المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [ البيت السعيد (1) ]


أم أسامة
05-04-2010, 06:03PM
البيت السعيد وخلاف الزوجين
بسم الله الرحمن الرحيم
الرسالة الأولى: ((البيت السعيد ))
الحمد للّه الذي هدانا للإسلام ، وجعلنا من أهله وما كنا لِنهتَدِي لولا أن هدانا اللّه ، أحمده سبحانه وأشكره على نعمه ، وأسأله المزيد من فضله وكرمه ،

أما بعد:

فكثير من الناس يطلب السعادة ، ويلتمس الراحة وينشد الاستقرار وهدوء النفس والبال, كما يسعى في البعد عن أسباب الشقاء والاضطراب ، ومثيرات القلق ، ولا سيما في البيوتات والأسر .

وليعلم أن كل ذلك لا يتحقق إلا : بالإيمان باللّه وحده ، والتوكل عليه ، وتفويض الأمور إليه ، مع الأخذ بما وضعه من سنن وشرعه من أسباب .

أهمية بناء الأسرة والألفة في بيت الزوجية :

وإن من أعظم ما يؤثر في ذلك على الفرد وعلى الجماعة : بناء الأسرة واستقامتها على الحق ؛ فاللّه سبحانه بحكمته جعلها المأوى الكريم الذي هيأه للبشر من ذكر وأنثى . . يستقر فيه ويسكن إليه ، يقول- جلَّ جلاله وتقدَّست أسماؤه- ممتنا على عباده : http://alminbar.al-islam.com/Shared/images/MEDIA-B2.GIF وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ http://alminbar.al-islam.com/Shared/images/MEDIA-B1.GIF نعم ، ليسكن إليها ، ولم يقل ليسكن معها ، مما يؤكد معنى الاستقرار في السلوك والهدوء في الشعور ، ويحقق الراحة والطمأنينة بأسمى معانيها ؛ فكلّ من الزوجين يجد في صاحبه الهدوء عند القلق ، والبشاشة عند الضيق .

إن أساس العلاقة الزوجية : الصحبة والاقتران القائمان على الودّ والأنس والتآلف . إنَّ هذه العلاقة عميقة الجذور بعيدة الآَماد ، إنها أشبه ما تكون صلة للمرء بنفسه ، بينها كتاب ربنِّا بقوله : http://alminbar.al-islam.com/Shared/images/MEDIA-B2.GIF هُنَّ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?nType=1&nSeg=0&l=arb&nSora=2&nAya=187&) لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?nType=1&nSeg=0&l=arb&nSora=2&nAya=187&) (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?nType=1&nSeg=0&l=arb&nSora=2&nAya=187&)http://alminbar.al-islam.com/Shared/images/MEDIA-B1.GIF

فضلًا عما تُهَيِّئه هذه العلاقة من تربية البنين والبنات وكفالة النشء . . التي لا تكون إلا في ظلِّ أمومة حانية وأبوُّةٍ كادحة . .

وأيُّ بيئةٍ أزكى من هذا الجو الأسري الكريم ؟ .

هناك أمور كثيرة يقوم عليها بناء الأسرة المسلمة وتتوطَّد فيها العلاقة الزوجية ، وتبتعد فيها عن رياح التفكك ، وأعاصير الانفصام والتصرم : -


(1) الإيمان باللّه وتقواه :

وأول هذه الأمور وأهمها : التمسك بعروة الإيمان الوثقى . . الإيمان باللّه واليوم الآخر ، والخوف من المطَّلع على ما تكنُهّ الضمائر ، ولزوم التقوى والمراقبة ، والبعد عن الظلم والتعسُّف في طلب الحق . http://alminbar.al-islam.com/Shared/images/MEDIA-B2.GIFذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?nType=1&nSeg=0&l=arb&nSora=65&nAya=2&)وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?nType=1&nSeg=0&l=arb&nSora=65&nAya=3&)http://alminbar.al-islam.com/Shared/images/MEDIA-B1.GIF

ويقّوي هذا الإيمان : الاجتهاد في الطاعة والعبادة والحرص عليها والتواصي بها بين الزوجين ، تأمَّلوا قوله- صلى الله عليه وسلم : http://alminbar.al-islam.com/shared/images/MEDIA-H1.GIF رِحم اللّه رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلّت ، فإن أبت نضح في وجهها الماء - يعني : رشَّ عليها الماء رشَّا رفيقًا- ورحم اللّه امرأةً قامت من الليل فصلَّت وأيقظت زوجها فصلى ، فإن أبى نضحت في وجهه الماء http://alminbar.al-islam.com/shared/images/MEDIA-H2.GIF (*)


إن العلاقة بين الزوجين ليست علاقة دنيوية مادية ، ولا شهوانية بهيمية ، إنها علاقة روحية كريمة ، وحينما تَصِحُّ هذه العلاقة وتَصْدُق هذه الصفة ، فإنها تمتد إلى الحياة الآخرة بعد الممات : http://alminbar.al-islam.com/Shared/images/MEDIA-B2.GIF جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?nType=1&nSeg=0&l=arb&nSora=13&nAya=23&)http://alminbar.al-islam.com/Shared/images/MEDIA-B1.GIF



__________________________

(*) حديث صحيح : رواه أحمد في "المسند" ـ وأبو داود ـ والنسائي ــ وابن ماجه،، وصححه ابن خزيمة ،،والحاكم ـ ووافقه الذهبي .