المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [سلسلة] عقائد الإثني عشرية ( الإمامية )[4]


أبو عبد الله بشار
21-01-2011, 09:25PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده أما بعد :
فهذه هي الحلقة الرابعة من سلسلة عقائد الإثني عشرية ( الإمامية ) .
وسيكون موضوعنا الآن عن إحدى عقائدهم ألا وهي عقيدة الإمامة فما هي :

الإمامة عند الشيعة تختلف عن الإمامة في الدين عند أهل السنة والجماعة، فالإمام عند الشيعة له من الخصائص كما للنبي، يقرر ذلك محمد حسين آل كاشف الغطاء في كتابه(أصل الشيعة وأصولها ص85) يقول: إن الإمامة منصب إلهي كالنبوة ، فكما أن الله سبحانه يختار من يشاء من عباده للنبوة والرسالة ، ويؤيّده بالمعجزة التي هي كنَصّ من الله عليه. فكذلك يختار للإمامة من يشاء ويأمر نبيه بالنص عليه وأن ينصّبه إمامًا للناس من بعده .

والإمامة عند الشيعة أحد أركان الإسلام الخمسة ، فهم يعتقدون كما جاء في أصول الكافي عن أبي جعفر أنه قال : بني الإسلام على خمس ، على الصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحج والولاية ، ولم ينادَ بشيء كما نودي بالولاية ، فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه... يعني الولاية .

منزلة الإمامة وحكم منكرها: جعلت الشيعة مدار قَبول الأعمال من العباد على الإيمان بالإمامة ، فنسبوا إلى الصادق قوله: إن أول ما يُسأل عنه العبد إذا وقف بين يدي الله - جل جلاله - عن الصلوات المفروضات ، وعن الزكاة المفروضة ، وعن الصيام المفروض ، وعن الحجّ المفروض ، وعن ولايتنا أهل البيت ، فإن أقرّ بولايتنا ثمّ مات عليها قُبِلت منه صلاته وصومه وزكاته وحجه ، وإن لم يُقر بولايتنا بين يدي - جل جلاله - لم يَقبل الله منه شيئا من أعماله . (أمالي الصدوق ص 154).
وحكى المفيد ـ أحد علماء الشيعة ـ إجماع الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد من الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار.(البحار8/366 ، 23/390) .

عصمة الأئمة: ذهب الشيعة إلى القول بعصمة الأئمة ، فلا يُخطئون لا عمدًا ولا سهوًا ولا نسيانًا طول حياتهم ، ولا فرق في ذلك بين سن الطفولة وسن النضج العقلي ، ولا يختص هذا بمرحلة الإمامة.


يقول الخميني: «إنّ الأئمة الذين لا نتصور فيهم السهو والغفلة، ونعتقد فيهم الإحاطة بكل ما فيه مصلحة المسلمين »(الحكومة الإسلامية، ، ص 52).

ويقال هنا:إنّ العصمة من الخطأ كبيرِه وصغيرِه ، عمدًا وسهوًا، ونسيانًا من المولد إلى الممات أمرٌ يتنافى مع الطبيعة البشرية ، وهذا ممّا لا يقبله العقل إلا بدليل قطعي من الشرع. وإنّ النّفي المطلق للسّهو والنّسيان عن الأئمّة تشبيه لهم بالله ? لا تأخذه سنة ولا نوم. والقول بالعصمة يتنافى مع ما ثبت من أن الأئمة يعترفون بالذنوب ويستغفرون الله منها.

الأئمة عندهم يعلمون الغيب: يروي الكُلَيني في(أصول الكافي، باب أنّ الأئمة إذا شاءوا أن يعلموا علموا) عن جعفر أنّه قال: إن الإمام إذا شاء أن يعلم علم ، وأنّ الأئمة يعلمون متى يموتون ، وأنّهم لا يموتون إلا باختيار منهم .
ويعتقدون أنّ الله ? خلق السماوات والأرضين لأجل عليّ ، وجعله صراطه المستقيم، وعينه وبابه الذي يؤتى منه ، وحبله المتصل بينه وبين عباده من رسل وأنبياء وحجج وأولياء.(الوافي للفيض الكاشاني المجلد الثاني ص224) وبهذا يقضون على السبب الحقيقي من خلق الخلق الذي سطره الله في القرآن بقوله تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات:56] .

يتبع

أبو عبد الله بشار
21-01-2011, 09:27PM
الأئمة هم أسماء الله وصفاته :
روى الكليني عن أبي عبد الله في قول الله - عز وجل - :{ وَلِلّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } [الأعراف: 180]
قال: نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملاً إلا بمعرفتنا (أصول الكافي1/143-144) .
وقد تناقل هذا المعتقد علماء الشيعة في روايات عديدة نسبت زورًا لجعفر الصادق وغيره.

الغلو في كيفية خلق الأئمة: قال الخميني في كتابه (زبدة الأربعين حديثا): إعلم أيها الحبيب ، أن أهل بيت العصمة عليهم السلام ، يشاركون النبي في مقامه الروحاني الغيبي قبل خلق العالم، وأنوارهم كانت تسبح وتقدس منذ ذلك الحين ، وهذا يفوق قدرة استيعاب الإنسان حتى من الناحية العلمية. ورد في النص الشريف « يا محمد ، إن الله تبارك وتعالى ، لم يزل منفردًا بوحدانيته ، ثم خلق محمدًا وعليًّا وفاطمة ، فمكثوا ألف دهر ، ثم خلق جميع الأشياء، فأشهدهم خلقها ، وأجرى طاعتهم عليها، وفوض أمورهم إليهم، فهم يُحِلّون ما يشاءون أو يُحَرّمون ما يشاءون، ولن يشاءوا إلا أن يشاء الله تعالى ، ثم قال: يا محمد ، هذه الديانة التي من تقَدَّمَها مَرَقَ، ومن تخلف عنها مُحِق، ومن لزمها لَحِقَ ، خذها إليك يا محمد .

أبو عبد الله بشار
21-01-2011, 09:33PM
الأئمة الإثنا عشر عند الشيعة أفضل من الأنبياء:
من المعلوم من الدين بالضرورة أنّ الرّسل أفضل البشر وأحقّهم بالرّسالة ؛ حيث حققوا كمال العبوديّة لله تعالى، وأتموا التّبليغ والدّعوة، { اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ } [الأنعام:124] ، وقد امتازوا برتبة الرّسالة ، وفضلهم الله بمنزلة النبوة عن سائر النّاس ، وقد أوجب الله على المسلمين متابعتهم. قال تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ } [النّساء: 64] ولا يجوز لأحد أن يفضّل أحدًا من البشر عليهم. قال الإمام الطّحاوي في بيان اعتقاد أهل السّنّة : ولا نفضّل أحدًا من الأولياء على أحد من الأنبياء ونقول: نبي واحد أفضل من جميع الأولياء . (شرح العقيدة الطّحاويّة: ص493).
ولكن غلو الشيعة جعلهم يضعون أئمتهم في درجة أفضل من الأنبياء والرسل والملائكة المقربين كما يذكر ذلك (الحر العاملي) قائلاً:« الأئمة الإثنى عشر أفضل من سائر المخلوقات من الأنبياء والأوصياء السابقين والملائكة وغيرهم ».(الفصول المهمة ص152). ووصل بهم الحال إلى اختلاق روايات على أهل البيت تؤكد أنّ الأئمة يُوحى إليهم ، وأنّ عليًّا ناجاه جبريل - عليه السلام - في فتح خيبر. وأن فاطمة لما توفي رسول الله بعث الله لها ثلاثة ملائكة يُكلّمونها ويسلّونها ،وكان عليّ يكتب ما يقول المَلك!
(خطاب ألقاه الخميني يوم الأحد 2/3/86م بمناسبة عيد المرأة).

ويقول الخميني:«إن للإمام مقاما محمودًا ودرجة سامية، وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون ، وإن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقامًا لم يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل
وقال أيضًا : إن تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن لا تخص جيلاً خاصًّا وإنما هي تعاليم للجميع في كل عصر ومصر إلى يوم القيامة . (الحكومة الإسلامية ص112).

ويقول أيضًا:فالإمام المهدي الذي أبقاه الله - سبحانه وتعالى - ذخرًا من أجل البشرية ، سيعمل على نشر العدالة في جميع أنحاء العالم وسينجح فيما أخفق في تحقيقه جميع الأنبياء.
(خطاب ألقاه الخميني بمناسبة الخامس عشر من شعبان عام 1401هـ.)
من الرد على المذاهب والشبهات