المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البيان لما جاء في مشروعية تقبيل الحجر واستلامه من غير طواف من برهان [للشيخ ماهر]


أبو أحمد زياد الأردني
29-07-2010, 05:11PM
البيان لما جاء في مشروعية تقبيل الحجر واستلامه من غير طواف من برهان


بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد


فقد سمعت بعض أجلة علماء العصر يقول أن الحجر الأسود لايقبل أو يستلم إلا بطواف مستدلا بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله إلا من طواف وينكر على مايصنعه البعض اليوم من إستلامه بغير طواف فقوله رحمه الله هذا خطأ من عدة أوجه


الوجه الأول / أنه مخالف لما ثبت عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم ابن عمر وعبدالله ابن الزبير وهم من علماء الصحابة رضي الله عنهم جميعا


أما الأول / فماأخرجه الفاكهي من طريق عبدة ابن سليمان عن عبيدالله عن نافع عن ابن عمر أنه كان لايخرج من المسجد حتى يستلمه كان في طواف أو غير طواف.


الثاني / وما أخرجه أحمد والفاكهي عن عطاء قال صلى بنا ابن الزبير المغرب فسلم في الركعتين ثم نهض إلى الحجر ليستلمه ((قلت ولم يذكر الراوي أنه لإرادة طواف أو أنه طاف بعده وإن كان محتملا كفى الأول )).


الوجه الثاني / أن هذين الصحابيين من علماء الصحابة وأهل الفتوى منهم وخاصة ابن عمر المعروف بتتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم حتى في عاداته فيبعد أنهما تعبدا بشيء لم يعلما أن النبي شرعه.


الوجه الثالث / أن من عادة الصحابة إذا فعلت بدعة في عصرهم وخاصة ممن يقتدى كمن مضى ذكرهما فإن أفعالهما وفتاويهما تنتشر لكثرة طلابهما المسارعة لإنكاره كما أنكر ابن الزبير خروج ابن عباس محرما وقد أرسل هديه إلى الكعبة ولم يحرم فغن النبي كما في صحيح مسلم إذا فعل ذلك لم يحرم على نفسه شيء كان له

حلالا أو كما قالت فقال رضي الله عنه ورب الكعبة إنها بدعة كما في المصنف .وقد قال تعالى عنهم كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ..الآية فأين إنكارهم لفعل هذين العالمين من الصحابة فلم أجد بحسب مانقل بعض الباحثين الموثوقين عندي من إخواننا السلفيين طلبة العلم.في عدة مصنفات. .


الوجه الرابع / قد تعلمنا جملا من العبادات لم يبلغنا عنها آثارا مرفوعة ثقة بأصحاب النبي لأنهم فعلوها فإنهم أخذوا عنه وشاهدوه ويبعد عنهم الإبتداع في الدين كقول عبدالله ابن الزبير كما عند الدرمي إذا سمع رعدا يقول سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته وكقول عائشة في العقيقة أن لايكسر عظمها وغير ذلك كثير والحمدلله.


الوجه الخامس / أن ابن تيمية كما في شرح العمدة قسم الصوم قد قال إذا اختلف الصحابة فبعضهم نفى حكما والآخر أثبته كالفطر من الحجامة فالحجة للمثبت لأنه ناقل عن الأصل وهو برائة الذمة فقلت كيف ولم يذكر أن أحدا نفى منهم تقبيل الحجر من غير طواف.


فدل ذلك أنه يشرع تقبيل الحجر واستلامه ولو بغير طواف وأن القول ببدعية هذا العمل إذا قيل خطأ.

واظن ان في ذلك رد على من يظن أننا نبدع كل شيء هداهم الله وتاب عليهم من مثل هذه المجازفة.

ماهر بن ظافر القحطاني
المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار
maher.alqahtany@gmail.com