المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [سلسلة] [12] دمعة حزن المحدثين (( حديث ابن المعلق واللص (موضوع) ))


ماهر بن ظافر القحطاني
08-03-2011, 10:16AM
سلسة دمعة حزن المحدثين (12)

حديث ابن المعلق واللص (موضوع)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد ،،
فإن السلف إنما ذموا القصاص من أجل أنهم لايعرفون سقيم الحديث من صحيحه فيرون المكذوب والحديث المتضمن للعمل ولايصح فيكون العمل به من جملة البدع المحدثة كم لو روى في فضل الوضوء والمسح على الرقبة حديث خرجه الروياني في مسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال المسح على الرقبة أمان من الغل يوم القيامة
وهو حديث ضعيف علته الانقطاع
فسيكون العمل بقوله بدعة لأن الاستحباب حكم شرعي كالوجوب والتحريم لايثبت إلا بدليل
وإذا لم يكن ثم دليل صحيح أو حسن سقط شرط من شروط صحة العمل وهو المتابعة وكان العمل بذلك الحديث بدعة كما قال لي شيخنا صالح الفوزان العمل بالحديث الضعيف بدعة في مكالمة لي معه هاتفية من الطائف إلى مكتبه بالهيئة بالرياض
وكذلك قال شيخنا الالباني أن الاستحباب حكم شرعي لايثبت إلا بدليل
قال بن تيمية أي عبادة لادليل عليها فهي ضلالة
ولذلك قال النووي المسح على الرقبة بدعة بالرغم من وجود حديث ضعيف في الباب ولكن لما كان الاستحباب حكم شرعي لايثبت الا بدليل ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أصلا أن يحدث عنه بحديث لاتعرف صحته أو ضعيف لايصح والاشد الموضوع المكذوب
كما روى الامام أحمد في مسنده بسند حسن عن عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَدِيثِ عَنِّي مَنْ قَالَ عَلَيَّ فَلَا يَقُولَنَّ إِلَّا حَقًّا أَوْ صِدْقًا فَمَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ
فإذا لم تجز مجرد روايته وهو الحديث الضعيف فكيف بالعمل به ولو في باب المستحبات
ولكن اشترط الحافظ بن حجر شروطا للعمل بالحديث الضعيف تشبه التعجيز لمن كان عن رواية الحديث المكذوب والضعيف عفيف
قال الا يكون شديد الضعف ان يكون مرويا تحت اصل عام فالعمل حينئذ للنص العام لا به
والثالثة تدل اكثر على ماذكرنا من ارادة التعجيز وهو ألا يعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله (اذن مافائدة العمل به!!)
ومن الاحاديث المنتشرة بين القصاص
وهو مروي عن أنس
( كان رَجُلٌ من أصحابه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الأنصار يكنى ( أبا معلق ) ، وكان تاجراً يتَّجِرُ بمال له ولغيره يضربُ به في الآفاق ، وكان ناسكاً ورعاً ، فخرجَ مرةً ، فلقيه لصٌّ مقنعٌ في السِّلاح ، فقال له : ضَعْ ما معكَ ؛ فإني قاتِلُكَ ! قال : ما تريدُ إلى دمي ؟ شأنك بالمال . قال : أما المالُ ؛ فَلِي ، ولستُ أريدُ إلا دَمَكَ . قال : أما إذا أبيتَ ؛ فََذَرْني أُصَلِّّي أربع ركعات . قال : صَلِّ ما بدا لك . فتوضأ ، ثم صلَّى أربع ركعات ، فكان مِنْ دُعَائه في آخر سجدة أن قال :
يا ودودُ ! يا ذا العَرْشِ المجيد ! يا فعالٌ لما يريد ! أسألُكَ بِعِزِّكَ الذي لايُرَامُ ، ومُلْكِكَ الذي لا يُضَامُ ، وبِنُورِكَ الذي ملأ أركانَ عرشِكَ أنْ تكفِيَنِي شرَّ هذا اللصِّ ، يا مغيثُ أَغِثْنِي ! ( ثلاث مرات ) . قال : دعا بها ثلاث مرات ، فإذا هو بفارسٍ قد أقبل بيده حربةُ واضعها بين أُذُنَيْ فرسِهِ ، فلما بصُر به اللصُّ أقبل نحوه ، فطعنَه ، فقتله . ثم أقبلَ إليه فقال : قُمْ . قال : من أنت بأبي أنت وأمي ؟ فقد أغاثني اللهُ بك اليوم . قال : أنا ملكٌ من السَّماءِ الرابعَةِ ، دعوتَ بدعائِكَ الأول ، فَسُمِعَتْ لأبواب السماء قَََعْقَعَةٌ ، ثم دعوت بدعائكَ الثاني ، فسُمِعتْ لأهل السماء ضجةٌ ، ثم دعوت بدعائك الثالث ؛ فقيل لي : دعاءُ مكروب . فسألتُ الله أن يوليني قَتلََهُ .
قال أنس : فاعلمْ أنه مَنْ توضأ وصلَّى أربع ركعاتٍ ، ودعا بهذا الدعاء ؛ استُجيبَ له ، مكروباً كان أو غيرَ مكروب ) .

حديث موضوع مختلق مصنوع
في سنده الكلبي كذبه ابن معين

قال ا بن حجر
وأخرج من طريق الكلبي عن الحسن عن أبي بن كعب أن رجلا كان يكنى أبا معلق الأنصاري خرج في سفرة من أسفاره فذكر قصة له مع اللص الذي أراد قتله قال أبو موسى أوردته بتمامه في كتاب الوظائف
قال بن حجر ورويناه في كتاب مجابي الدعوة لابن أبي الدنيا قال حدثنا عيسى بن عبد الله النهمي أخبرني فهر بن زياد الأسدي عن موسى بن وردان عن الكلبي وليس بصاحب التفسير عن الحسن عن أنس بن مالك قال كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يكنى أبا معلق وكان تاجرا يتجر بمال له ولغيره وكان له نسك وورع فخرج مرة فلقيه لص متقنع في السلاح فقال ضع متاعك فإني قاتلك قال شأنك بالمال قال لست أريد إلا دمك قال فذرني أصل 0000الحديث
قلت اخرجه ابن أبي الدنيا في الهواتف ومجابي الدعوة
فقال
حدثنا عيسى بن عبد الله التميمي أخبرني فهيد بن زياد الأسدي عن موسى بن وردان عن ألكلبي - وليس بصاحب التفسير عن الحسن عن أنس قال :
: ( كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم من الأنصار يكنى : أبا معلق وكان تاجرا يتجر بمال له ولغيره يضرب به في الآفاق وكان ناسكا ورعا فخرج مرة فلقيه لص مقنع في السلاح فقال له : ضع ما معك فإني قاتلك قال : ما تريد إلى دمي ؟ شأنك بالمال قال : أما المال فلي ولست أريد إلا دمك قال : أما إذا أبيت فذرني أصلي أربع ركعات قال : صلي ما بدا لك00الحديث

قال الالباني لوائح الصنع والوضع عليه ظاهرة

قلت وفي البصري وهو مدلس وقد عنعنه
وفي قال الالباني في سلسلته

هذا إسناد مظلم ؛ لم أعرف أحداً ممن دون الحسن ؛ غير موسى بن
وردان ، وهو مختلف فيه ، وقد قال فيه أبو حاتم :
" ليس به بأس " .
فالآفة إما من ( الكلبي ) المجهول ، وإما ممن دونه .
والحسن - وهو البصري - مدلس ، وقد عنعن ، فالسند واهٍ .
فمن الغريب أن يذكر ( أبو معلق ) هذا في الصحابة ، ولم يذكروا ما يدل على
صحتبه سوى هذا المتن الموضوع بهذا الإسناد الواهي ! ولذلك - والله أعلم - ؛
لم يورده ابن عبد البر في " الاستيعاب " . وقال الذهبي في " التجريد " ( 2 / 204 ) :
" له حديث عجيب ؛ لكن في سنده الكلبي ، وليس بثقة ، وهو في كتاب
( مجابي الدعوة ) " .
ويلاحظ القراء أنه قال في الكلبي : " ليس بثقة " . وفي هذا إشارة منه إلى
أنه لم يلتفت بلى قوله في الإسناد :
" وليس بصاحب التفسير " .
لأن الكلبي صاحب التفسير هو المعروف بأنه " ليس بثقة " ، وقد قال في المغني

تركوه ، كذبه سليمان التيمي وزائدة وابن معين ، وتركه ابن القطان
وعبد الرحمن " .
ومن الغرائب أيضاً : أن يذكر هذه القصةَ ابنُ القيم في أول كتابه " الجواب
الكافي لمن ساعد عن الدواء الشافي " من رواية ابن أبي الدنيا هذه ، مُعَلِّقأ إياها
على الحسن ، ساكتا عن إسنادها !