أم العبدين الجزائرية
08-05-2010, 05:40PM
قال الحافظ أبو بكر الآجري – رحمه الله - : ( من أحب أن يبلغ مراتب الغرباء فليصبر على جفاء أبويه وزوجته وإخوانه وقرابته .
فإن قيل : فلم يجفوني وأنا لهم حبيب وغمهم لفقدي إياهم إياي شديد ؟!!
قيل : لأنك خالفتهم على ما هم عليه من حبهم الدنيا وشدة حرصهم عليها ، ولتمكن الشهوات من قلوبهم ما يبالون ما نقص من
دينك ودينهم إذا سَلِمَتْ لهم بك دنياهم ، فإن تابعتهم على ذلك كنت الحبيب القريب ، وإن خالفتهم وسلكت طريق أهل الآخرة
باستعمالك الحق جفا عليهم أمرك ، فالأبوان متبرمان بفعالك ، والزوجة بك متضجرة فهي تحب فراقك ، والأخوان والقرابة فقد
زهدوا في لقائك ، فأنت بينهم مكروب محزون ، فحينئذ نظرت إلى نفسك بعين الغربة فأَنِسْتَ ما شاكلك من الغرباء ، واستوحشت
من الإخوان والأقارب ، فسلكت الطريق إلى الله الكريم وحدك ، فإن صبرت على خشونة الطريق أياما يسيرة واحتملت الذل
والمداراة مدة قصيرة وزهدت في هذه الدار الحقيرة أعقبك الصبر أن ورد بك إلى دار العافية ، أرضها طيبة ورياضها خضرة ،
وأشجارها مثمرة ، وأنهارها عذبة ... ) صفة الغرباء من المؤمنين : ص 39
فإن قيل : فلم يجفوني وأنا لهم حبيب وغمهم لفقدي إياهم إياي شديد ؟!!
قيل : لأنك خالفتهم على ما هم عليه من حبهم الدنيا وشدة حرصهم عليها ، ولتمكن الشهوات من قلوبهم ما يبالون ما نقص من
دينك ودينهم إذا سَلِمَتْ لهم بك دنياهم ، فإن تابعتهم على ذلك كنت الحبيب القريب ، وإن خالفتهم وسلكت طريق أهل الآخرة
باستعمالك الحق جفا عليهم أمرك ، فالأبوان متبرمان بفعالك ، والزوجة بك متضجرة فهي تحب فراقك ، والأخوان والقرابة فقد
زهدوا في لقائك ، فأنت بينهم مكروب محزون ، فحينئذ نظرت إلى نفسك بعين الغربة فأَنِسْتَ ما شاكلك من الغرباء ، واستوحشت
من الإخوان والأقارب ، فسلكت الطريق إلى الله الكريم وحدك ، فإن صبرت على خشونة الطريق أياما يسيرة واحتملت الذل
والمداراة مدة قصيرة وزهدت في هذه الدار الحقيرة أعقبك الصبر أن ورد بك إلى دار العافية ، أرضها طيبة ورياضها خضرة ،
وأشجارها مثمرة ، وأنهارها عذبة ... ) صفة الغرباء من المؤمنين : ص 39