المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقتطفات في العقيدة من شرح نونية القحطاني


أم عبد الرحمن
21-01-2010, 03:04PM
وقول المؤلف رحمه الله
: و كلامه صفة له و جلالة منه بلا أمد و لا حدثان


أي إن الكلام صفة لله جل و علا يتكلم متى شاء إذا شاء كيف شاء.

و الناس انقسموا في الكلام إلى أكثر من مائة فرقة أشهرها ثلاثة أو أربعة فرق لأنو بعض الفرق متشابهة و إلا قد وصل القول في معنى كلام الله تعالى إلى أكثر من مائة فرقة و هكذا لما بعدوا عن كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم وقعوا في هذا التباين و العياذ بالله. أشهرها أربعة:

1)القول الاول قول السلف :و هو أن الله عز و جل يتكلم متى شاء إذا شاء كيف شاء بصوت و حرف مسموع و أنه كلم و يكلم و سيكلم .قال الله عز و جل "و كلم الله موسى تكليما" "و إن احد من المشركين إستجارك فأجره حتى يسمع كلام الله" و قال تعالى "لا مبدل لكلمات الله" و قال تعالى أيضا "قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي و لو جئنا بمثله مددا" و يقول الرسول الله صلى الله عليه و سلم -إذا قضى الله الأمر في السماء تكلم بالوحي أخذت الملائكة رجفة -أو قال رعدة-
و يقول الرسول صلى الله عليه و سلم من حديث خولة بنت حكيم -من قال حينما ينزل منزلا أعوذ بكلمات الله التامات من شر ماخلق لم يضره شيئ حتى يرحل من منزله ذلك- و ثبت أن الله كلم آدم عليه السلام و كلم نبينا محمد صلى الله عليه و سلم و كلم نبي الله موسى و كلم من شاء من أنبيائه و تكلم بالقرآن و تكلم بالتوراة و تكلم بالإنجيل و تكلم بالزبور فهو يتكلم متى شاء إذا شاء كيف شاء و أن كلامه غير مخلوق و هذا مذهب السلف أهل السنة و الجماعة.

من الشريط 19 من شرح نونية القحطاني للشيح صالح السحيمي
تفريغ ام عبد الرحمن السلفية
يتبع إن شاء الله

أم محمود
20-02-2010, 05:26PM
جزاكِ الله خيرا أختي الفاضلة ام عبد الرحمن
نحن بانتظار الباقي إن شاء الله

أم عبد الرحمن
22-02-2010, 02:23PM
أمين و إياكم أم الطارق

و المذهب الثاني:

مذهب المعتزلة و هو ان كلام الله مخلوق و ان الله يخلق الكلام ثم يسمع على خلاف بينهم هل يسمع من الهواء أو يسمع من أي مكان فقالوا على سبيل المثال لما كلم الله موسى خلق الله الكلام في الشجرة و بعد أن خلق الكلام سمع موسى الكلام من الشجرة , تعالى الله عنما يقولون علوا كبيرا و استدلوا بقوله ( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30))[القصص:30], و هذا كلام فارغ و لا يستلزم أن يكون الجهة التي سمع منها الكلام هي التي فيها الكلام أو صدر منها الكلام فالعبرة بالمتكلم لا بجهة الكلام .
فلو سمعت زيد يتكلم من خلال الشرفة و أنت لا ترى فتقول هذا كلام الشرفة أم كلام زيد ’ تقول كلام زيد و لله المثل الاعلى فكذلك هنا . أنا لا ادري على هؤلاء المغفلين الله يقول لهم "و كلم الله موسى تكليما" ثم يقولون لا إن الله لا يتكلم و لكن الشجرةهي التي تكلمت أو خلق الكلام في الشجرة .
العجيب أن الاية هنا مؤكدة بعدة تأكيدات أولا كلم الفعل المضاعف يفيد التأكيد ثانيا أكد بالمصدر المؤكد لفعله و هو قوله "تكليما" ثالثا الفاعل و كذلك المفعول كل منهما اسم ظاهر فأي عاقل يدرك أن الله هو المتكلم و موسى هو المكلم و مع هذا حتى هذه الأية ما سلمت من التحريف. فقد سمع بشر المريسي يقول و أظنه يخاطب أبا عمر بن علا -رحمه الله- أحد القراء قال له - ما رأيك لو قرأنا هكذا و كلم الله موسى تكليما - طبعا ما في قراءة بهذا الوضع أبدا لكن مع ذلك تنزل معه أبو عمر رحمه الله قال له هب أني سلمت لك بهذه القراءة و إن كانت غير مسلمة لأنها غير صحيحة فما كنت تقول في قول الله -عز و جل- "و كلمه ربه" فبهت المعتزلي : لأن و كلمه ربه الفعل قد اخذ مفعوله و هو الضمير فتعين ان يكون الرب هو المتكلم فلا يمكن ان يقال فكلمه ربه لان الهاء لا يمكن ان تكون من ضمائر الرفع بل هي من ضمائر النصب فبهت المعتزل قال هب أني سلمت لك بهذه القراءة فما كنت تقول في قوله "وكلمه ربه "فبهت الذي كفر. المؤكد الرابع أنه لا يخطر لم يقل بهذا المعنى أحد ممن يعتد به من أهل اللغة العربية فصارت الجملة تفيد الكلام الحقيقي أم الكلام المعنوي النفسي أو الخلق؟

الجواب: إنما تفيد الكلام الحقيقي ,لما أقل لك زيد كلمك اليوم تقل له نعم كلمني أو كلمني تكليما’ هل يخطر ببالك انت انه كلمك بواسطة و إنما يتبادر إلى الذهن مباشرة الكلام الحقيقي : كلم الله موسى تكليما.



و لهم شبه الوقت يطول و لكن نحن نذكر مذهبهم باختصار و زعمهم ان القرآن مخلوق سبق أن رددنا عليهم في أبيات سابقة .
الفرقة الثالثة الأشاعرة و الماثوردية

وهم متفقون على أن الكلام هو المعنى القائم بالنفس و سبق أن ناقشنا أدلتهم في دروس سابقة عبر أبيات تقدمت أشارت لهذا المعنى و زعموا أن القرآن التوراة و الإنجيل عبارة عن كلام الله و ليس كلام الله و هذا تحريف في الكلم عن مواضعه.
الفرقة الرابعة

و التي سنقف عندها الكرامية التي زعمت أن الله تكلم بجميع الكلام -بكل ما أراد- مرة واحدة ثم لم يعد متكلم بعد ذلك.


هذه بعض أقوال الذين انحرفوا في مسألة الكلام أما الشيخ يبين ان الكلام صفة لله و جلالة له : قوله و جلالة إشارة أن المتكلم أجل و أعظم من غير المتكلم , الذي يقدر على الكلام أعظم فلذلك وصفه بعدم الكلام صفة ذم أو صفة مدح؟ صفة ذم و الإتصاف بالكلام صفة مدح , لا يوصف بعدم الكلام لغة إلا الأخرس الذي سلب القدرة على الكلام.

(يتبع إن شاء الله)

أم محمود
05-03-2010, 01:46PM
بارك الله فيكِ أخيتي ام عبد الرحمن.