المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيتها السلفية إنك على الحق فلا تحزني


أم محمود
08-12-2009, 01:14PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أيتهــــا السلفية إنك على الحق فلا تحزني

نعم إنك على الحق ، كيف لا ؟

وربنا عز وجل يقول :

(وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى

وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ

مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )

[ النساء :115]

فأنتي لم تشاققي النبي صلى الله عليه وسلم ، واتبعت سبيل المؤمنين من الصحابة والتابعين .

والنبي صلى الله عليه وسلم جعلك

من الفرقة الناجية المنصورة
فعن معاوية –رضي الله عنه- قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(افترقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة،

وافترقت النصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة،

وستفترق هذه الأمَّة إلى ثلاث وسبعين

فرقة كلها في النار إلاّ واحدة وهي الجماعة ).

[ أخرجه أبو داود برقم :

4597 وابن ماجة من حديث عوف بن مالك برقم :3993

وغيرهما وقد اجمعت الأمة على صحته )


وفي لفظ: من هي يا رسول الله؟قال:

( ما أنا عليه وأصحابي )

[ أخرجه الترمذي (2641)

من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص.]


و عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين،

حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون).

[ البحاري برقم : 6881]



وعن عن ثوبان. قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

(لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق.

لا يضرهم من خذلهم. حتى يأتي أمر الله وهم كذلك).

[ مسلم : 1920]


فلا تحزني ...وأبشري .

أيتها السلفية إنكي غريبة فلا تحزني

نعم إنك غريبة

في زمن قل فيه المحق وكثر المبطل

، زمن عصفت فيه الفتن المدلهمات

وقصفت الشبه والشهوات

، زمن قل الصادع بالحق وكثر المثبط من الخلق .


فلا تحزني فأنتي غريبة وطوبى للغرباء .

فعن أبي هريرة؛ قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا. فطوبى للغرباء)

[ أخرجه مسلم برقم : 145 وغيره]

وسئل عنهم

فقال صلى الله عليه وسلم :

(ناس صالحون قليل في ناس سوء

كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم)

[ رواه أحمد في المسند وصححه

العلامة الألباني في الصحيحة برقم : 1619].

وهذا كلام لعل الله ينفعك به فيزول عنك الحزن .


قال العلامة ابن القيم –رحمه الله-

في نونيته (ص : 304-305)


أهل اليمن فثلة مع مثلها*** والسابقون أقل في الحسـبان


ما ذاك إلا أن تابعهم هم *** الغرباء ليست غربة الأوطان


لكنها والله غربة قائـم *** بالدين بين عساكر الشيطان


فلذاك شبههم به متبوعهم*** في الغربتين وذاك ذو تبيان


لم بشبهوهم في جميع أمور***هم من كل وجه ليس يستويان


فانظر إلى تفسيره الغرباء*** بالمحيين سنته بكل زمــان


طوبى لهم والشوق يحدوهم إلى*** أخذ الحديث ومحكم القرآن


طوبى لهم لم يعبأوا بنحاتة الأ *** فكار أو بزبالة الأذهــان


طوبى لهم ركبوا على متن العزا*** ئم قاصدين لمطلع الإيمـان


طوبى لهم لم يعبأوا شيئا بذي*** الآراء إذ أغناهم الوحيـان


طوبى لهم وإمامهم دون الورى *** من جاء بالإيمان والفرقان


والله ما ائتموا بشخص دونه *** إلا إذا ما دلهم ببيــان

وقال أيضا

( ص: 218):

لا توحشنك غربة بين الورى *** فالناس كالأموات في الحسبان

أو ما علمت بأن أهل السـنة *** الغرباء حقا عند كل زمــان

فلا تحزني ...وأبشري.

أيتها السلفية إن أهل الحق في قلة فلا تحزني

نعم إن أهل الحق في قلة ، كيف لا وربنا عز وجل يقول :

(وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ

عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ )

[ الأنعام : 116]


وقال تعالى :

(وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ )

[ يوسف : 103]



وقال تبارك وتعالى :

(المر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ

مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ )

[ الرعد : 1]

فما أكثر ما ذم الله عز وجل الكثرة في كنابه ، ومدح القلة فقال :

(اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ )

[ سبأ:13]

وقال عز وجل :

( ... وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى

بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ...)

[ ص:24]

وقال أيضا تبارك وتعالى :

(حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا

مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا

قَلِيلٌ )

[ هود : 40]

والنبي صلى الله عليه وسلم

جعل أهل الحق فرقة واحدة ،

وأهل الصلال اثنتي وسبعين فرقة

( أنظر حديث الإفتراق )


وعن الفضيل بن عياض:

' اتبع طرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين واياك وطرق

الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين'.


قال العلامة ابن القيم في نونيته

( ص:16-17):



واصدع بما قال الرسول ولا تخف ***من قلة الأنصار و الأعوان



فالله ناصر دينه وكتابــــــه*** والله كاف عبده بأمـــان

إلى أن قال :

لاتخش كثرتهم فهم همج الورى *** وذبابه أتخاف من ذبـــان .

فلا تحزني ...وأبشري .

أيتها السلفية إن الله هو الهادي والمضل

فلا تحزني

فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ،

قال عز وجل :

(...أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ

وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا )

[ النساء : 88]

وقال تعالى :

(وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )

[ الرعد : 33]



و قال عز وجل :

(وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ

فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ )

[ الإسراء :97]

وقال :

(مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ

فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا )

[ الكهف :17]



وقال تعالى :

(ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ

وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )

[ الزمر :23]


وقال ربنا على لسان موسى عليه السلام :

(قالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ )

[الشعراء : 62]



وقال على لسان خليله ابراهيم عليه السلام :

(الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ )

[ الشغراء : 78]



وقال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم :

(لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ )

[ البقرة :272]

وقال له أيضا :

(إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي

مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )

[ القصص :56]



وقال له :

(إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي

مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ)

[النحل :37]

وقال له :

(فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ

فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ

إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )

[ فاطر : 8]



وقال له عز وجل أيضا :

(لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ...)

[ آل عمران : 128]



وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

في خطبة الحاجة التي كان يعلمها

لأصحابه :

( من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ...)

فلن تستطيع أن تهدي أحدا ,

وما عليك إلا الدعوة إلى الله

(وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ )

[العنكبوت : 18]


فلا تحزني ...وأبشري.

أيتها السلفية إنهم يقولون

ما يريدون به إحزانك فلا تحزني

نعم ، وهذا هو صنيع المشركين

مع النبي صلى الله عليه وسلم .

فقالوا كذاب وشاعر ومجنون وكاهن،

أنه افترى القرآن ...مريدين بذلك إحزانه



فقال عز وجل :

(لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ

وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ...)

[ الحجر:88]




وقال تعالى :



(وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ

وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ )

[ النحل:127]


وقال :

(وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ )

[ النمل : 70]



وقال عز وجل :

(قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ...)

[ الأنعام :33]



وقال تعالى :

(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ )

[ الحجر: 97]




ويقولون عنك ايتها السلفية:

وهابية جامية ، مدخلية مرجئية إرهابية ...



إقرئي ماقاله العلامة السعدي –رحمه الله-

( تيسير الكريم الرحمن ص : ) :

" فإن

مكرهم عائد إليهم ، وأنتي من المتقين المحسنين

. والله مع المتقين المحسنين ،

بعونه ، وتوفيقه ، وتسديده ،

وهم الذين اتقوا الكفر والمعاصي ، وأحسنوا في

عبادة الله ، بأن عبدوا الله ، كأنهم يرونه ،

فإن لم يكونوا يرونه ، فإنه يراهم .

والإحسان إلى الخلق ببذل النفع لهم من كل وجه

. نسأل الله أن يجعلنا من المتقين

المحسنين ."اهـ.

فلا تحزني ...وأبشري .


أيها السلفية إن الفتن كثرت فلا تحزني




عن أنس رضي الله عنه قال:

"إنكم لتعملون أعمالاً، هي أدق في أعينكم من الشعر،

إن كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم

من الموبقات. قال أبو عبد الله: يعني بذلك المهلكات ".

[ البخاري برقم : 6127]



قالها للتابعين

( وهم من خير القرون )


فماذا لو رأى زماننا –رضي الله عنه- ؟



ماذا يقول ؟


نعم الفتن كثرت شبهات وشهوات ،

فلا تحزني فأنتي في اختبار أتصدقين أم تكونين كادبة

تصبرين أم تكفري تثبتين أو تنتكسين .

قال عز وحل :

(أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ، وَلَقَدْ فَتَنَّا

الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)

[ العنكبوت :2-3]


فهذا زمن الفتن ولك البشارة من النبي صلى الله عليه وسلم


فعن أنس –رضي الله عنه- قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(إن من ورائكم أيام الصبر للمتمسك فيهن يومئذ

بما أنتم عليه أجر خمسين منكم .

قالوا يا نبي الله أو منهم قال بل منكم )

[صحيح : الصحيحة برقم :494]

وفي رواية :

(فإن من ورائكم أيام الصبر فيهن مثل القبض على الجمر...)

[ صحيح

الترغيب والترهيب برقم : 3172]


وعن معقل بن يسار –رضي الله عنه- قال :

قال النبي صلى الله عليه وسلم قال:


( العبادة في الهرج، كهجرة إليّ).[ رواه مسلم برقم : 2948]


ولك هذه البشارة العظيمة من النبي صلى الله عليه وسلم تزيل عنك الحزن .

عن أبي عبيدة بن الجراح قال: ' يا رسول الله . أحد خير منا ؟ أسلمنا وجاهدنا معك' .

قال :

( نعم قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني )

[ صححه العلامة الألباني

في المشكاة برقم : 6282]


فلا تحزني ...وأبشري

والله الموفق