المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيفية تأديب البنين والبنات إذا لم ينقادوا للحق


أم محمود
11-01-2010, 10:53AM
كيفية تأديب البنين والبنات إذا لم ينقادوا للحق .
لفضيلة الشيخ ابن باز رحمه الله
السائل أ . ص . م . ب . من الرياض يقول في سؤاله :
عندي أولاد أعمارهم من التاسعة إلى الخامسة والعشرين لا يصلون مع الجماعة دائما وأنا آمرهم وأزجرهم وأوقظهم من النوم إذا كانوا نائمين ويدخلون دورات المياه للوضوء ثم أطلب من أمهم إكمال المهمة وحثهم على سرعة الخروج للصلاة في المسجد ولكنهم لا يحضرون إلى المسجد دائما خاصة في صلاة الفجر ، هذا إذا كنت عندهم أما إذا كنت في البيت الآخر لأنني متزوج من أخرى فإنهم لا يحضرون إلى المسجد إلا نادرا ، وقد طلبت من أمهم أن تأمرهم بالصلاة مع الجماعة وأن تكمل ما بدأت حيث إنني أوقظهم وأخرج وهم في دورة المياه وأن تتولاهم إذا لم أكن موجودا وأن تستعمل معهم التخويف وربما الضرب إذا لزم الأمر ذلك ولكنها لا تفعل ذلك فهل من نصيحة لهم ولها ولي مع العلم يا سماحة الشيخ أنها تقول إن هذا الموضوع مسئوليتك وليست مسئوليتي فهل كلامها صحيح أرشدونا جزاكم الله خيرا .

الجواب :
الواجب عليك وعليهم وعلى أمهم التعاون على البر والتقوى ، وبذل الأسباب الممكنة لأداء الصلاة في الجماعة ، ولو بالضرب منك ومن أمهم ، لمن بلغ عشر سنوات فأكثر لقول النبي صلى الله عليه وسلم
: مروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها لعشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع

فالذكر يضرب والأنثى كذلك إذا بلغ كل منهم العشر وقصر في الصلاة ويؤدب حتى يستقيم على الصلاة ، وهكذا الواجبات الأخرى في التعليم وشئون البيت وغير ذلك ، فالواجب على أولياء الصغار من الذكور والإناث أن يعتنوا بتوجيههم وتأديبهم لكن يكون الضرب خفيفا لا خطر فيه ولكن يحصل به المقصود

السؤال :
إن بعض الآباء لا يهتم بأبنائه من ناحية أمور الدين فمثلا لا يأمرهم بالصلاة ولا بقراءة القرآن ومجالسة الأخيار ، ونجده يأمر بالمحافظة على المدارس ويغضب إذا تخلف ابنه عنها ، فما هي نصيحتكم يا سماحة الشيخ؟

الجواب :
نصيحتي للآباء والأعمام والإخوان أن يتقوا الله فيمن تحت أيديهم من الأولاد ويأمروهم بالصلاة إذا بلغوا سبعا ويضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال مروا أبنائكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع فالواجب على الآباء والأمهات وعلى الإخوان الكبار أن يقوموا على من تحت أيديهم في الصلاة وغيرها ويمنعوهم مما حرم الله ويلزموهم بما أوجب الله ، هذا هو الواجب فهم أمانة عندهم . يقول الله سبحانه
: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ويقول الله عز وجل : وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ويقول عن نبيه ورسوله إسماعيل عليه الصلاة والسلام
: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا فعلينا أن نمتثل أمر الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم وأن نلزم أهلينا وأولادنا بطاعة الله ورسوله في الصلاة وغيرها ، ونمنعهم مما نهى الله ورسوله كالتخلف عن الصلاة ، وشرب الخمر ، والتدخين ، والاستماع لآلات الملاهي ، وصحبة الأشرار ونحو ذلك
ونلزمهم بصحبة الأخيار . هكذا يجب على الأولياء مع من تحت أيديهم من ذكور وإناث . والله سبحانه سائلهم عن ذلك يوم القيامة كما قال عز وجل
: فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ
وقال النبي صلى الله عليه وسلم
: كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته والرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها والعبد راع في مال سيده ومسئول عن رعيته
فعلى المؤمن أن يقوم على أهل بيته بالدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من زوجة وأولاد وغيرهم ، ينصحهم جميعا ويحذرهم من معاصي الله ويحثهم على الصلاة والمحافظة عليها في أوقاتها ، ويحثهم على كل ما أوجب الله ، وينهاهم عما حرم الله عليهم ويحذرهم من الغيبة والنميمة ومن إيذاء بعضهم لبعض ومن إيذاء الجيران ومن تخلف الرجال عن الصلاة في الجماعة إلى غير هذا ، عملا بهذه الآية الكريمة وهي قوله سبحانه
: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ الآية ، وعملا بقوله سبحانه :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ الآية. وبقول الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم:
: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا وبقوله سبحانه عن نبيه ورسوله إسماعيل عليه الصلاة والسلام
: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا فأنت يا عبد الله عليك أهلك جاهدهم في الله بالحكمة والكلام الطيب والشدة تارة والرخاء تارة أخرى من لم ينفع فيه اللين والكلام الطيب يُنتقل معه إلى القوة والتأديب كما قال تعالى :
: وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فمن ظلم يعاقب بما يستحق حسب الطاقة وفي حدود الشرع المطهر ، والنبي عليه الصلاة والسلام قال :
مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع فإذا ما نفع الكلام يضرب ، هكذا مع الفساق والعصاة إذا لم تجد فيهم النصيحة والتوجيه إلى الخير وجب على المسئولين أن يؤدبوا ويزجروا بما يردع عن الباطل ويقيم الحق .
وعليهم أن يقيموا الحدود الشرعية على أهلها حسب الطاقة لقول الله سبحانه :
: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح
: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان فأنت يا عبد الله عليك أن تجتهد حسب طاقتك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع أهلك ومع جيرانك ومع غيرهم من المسلمين مع تحريك الأسلوب الحسن لعلك تنجح ولعله يستجاب لك ، وإذا قدرت باليد كضرب ولدك أو ضرب زوجتك عند مخالفتهما لأمر الله وعدم انصياعهما للدعوة والحق والهدى ، وهكذا خادمك إذا لم يقم بالواجب ولم يقبل النصيحة .

المصدر :
فتاوى اللجنة والإمامين
منقول (http://www.sahab.net/forums/showthread.php?p=751971#post751971)