المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سماحة الشيخ ما نصيحتكم للمسلمين ونحن نستقبل هذا الشهر الفضيل ؟


أم العبدين الجزائرية
01-07-2010, 06:04PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد :

حياكم الله أخوتى فى الله ,ونسأل الله أن يبلغنا وإياكم شهر رمضان ويعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته فى هذا الشهر المبارك والتوفيق لما يحب ويرضى ,اللهم آمين .
هذه نصيحة لفضيلة الشيخ العلاًمة الوالد عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله وغفر له بمناسبة قدوم شهر رمضان نسأل الله أن ينفع بها الجميع.

القسم : فتاوى (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=fatawa)> نور على الدرب
السؤال :
سماحة الشيخ ما نصيحتكم للمسلمين ونحن نستقبل هذا الشهر الفضيل ؟


الجواب :
نصيحتي للمسلمين جميعاً أن يتقوا الله جل وعلا ، وأن يستقبلوا شهرهم العظيم بتوبة صادقة من جميع الذنوب ، وان يتفقهوا في دينهم وأن يتعلموا أحكام صومهم وأحكام قيامهم ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ))[1] (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=396#_ftn1) ، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وسلسلت الشياطين))[2] (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=396#_ftn2) ولقوله صلى الله عليه وسلم : (( إذا كان أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وصفدت الشياطين ويناد منادٍ : يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة))[3] (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=396#_ftn3) .
وكان يقول صلى الله عليه وسلم للصحابة : (( أتاكم شهر رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله ))[4] (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=396#_ftn4) .
ومعنى : (( أروا الله من أنفسكم خيراً )) : يعني سارعوا إلى الخيرات وبادروا إلى الطاعات وابتعدوا عن السيئات .
ويقول صلى الله عليه وسلم : (( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ))[5] (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=396#_ftn5) .
ويقول صلى الله عليه وسلم : يقول الله جل وعلا : ((كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ، ترك شهوته وطعامه وشرابه من اجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ))[6] (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=396#_ftn6) .
ويقول صلى الله عليه وسلم : (( إذا كان يوم صوم أحدكم ، فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم ))[7] (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=396#_ftn7) .
ويقول صلى الله عليه وسلم : (( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ))[8] (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=396#_ftn8) رواه البخاري في الصحيح .
فالوصية لجميع المسلمين أن يتقوا الله وان يحفظوا صومهم وأن يصونوه من جميع المعاصي ، ويشرع لهم الاجتهاد في الخيرات والمسابقة إلى الطاعات من الصدقات والإكثار من قراءة القرآن والتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والاستغفار ؛ لأن هذا شهر القرآن: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } [9] (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=396#_ftn9) .
فيشرع للمؤمنين الاجتهاد في قراءة القرآن ، فيستحب للرجال والنساء الإكثار من قراءة القرآن ليلاً ونهاراً ، وكل حرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها كما جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مع الحذر من جميع السيئات والمعاصي ، مع التواصي بالحق والتناصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
فهو شهر عظيم تضاعف فيه الأعمال ، وتعظم فيه السيئات ، فالواجب على المؤمن أن يجتهد في أداء ما فرض الله عليه وأن يحذر ما حرم الله عليه ، وأن تكون عنايته في رمضان أكثر واعظم ، كما يشرع له الاجتهاد في أعمال الخير من الصدقات وعيادة المريض واتباع الجنائز وصلة الرحم ، وكثرة القراءة وكثرة الذكر والتسبيح والتهليل والاستغفار والدعاء ، إلى غير هذا من وجوه الخير ، يرجو ثواب الله ويخشى عقابه ، نسأل الله أن يوفق المسلمين لما يرضيه ، ونسأل الله أن يبلغنا وجميع المسلمين صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً ، نسأل الله أن يمنحنا وجميع المسلمين في كل مكان الفقه في الدين والاستقامة عليه ، والسلامة من أسباب غضب الله وعقابه ، كما أسأله سبحانه أن يوفق جميع ولاة أمر المسلمين وجميع أمراء المسلمين ، وأن يهديهم وأن يصلح أحوالهم ، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في جميع أمورهم ، في عبادتهم وأعمالهم وجميع شئونهم ، نسأل الله أن يوفقهم لذلك ، عملاً بقوله جل وعلا : { وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ }[10] (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=396#_ftn10) ، وعملاً بقوله جل وعلا: { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ }[11] (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=396#_ftn11) ، وعملاً بقوله سبحانه: { فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}[12] (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=396#_ftn12) ، وعملاً بقوله سبحانه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }[13] (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=396#_ftn13) ، وعملاً بقول الله سبحانه : { قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ }[14] (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=396#_ftn14) ، وقوله سبحانه : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }[15] (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=396#_ftn15) .
هذا هو الواجب على جميع المسلمين وعلى أمرائهم ، يجب على أمراء المسلمين وعلى علمائهم وعلى عامتهم أن يتقوا الله وأن ينقادوا لشرع الله ، وأن يحكموا شرع الله فيما بينهم ؛ لأنه الشرع الذي به الصلاح والهداية والعاقبة الحميدة وبه رضا الله وبه الوصول إلى الحق الذي شرعه الله وبه الحذر من الظلم .
نسأل الله للجميع التوفيق والهداية وصلاح النية والعمل ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه .

[1] (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=396#_ftnref1) رواه البخاري في العلم باب من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين برقم 71 ، ومسلم في الزكاة باب النهي عن المسألة برقم 1037
[2] (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=396#_ftnref2) رواه البخاري في بدء الخلق باب صفة إبليس وجنوده برقم 3277 ، ومسلم في الصيام باب فضل شهر رمضان برقم 1079
[3] (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=396#_ftnref3) رواه الترمذي في الصوم باب ما جاء في فضل شهر رمضان برقم 682 ، وابن ماجة في الصيام باب ما جاء في فضل شهر رمضان برقم 1642
[4] (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=396#_ftnref4) ذكره المنذري في الترغيب والترهيب باب الترغيب في صيام رمضان برقم 1490 ، وقال رواه الطبراني .
[5] (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=396#_ftnref5) رواه البخاري في الصوم باب من صام رمضان إيماناً واحتساباً برقم 1901 ، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب الترغيب في صيام رمضان برقم 760
[6] (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=396#_ftnref6) رواه البخاري في التوحيد باب قول الله تعالى : " يريدون أن يبدلوا كلام الله " برقم 7492 ، ومسلم في الصيام باب فضل الصيام برقم 1151 ، وابن ماجة في الصيام باب ما جاء في فضل الصيام برقم 1638 .
[7] (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=396#_ftnref7) رواه البخاري في الصوم باب هل يقول إني صائم إذا شتم برقم 1904
[8] (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=396#_ftnref8) رواه البخاري في الصوم باب من لم يدع قول الزور برقم 1903
[9] (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=396#_ftnref9) سورة البقرة ، الآية 185
[10] (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=396#_ftnref10) سورة المائدة ، الآية 49
[11] (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=396#_ftnref11) سورة المائدة ، الآية 50
[12] (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=396#_ftnref12) سورة النساء ، الآية 65
[13] (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=396#_ftnref13) سورة النساء ، الآية 59
[14] (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=396#_ftnref14) سورة النور ، الآية 54
[15] (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=396#_ftnref15) سورة الحشر ، الآية 7




المصدر :
مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر