قال له : فهلك الناس إذًا ؟ فقال : إي والله يا ابن أعين هلك الناس أجمعون ، قلت : من في الشرق ومن في الغرب؟ قال - الراوي - : فقال - إمامهم - : إنها فتحت على الضلال إي والله هلكوا إلا ثلاثة , ثم لحق أبو ساسان(1) , وعمار ، وشتيرة ، وأبو عمرة , وصاروا سبعة ". [ رجال الكشي صـ 7 , بحار الأنوار 22/352 حديث رقم 78 , وعزاه إلى الكشي .].

قال أبو عبدالله - عليه السلام - : " فوالله ما وفى بها إلا سبعة نفر : سلمان ، وأبو ذر ، وعمار ، والمقداد بن الأسود الكندي ، وجابر بن عبد الله الأنصاري ، ومولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يقال له الثبيت ، وزيد بن أرقم " . [ قرب الإسناد لأبي العباس الحميري (ت.300هـ) صـ 38 ( ن1: صـ 79 - تحقيق مؤسسة آل البيت لإحياء التراث / قم - الطبعة الأولى ) ، بحار الأنوار 22/322.] .

سُئِلَ الصادق : " ومن أعداء الله أصلحك الله ؟ قال : الأوثان الأربعة ، قال: قلت : من هم ؟ قال : أبو الفصيل ، ورمع ، ونعثل ، ومعاوية ، ومن دان دينهم ، فمن عادى هؤلاء فقد عادى أعداء الله " . [ تفسير العيّاشي 2/116 - بحار الأنوار 27/58 .].

قال شيخ الدولة الصفوية المجلسي في بيانه لهذه المصطلحات : " أبو الفصيل أبو بكر ؛ لأنّ الفصيل
والبكر متقاربان في المعنى ، ورمع مقلوب عمر ، ونعثل هو عثمان كما صرح به في كتب اللغة " . [ تفسير العياشي 2/16 , بحار الأنوار27/58 .].

* تعتقد الشيعة أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي سمى ذا النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه باسم (نعثل)
, وذلك في رواية نصها : " أن عائشة قالت لعثمان : يا نعثل , يا عدو الله , إنما سماك رسول الله باسم نعثل اليهودي الذي باليمن " . [ بحار الأنوار 31/297 .]. ,
كما يعتقدون أنه قتل ابنة النبي صلى الله عليه وسلم , عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : " أيحسب أن لن يقدر عليه أحد " , قال أبو جعفر عليه السلام : يعني نعثل في قتله ابنة النبي صلى الله عليه وسلم .[ بحار الأنوار 9/252 .].

عن جعفر بن محمد عليه السلام قال : " يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب ، بابها الأول للظالم وهو زريق ، وبابها الثاني لحبتر ، والباب الثالث للثالث ، والرابع لمعاوية ، والباب الخامس لعبد الملك ، والباب السادس لعسكر بن هوسر ، والباب السابع لأبي سلامة ، فهم أبواب لمن اتبعهم " . [ تفسير العياشي 2/243 - تفسير البرهان 2/345 .].
قال المجلسي في تفسير هذا النص : " زريق كناية عن الأول ؛ لأن العرب تتشاءم بزرقة العين ، والحبتر هو الثعلب، ولعله إنما كنى عنه لحيلته ومكره ، وفي غيره من الأخبار وقع بالعكس وهو أظهر؛ إذ الحبتر بالأول أنسب , ويمكن أن يكون هنا أيضًا المراد بذلك ، إنما قدم الثاني لأنه أشقى وأفظ وأغلظ ، وعسكر بن هوسر كناية عن بعض خلفاء بني أمية أو بني العباس ، ويحتمل أن يكون عسكر كناية عن عائشة وسائر أهل الجمل ؛ إذ كان اسم جمل عائشة عسكرًا , وروي أنه كان شيطانًا " . [ بحار الأنوار 4/378, 8/220 , (ن1: 8/301 - 302 طـ . مؤسسة الوفاء - بيروت) .].

عن أبي حمزة الثمالي : عن علي بن الحسين عليه السلام قال : " قلت له : اسألك , جعلت فداك عن ثلاث خصال , انف عني فيه التقية , قال : فقال : ذلك لك , قلت : اسألك عن فلان وفلان , قال : فعليهما لعنة الله بلعناته كلها , ماتا والله وهما كافران مشركان بالله العظيم " . [ بصائر الدرجات للصفار صـ 29 - الناشر : مؤسسة الأعلمي - طهران .].

عن محمد بن مسلم قَالَ : " سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلام) يَقُولُ لَمَّا احْتُضِرَ الْحَسَنُ بن علي (عَلَيْهما السَّلام) قَالَ لِلْحُسَيْنِ يَا أَخِي إِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ فَاحْفَظْهَا فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَهَيِّئْنِي ثُمَّ وَجِّهْنِي إِلَى رَسُولِ الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) لاحْدِثَ بِهِ عَهْداً ثُمَّ اصْرِفْنِي إِلَى أُمِّي فَاطِمَةَ (عليها السلام) ثُمَّ رُدَّنِي فَادْفِنِّي بِالْبَقِيعِ وَاعْلَمْ أَنَّهُ سَيُصِيبُنِي مِنَ الْحُمَيْرَاءِ مَا يَعْلَمُ النَّاسُ مِنْ صَنِيعِهَا وَعَدَاوَتِهَا لله وَلِرَسُولِهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) وَعَدَاوَتِهَا لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ , فَلَمَّا أَنْ صَلَّى عَلَيْهِ حُمِلَ فَأُدْخِلَ الْمَسْجِدَ فَلَمَّا أُوقِفَ عَلَى قَبْرِ رَسُولِ الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) بَلَغَ عَائِشَةَ الْخَبَرُ وَقِيلَ لَهَا إِنَّهُمْ قَدْ أَقْبَلُوا بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ لِيُدْفَنَ مَعَ رَسُولِ الله فَخَرَجَتْ مُبَادِرَةً عَلَى بَغْلٍ بِسَرْجٍ فَكَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ رَكِبَتْ فِي الاسْلامِ سَرْجاً فَوَقَفَتْ وَقَالَتْ نَحُّوا ابْنَكُمْ عَنْ بَيْتِي فَإِنَّهُ لا يُدْفَنُ فِيهِ شَيْ ءٌ وَلا يُهْتَكُ عَلَى رَسُولِ الله حِجَابُهُ فَقَالَ لَهَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِمَا قَدِيماً هَتَكْتِ أَنْتِ وَأَبُوكِ حِجَابَ رَسُولِ الله وَأَدْخَلْتِ بَيْتَهُ مَنْ لا يُحِبُّ رَسُولُ الله قُرْبَهُ وَإِنَّ الله سَائِلُكِ عَنْ ذَلِكِ يَا عَائِشَةُ . [ أصول الكافي الجزء الأول - بَابُ (الاشَارَةِ وَالنَّصِّ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ) .] .

عن الصادق (ع) قال : عائشة وحفصة لعنة الله عليهما وعلى أبويهما , يا رباه إلى متى هؤلاء يأكلون أجساد الأتقياء البررة ، وإلى متى تمهلهم من شديد عذابك، وبطشك ؟ قتلتا رسول الله بالسم " . [ حياة القلوب للمجلسي 2/700 - ط جديد طهران .].

قال الدكتور ناصر القفاري : قد وقع بيدي كتاب من كتب الأدعية عندهم باللغة الأردية موثق من ستة من شيوخ الشيعة ، وصف كل منهم بأنه " آية عظمى " منهم الخوئي و(الخميني) وشريعتمداري.. وفي هذا الكتاب الموثق من هؤلاء الآيات دعاء بالعربية بحدود صفحتين يتضمن لعن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وابنتيهما أمهات المؤمنين عائشة وحفصة رضي الله عنهما، ومما جاء في هذا الدعاء :
" اللهم العن صنمي قريش وجبتيها ، وطاغوتيها ، وإفكيها ، وابنتيهما الذين خالفا أمرك , وأنكرا وحيك , وجحدا إنعامك وعصيا رسولك ، وقلبا دينك ، وحرفاً كتابك ، وأحبا أعدائك ، وجحدا آلائك , وعطلا أحكامك ، وألحدا في آياتك " . ( منصور حسين / تحفة العوام مقبول صـ 423 - 424 ) .

( قال أبو زرعة من طعن في واحد من أصحاب محمد فهو عندنا زنديق ) .
فكيف فيمن طعن في أصحاب محمد جميعهم وهم من نقل لنا هذا الدين كما أُنزل على محمد صلّى الله عليه وسلّم فمن طعن فيهم طعن في الإسلام .

والله أعلم وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمد