تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة "انا العبد"


ابو محمد عبدالدائم الأثري
02-10-2009, 04:00PM
بسم الله الرحمن الرحيم


"قصيدة أنا العبد"
لأبن مالك (600 - 672 هـ،)
هو جمال الدين محمد بن عبدالله بن عبدالله بن مالك.

************************************
أنا العبد الذي كسب الذنوبَ *** وصدته المعاصي أن يتوبَ

أنا العبد الذي أضحى حزيناً *** على زلاته قلقاً كئيبا

أنا العبد الذي سطرت عليه *** صحائف لم يخف فيها الرقيبَ

أنا العبد المسيء عصيت سراً *** فمالي الآن لا أبدي النحيبَ

أنا العبد المفرط ضاع عمري *** فلم أرع الشبيبة والمشيبَ

أنا العبد الغريق بلج بحرٍ *** أصيح لربما ألقى مجيبا

أنا العبد السقيم من الخطايا *** وقد أقبلت ألتمس الطبيبَ

أنا العبد المخلف عن أناسٍ *** حووا من كل معروفٍ نصيبا

أنا العبد الشريد ظلمت نفسي *** وقد وافيت بابكم منيبا

أنا العبد الحقير مددت كفي *** إليكم فادفعوا عني الخطوبَ

أنا الغدار كم عاهدت عهداً *** وكنت على الوفاء به كذوبا

أنا المهجور هل لي من شفيعٍ *** يكلم في الوصال لي الحبيبَ

أنا المضطر أرجو منك عفواً *** ومن يرجو رضاك فلن يخيبَ

أنا المقطوع فارحمني وصلني *** ويسر منك لي فرجاً قريبا

فوا أسفي على عمرٍ تقضى *** ولم أكسب به إلا الذنوبَ

وأحذر أن يعاجلني مماتٌ *** يحير لهول مصرعه اللبيبَ

ويا حزناه من نشري وحشري *** ليومٍ يجعل الولدان شيبا

تفطرت السماء به ومارت *** وأصبحت الجبال به كثيبا

إذا ما قمت حيراناً ظميا *** حسير الطرف عرياناً سليبا

ويا خجلاه من قبح اكتسابي *** إذا ما أبدت الصحف العيوبَ

وذلة موقفٍ لحساب عدلٍ *** أكون به على نفسي حسيبا

ويا حذراه من نار تلظى *** إذا زفرت فأقلعت القلوبَ

تكاد إذا بدت تنشق غيظاً *** على من كان معتدياً مريبا

فيا من مدّ في كسب الخطايا *** خطاه أما بدا لك أن تتوبا

ألا فاقلع وتب واجتهد فإنا *** رأينا كل مجتهدٍ مصيبا

وأقبِل صادقاً في العزم واقصد *** جناباً ناضراً عطراً رحيبا

وكن للصالحين أخاً وخلاً *** وكن في هذه الدنيا غريبا

وكن عن كل فاحشةٍ جباناً *** وكن في الخير مقداماً نجيبا

ولاحظ زينة الدنيا ببغضٍ *** تكن عبداً إلى المولى حبيبا

فمن يخبر زخارفها يجدها *** مخادعةً لطالبها حلوبا

وغض عن المحارم منك طرفاً *** طموحاً يفتن الرجل الأريبَ

فخائنة العيون كأسد غابٍ *** إذا ما أهملت وثبت وثوبا

ومن يغضض فضول الطرف عنها *** يجد في قلبه روحاً وطيبا

ولا تطلق لسانك في كلامٍ *** يجر عليك أحقاداً وحوبا

ولا يبرح لسانك كل وقتٍ ***** بذكر الله ريّاناً رطيبا

وصل إذا الدجى أرخى سدولاً *** ولا تكن للظّلام به هيوبا

تجد أجرأ إذا أدخلت قبراً *** فقدت به المعاشر والنسيبَ

وصم مهما استطعت تجده رياً *** إذا ما قمت ظمآناً سغيبا

وكن متصدقاً سراُ وجهراً *** ولا تبخل وكن سمحاً وهوبا

تجد ما قدمته يداك ظلاً *** عليك إذا اشتكى الناس الكروبَ

وكن حسن الخلائق ذا حياءٍ *** طليق الوجه لا شكساً قطوبا

فيا مولاي جد بالعفو وارحم *** عبيداً لم يزل يشكي الذنوبَ

وسامح هفوتي وأجب دعائي *** فإنك لم تزل أبداً مجيبا

وشفِّع فيّ خير الخلق طراً *** نبياً لم يزل أبداً حبيبا

هو الهادي المشفّع في البرايا *** وكان لهم رحيماً مستجيبا

عليه من المهيمن كل وقتٍ *** صلاة تملأ الأكوان طيبا

******************
وهنا القصيدة صوتية
بصوت القارئ: طه الفهد

http://www.almtoon.com/uploads/taha/anaalabd.mp3

أبو حمزة مأمون
03-10-2009, 11:17PM
جزاك الله خيرا على نقلك

ابو محمد عبدالدائم الأثري
04-10-2009, 12:40AM
وجزاك الله أخي الكريم