المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أين النار الآن؟ أفي السماء أم في الأرض؟


أم الحميراء السلفية
31-01-2010, 08:17AM
أين النار الآن؟ أفي السماء أم في الأرض؟
نقول هي في الأرض، ولكن قال بعض أهل العلم: هي البحار ، وقال آخرون: بل هي في باطن الأرض، والذي يظهر أنها في الأرض ولكن ما ندري أين هي من الأرض!! نؤمن أنها في الأرض وليست في السماء، ولكن لا نعلم في أي مكان هي على وجه التعيين.

والدليل على أن النار في الأرض ما يلي :
قال الله تعالى : (( كلآ إنّ كتاب الفُجّارِ لَفِي سِجِّين )) -المطففين :7 - وسجين هي الأرض السفلى. وكذلك أيضًا جاء في الحديث فيمن احتضر وقبض على الكافرين :" فإنها لا تفتح لهم أبواب السماء، ويقول الله تعالى: اكتبوا كتاب عبدي في سجين، وأعيدوه إلى الأرض " (1)، ولو كانت النار في السماء لكانت تفتح لهم أبواب السماء ليدخلوها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أصحابها يعذبون فيها، وإذا كانت في السماء لزم من دخولهم في النار التي في السماء أن تفتح لهم أبواب السماء.
س: لكن بعض الطلبة استشكل وقال: كيف يراها الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة عرج به وهي في الأرض؟
جـ : أعجَبُ لهذا الاستشكال - لا سيما وقد ورد من طالب علم- إذا كنا ونحن في الطائرة نرى الأرض تحتنا بعيدة ولا ندركها فكيف لا يرى النبي عليه الصلاة والسلام النار وهو في السماء!!

فالحاصل : أنها في الأرض وقد روى أحاديث ، لكنها ضعيفة (2) وآثار السلف كابن عباس وابن مسعود وهو ظاهر القرآن : (( {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ }الأعراف40 والذين كذبوا بالآيات واستكبروا عنها لا شك أنهم في النار. *

*مقتبس من شرح باب صفة الصلاة للشيخ محمد العثيمين رحمه الله ، من كتاب زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ شرف الدين الحجاوي رحمه الله، دار الكتب العلمية ص: 158 ، 159.
__________________________________
(1) جزء من حديث البراء بن عازب الصحيح المشهور الجامع لأحوال الموتى عند احتضارهم وقبض أرواحهم وفي قبورهم والذي أخرجه أحمد في مسنده (4\287 ، 288، 295، 296) وأبو داود (3753) وقد ساقه الشيخ الألباني رحمه الله سياقًا واحدًا ضامًّا إليه جميع الزوائد والفوائد التي وردت في شيء من طرقه الثابتة فليُراجع.
(2) راجع : يقظة أولى الاعتبار لصديق حسن خان ص (23: 26 ) ولوامع الأنوار ص : 441- 442