المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتاوى أئمة أهل السنة السلفيين في جماعة التبليغ والإخوان المسلمين


أبو أحمد زياد الأردني
28-07-2009, 12:31PM
فتاوى أئمة أهل السنة السلفيين

في

جماعة التبليغ والإخوان المسلمين





إعداد
عبدالعزيز بن ريس الريس
المشرف على موقع الإسلام العتيق

www.islamancient.net (http://www.islamancient.net/)





بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد ،،،

إن لعلمائنا السلفيين كالإمام ابن باز فتاوى في التبليغ والإخوان المسلمين يكفي مريد الحق الإطلاع عليها ليعلم حقيقة حال هاتين الجماعتين بمنظور علمي لا عاطفي وإليك جملة من فتاويهم :
1/ سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم –رحمه الله- : قال عن جماعة التبليغ لما سئل عنهم : وأعرض لسموكم أن هذه جمعية لا خير فيها ،فإنها جمعية بدعة وضلالة . وبقراءة الكتيبات المرفقة بخطابهم وجدناها تشتمل على الضلال والبدعة والدعوة إلى عبادة القبور والشرك الأمر الذي لا يسع السكوت عنه. ولذا فسنقوم إن شاء الله بالرد عليها بما يكشف ضلالها ويدفع باطلها. ونسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته . والسلام عليكم ورحمة الله .ا.هـ ( فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم (1/268 )

2/ سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله- : قال في إجابة سؤال حول جماعة التبليغ: وجماعة التبليغ عندهم جهل وعندهم عدم بصيرة وإلا عندهم تحمس – ثم قال – ما عندهم بصيرة في العقيدة ولا ينبغي الانضمام إليهم إلا إنسان عنده علم ينضم إليهم ليوجههم وليكون معهم في إيضاح الحق أما عامة الناس لا.
-ثم قال – وإلا عندهم حماس وصبر ونفع الله بهم في أشياء وأسلم على أيديهم أناس وإلا ما عندهم بصيرة في العقيدة . ثم أمر بتعلم العلم للموثوقين كابن كثير وابن تيمية وابن القيم وابن رجب وأئمة الدعوة والدرر السنية وفتح المجيد، ثم نهى عن الانضمام لجماعة التبليغ والإخوان المسلمين، ثم ذكر أنه ليس عند جماعة التبليغ دعوة للعقيدة لذا كثر أتباعهم (كانت الإجابة بتاريخ 27/3/1413هـ راجع شريط بعنوان فتوى حول جماعة التبليغ والإخوان المسلمين ، وراجع كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ عبد العزيز ابن باز –رحمه الله - (8/ 331 ) )
وقال في إجابة سؤال آخر : لا يصح التعصب والتحزب لجماعة التبليغ ولا الإخوان المسلمين .وقال :أما الانتساب إليهم. لا. ولكن زيارتهم للصلح بينهم والدعوة إلى الخير وتوجيههم للخير ونصيحتهم لا بأس. (كانت هذه الإجابة بتاريخ 6/12/1416هـ راجع شريط القول البليغ في ذم جماعة التبليغ )
وسئل – رحمه الله -: أحسن الله إليك، حديث النبي صلى الله عليه وسلم في افتراق الأمم: قوله:" ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة" . فهل جماعة التبليغ على ما عندهم من شركيات وبدع، وجماعة الإخوان المسلمين على ما عندهم من تحزب وشق العصا على ولاة الأمور وعدم السمع والطاعة. هل هاتين الفرقتين تدخل في الفرق الهالكة؟
فأجاب – غفر الله له-: تدخل في الثنتين والسبعين، من خالف عقيدة أهل السنة دخل في الثنتين والسبعين، المراد بقوله ( أمتي ) أي: أمة الإجابة، أي: استجابوا له وأظهروا اتباعهم له، ثلاث وسبعين فرقة: الناجية السليمة التي اتبعته واستقامت على دينه، واثنتان وسبعون فرقة: فيهم الكافر، وفيهم العاصي، وفيهم المبتدع أقسام . فقال السائل: يعني: هاتين الفرقتين من ضمن الثنتين والسبعين؟ فأجاب: نعم، من ضمن الثنتين والسبعين والمرجئة وغيرهم، المرجئة والخوارج بعض أهل العلم يرى الخوارج من الكفار خارجين، لكن داخلين في عموم الثنتين والسبعين. ا.هـ (ضمن دروسه في شرح المنتقى في الطائف ، وهي في شريط مسجل، وهي قبل وفاته – رحمه الله – بسنتين أو أقل . وراجع شريط القول البليغ في ذم جماعة التبليغ ، ومطوية "أقوال علماء السنة في جماعة التبليغ ")

وسئل/ حركة (الإخوان المسلمون) دخلت المملكةمنذ فترة وأصبح لها نشاط واضح بين طلبة العلم ، ما رأيكم في هذه الحركة؟ وما مدى توافقها مع منهج أهل السنة والجماعة ؟
الجواب: حركة الإخوان المسلمين ينتقدها خواص أهل العلم ،لأنه ليس عندهم نشاط في الدعوة إلىالتوحيد وإنكار الشرك وإنكار البدع – لهم أساليب خاصة ينقصها : عدم النشاط في الدعوة إلى الله وعدم التوجيه إلى العقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنة والجماعة .
فينبغي للإخوان المسلمين أن تكون عندهم عناية بالدعوة السلفية الدعوة إلى توحيدالله وإنكار عبادة القبور والتعلق بالأموات والاستغاثة بأهل القبور كالحسن أو الحسين أو البدوي أوما أشبه ذلك ، يجب أن تكون عندهم عناية بهذا الأصل الأصيل،بمعنى لاإله إلا الله التي هي أصل الدين وأول ما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلمفي مكة دعا إلى توحيد الله ، إلى معنى لاإله إلا الله .
فكثير من أهل العلم ينتقدون علىالإخوان المسلمين هذا الأمر أي عدم النشاط في الدعوة إلى توحيد الله والإخلاص له،وإنكار ما أحدث الجهال من التعلق بالأموات والاستغاثة بهم والنذر لهم والذبح لهم الذي هو الشرك الأكبر ، كذلكينتقدون عليهم عدم العناية بالسنة تتبع السنة والعناية بالحديث الشريف وما كان عليهسلف الأمة في أحكامهم الشرعية ،وهناك أشياء كثيرة أسمع الكثير من الإخوان ينتقدونهم فيهاونسأل الله أن يوفقهم – ا.هـ مجلة "المجلة" عدد (806)

3/ الشيخ العلامة المحدث الفهامة: محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله- قال : الذي اعتقده أن دعوة التبليغ هي صوفية عصرية لا تقوم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلَّم – ثم قال – إن من عجبي أنهم يخرجون للتبليغ وهم يعترفون أنهم ليسوا أهلاً للتبليغ ، والتبليغ إنما يقوم به أهل العلم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يفعل حينما كان يرسل الرسل من أصحابه من أفاضل أصحابه من علمائهم وفقهائهم ليعلموا الناس الدين والإسلام…ا.هـ (شريط القول البليغ في ذم جماعة التبليغ )
و قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - : ليس صواباً أن يقال إن الإخوان المسلمين هم من أهل السنة ؛ لأنهم يحاربونالسنة ا.هـ ( شريط " فتوى حول جماعة التبليغ والإخوان " الوجه الثاني )
وقال في قاعدتهم : ( نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ) : الإخوان المسلمون ينطلقون من هذه القاعدة التي وضعها لهم رئيسهم الأول، وعلى إطلاقها، ولذلك لاتجد فيهم التناصح المستقى من نصوص كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ….هذه العبارة هي سبب بقاء الإخوان المسلمين نحو سبعين سنةعملياً ،بعيدين فكرياً عن فهم الإسلام فهماً صحيحاً، وبالتالي بعيدين عن تطبيقالإسلام عملياً ؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه .

وقال رحمه الله ( في الشريط السابق ): - " العبده صاحب مجلة )البيان ) فهما (العبده ومحمد سرور بن نايف زين العابدين) كاناشريكين في إصدار هذه المجلة (البيان) ، ثم لا أدري ما هي أسباب الانفصال بينهما ،حيث استقل العبده بمجلة (البيان)وتفرد سرور بمجلة (السنة)،وأنا اعتقد أن تسمية هذهالمجلة بـ(السنة)هو من باب : يسمونها بغير اسمها .

4/ الشيخ الفقيه الأصولي عبد الرزاق عفيفي –رحمه الله-/ سئل عن خروج جماعة التبليغ لتذكير الناس بعظمة الله ؟ فقال الشيخ –رحمه الله -: الواقع أنهم مبتدعة ومُحَرِّفون وأصحاب طرق قادرية وغيرهم ، وخروجهم ليس في سبيل الله ، لكنه في سبيل إلياس ،هم لا يدعون إلى الكتاب والسنة ولكن يدعون إلى إلياس شيخهم في بنجلاديش، أما الخروج بقصد الدعوة إلى الإسلام فهو جهاد في سبيل الله، وليس هذا هو خروج جماعة التبليغ ، وأنا أعرف التبليغ من زمان قديم ، وهم المبتدعة في أي مكان كانوا هم في مصر وإسرائيل ، وأمريكا، والسعودية . وكلهم مرتبطون بشيخهم إلياس .ا.هـ ( فتاوى ورسائل سماحة الشيخ عبد الرزاق عفيفي (1/174))

5/ الشيخ العلامة حمود بن عبد الله التويجري –رحمه الله- :قد ألف –رحمه الله- كتاباً خاصاً فيهم، وله فيهم فتوى عظيمة طبعت مع أول كتابه القول البليغ فلتراجع ،وقد صدّر هذه الفتوى بقوله ص7 ،30 :
أما جماعة التبليغ ، فإنهم جماعة بدعة وضلالة وليسوا على الأمر الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلَّم وأصحابه والتابعون لهم بإحسان ، وإنما هم على بعض طرق الصوفية ومناهجهم المبتدعة – ثم قال – في الإجابة عن قول السائل: هل أنصحه بالخروج مع التبليغيين في داخل البلاد (أي البلاد السعودية ) أو في خارجها أم لا؟ فجوابه أن أقول: وأنصح غيره من الذين يحرصون على سلامة دينهم من أدناس الشرك والغلو والبدع والخرافات أن لا ينظموا إلى التبليغيين، ولا يخرجوا معهم أبداً سواء كان ذلك في البلاد السعودية أو في خارجها …- وقد تقدم نقلها- ا.هـ

6/ الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء – حفظه الله - : قد قدم لكتاب جماعة التبليغ في شبه القارة الهندية عقائدها –تعريفها . وقدم لكتاب حقيقة الدعوة إلى الله تعالى وما اختصت به جزيرة العرب للشيخ سعد الحصين ، ثم قال في مقدمة الكتاب: فقد حاول أعداء هذه الدعوة (أي دعوة التوحيد) أن يقضوا عليها بالقوة فلم ينجحوا ، وحاولوا أن يقاوموها بالتشكيك والتضليل والشبهات ووصفها بالأوصاف المنفرة ،فما زادها إلا تألقاً، ووضوحاً، وقبولاً ، وإقبالاً. ومن آخر ذلك ما نعايشه الآن من وفود أفكار غريبة مشبوهة إلى بلادنا باسم الدعوة ، على أيدي جماعات تتسمى بأسماء مختلفة مثل: جماعة الإخوان المسلمين ، وجماعة التبليغ وجماعة كذا وكذا، وهدفها واحد ، وهو أن تزيح دعوة التوحيد وتحل محلها ، وفي الواقع أن مقصود هذه الجماعات لا يختلف عن مقصود من سبقهم من أعداء هذه الدعوة المباركة ،كلهم يريدون القضاء عليها – لكن الاختلاف اختلاف خطط فقط - ، وإلا لو كانت هذه الجماعات حقاً تريد الدعوة إلى الله فلماذا تتعدى بلادها التي وفدت إلينا منها، وهي أحوج ما تكون إلى الدعوة والإصلاح ؟ تتعداها وتغزو بلاد التوحيد تريد تغيير مسارها الإصلاحي الصحيح إلى مسار معوج ، وتريد التغرير بشبابها ،وإيقاع الفتنة والعداوة بينهم .
- ثم قال – وإذا كانت هذه الجماعات قد غررت ببعض شبابنا ،فتأثروا بأفكارها ، وتنكروا لمجتمعهم، وتشككوا في قاداتهم وعلمائهم، وانطفأت الغيرة على العقيدة فيهم، فتركوا الاهتمام بها وصاروا يهرفون بما لا يعرفون، وينعقون بما يسمعون .
فإن في هذه البلاد – ولله الحمد – رجالاً يغارون لدينهم ويدافعون عن عقيدتهم، ويردون كيد الأعداء في نحورهم، ولا ينخدعون بالأسماء البراقة، ولا يتأثرون بالحماس الكاذب .ا.هـ (حقيقة الدعوة إلى الله ص3-4 )
سُئل-حفظه الله-:هل هذه الجماعات تدخل في الاثنتين وسبعين فرقة الهالكة؟
فقال: ((نعم, كل من خالف أهل السنة و الجماعة ممن ينتسب إلى الإسلام في الدعوة أو في العقيدة أو في شيء من أصول الإيمان، فإنه يدخل في الاثنتين والسبعين فرقة، ويشمله الوعيد، ويكون له من الذم والعقوبة بقدر مخالفته )).
و سُئل: ما حكم وجود مثل هذه الفرق: التبليغ, والإخوان المسلمين, وحزب التحرير, وغيرها في بلاد المسلمين عامة ؟
فقال: (( هذه الجماعات الوافدة يجب ألا نتقبلها لأنها تريد أن تنحرف بنا وتفرقنا وتجعل هذا تبليغياً وهذا إخوانياً وهذا كذا..., لِمَ هذا التفرق ؟ هذا كفرٌ بنعمة الله سبحانه وتعالى، ونحن على جماعةٍ واحدة وعلى بينةٍ من أمرنا، لماذا نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟ لماذا نتنازل عما أكرمنا الله سبحانه وتعالى به من الاجتماع والألفة والطريق الصحيح، وننتمي إلى جماعات تفرقنا وتشتت شملنا، وتزرع العداوة بيننا ؟ هذا لا يجوز أبداً )). من كتاب الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة, من إجابات الشيخ صالح الفوزان.




جملة من المآخذ على التبليغيين باختصار :
1/ هذه الجماعة لا تهتم بالدعوة إلى توحيد الإلهية (العبادة ) وهي الدعوة التي من أجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب وخلق الثقلان ،قال تعالى ) وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوت( وقال ) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ( وهي وإن ذكرت من أصولها الكلمة الطيبة (لا إله إلا الله ومحمد رسول الله ) إلا أنها من أبعد الناس عنها وذلك أن التوحيد الذي يعتنون به هو توحيد الربوبية الذي أقر به كفار قريش ولم يدخلهم في الإسلام دون توحيد الألوهية الذي من أجله أرسلت الرسل.

2) أن هذه الجماعة قد انغمست في البدع المختلفة فهم يبايعون العجم ومن يثقون به من العرب على الطرق الصوفية المبتدعة الأربعة الجشتية والنقشبندية والقادرية والسهروردية (ذكر هذا الشيخ سعد الحصين في رسالته المتضمنة نصيحة لرئيس جماعة التبليغ حالياً انظرها مذيلة في آخر الكتاب ، وانظر القول البديع ص7-9 ،137،209 ) .
وكذلك كتابهم المعد لأتباعهم من العجم "تبليغي نصاب " فيه من البدع الكثيرة المهلكة .
3) لا يهتم التبليغيون بالعلم وليس عندهم في مناهجهم العلم بمعناه الحق- معرفة أحكام الشرع بأدلته- والدراسة على العلماء فهم مفرطون في شرط العبادة الثاني، وهو المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلَّم (انظر كتاب جماعة التبليغ ص48 ،وقفات مع جماعة التبليغ ص22، 29 ،199 ) .
فيا سبحان الله إذا لم يكن عندهم علم فإلى أي شيء يدعون ؟وهل فاقد الشيء يعطيه ؟ودعوة الأنبياء دعوة على علم ،قال تعالى) قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي(
فلأجل عدم اهتمامهم بالعلم وقعوا في بدع كثيرة في باب العبادات –زيادة على ما سبق ذكره من البدع – (كتاب الصفات الستة ص(31-35 ،60-63)).
4) من أصول هذه الجماعة الخروج: وهو السفر للدعوة إلى الله، وهذا الأصل محمود مطلوب موجود عند رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، إذ أرسل جماعات من الصحابة للدعوة إلى الله، فأرسل أبا موسى وعلياً ومعاذاً وأبا هريرة وغيرهم –رضي الله عنهم أجمعين – لكن على غير طريقة التبليغيين، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم لم يكن يرسل إلا العلماء فلم يرسل غيرهم للدعوة إلى الله مع وجود المقتضي والحاجة في زمانه وانتفاء المانع ،وما كانت هذه صورته فحكمه بدعة في الشريعة .
فنخلص من هذا أن إرسال الجهال للدعوة إلى الله من جملة البدع ولا يصح لأحد أن يستدل بما رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قال :"بلغوا عني ولو آية "
فيقول :هذا يشمل كل من عرف ولو آية واحدة في حالة سفر أو حضر إذ يقال: خير من فهم هذا الكلام وعمل به من تلفظ به صلى الله عليه وسلم ، ومع ذلك لم يفهم أنه شامل لما ذكرت إذ لو كان فاهماً ما ذكرت لأرسل حتى غير العلماء من الصحابة للدعوة ،فلما لم يفعل مع وجود الحاجة وانتفاء المانع دل على أنه غير داخل في مطلق الحديث (أفاده الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في بعض مسجلاته الصوتية عن هذه الجماعة كشريط القول البليغ في ذم جماعة التبليغ )
ثم إن الجهال من التبليغيين وغيرهم إذا ذهبوا للدعوة لا يقتصرون على تلاوة آية أو ذكر حديث.




التبليغيون في جزيرة العرب:
كثيراً ما يردد بعضهم: إن هذا في حق التبليغيين الهنود والباكستانيين ، أما التبليغيون السعوديون فلا ينطبق عليهم حكم التحريم .
والجواب من أوجه:
1– أن هؤلاء التبليغيين الهنود ونحوهم مبتدعة – على أقل الأحوال - فالواجب البراءة منهم ، والتحذير من سلوك طريقهم لا الانتساب إليهم والدفاع عنهم، كما هو حال التبليغيين الموجودبن في جزيرة العرب.
قال الشيخ حمود التويجري: وأما قول السائل :هل أنصحه بالخروج مع التبليغيين في داخل البلاد - أي البلاد السعودية – أوفي خارجها أم لا ؟ فجوابه أن أقول "إني أنصح السائل وأنصح غيره من الذين يحرصون على سلامة دينهم من أدناس الشرك والغلو والبدع والخرافات أن لا ينضموا إلى التبليغيين ،ولا يخرجوا معهم أبداً، وسواء كان ذلك في البلاد السعودية أو في خارجها؛ لأن أهون ما يقال في التبليغيين أنهم أهل بدعة وضلالة وجهالة في عقائدهم وفي سلوكهم ،ومن كانوا بهذه الصفة الذميمة ؛فلا شك أن السلامة في مجانبتهم والبعد عنهم .
-ثم قال – وقد كان السلف الصالح يحذرون من أهل البدع، ويبالغون في التحذير منهم، وينهون عن مجالستهم ومصاحبتهم وسماع كلامهم ،ويأمرون بمجانبتهم ومعاداتهم وبغضهم وهجرهم ا.هـ ( القول البليغ 30 – 31)
قال الشيخ إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني في "عقيدة أهل السنة والجماعة ": ويجانبون أهل البدع والضلالات ، ويعادون أصحاب الأهواء والجهالات، ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم ولا يصحبونهم ولا يسمعون كلامهم ولا يجالسونهم ولا يجادلونهم في الدين ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان ووقرت في القلوب؛ ضرت وجرت إليها الوساوس والخطرات الفاسدة ا.هـ
وقال ""واتفقوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم وإخزائهم وإبعادهم وإقصائهم ،والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم ،والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم ومهاجرتهم "انتهى .ا.هـ
2- أن هؤلاء التبليغيين المنتسبين للعقيدة السلفية متشبهون بأولئك المبتدعة في الدعوة إلى الله وقد ثبت عند الإمام أحمد وأبي داود عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قال :"من تشبه بقوم فهو منهم " وهذا نص عام يشمل حتى المبتدعة وقد عممه طائفة من أهل العلم حتى على الفساق فكيف بمن هم أشدّ وأضلّ ؟ المبتدعة .
ومن أولئك العلماء القرطبي والصنعاني والنووي إذ حرم الضرب بالصفاقتين ؛ لأنه تشبه بالمخنثين .راجع روضة الطالبين (8/206) وسبل السلام (4/238) وكتاب التشبه المنهي عنه ص69
3- أنهم وإن سلموا مما عندهم من الشركيات إلا أنهم لم يسلموا من الأمور الأخرى البدعية والدعوة بجهل، ومن المشاهد لكل ذي بصيرة أن كثيراً منهم جهال ليس لهم عناية بعلم بل شأنهم في المجالس حكاية القصص –التي الله أعلم بصحتها – والأمثال وهذا من المشهور المعروف عنهم فهو غني عن البرهان والتدليل، وجهلهم هذا بالشرع سبّب لهم أموراً مذمومة من الوقوع في البدع ، وتناقل الأحاديث الضعيفة بل ونسبة بعض الأقوال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ظناً منهم أنها من كلامه صلى الله عليه وسلَّم ، ومجالسة أصحاب المنكرات حال تلبسهم بالمنكر وعدم الإنكار عليهم . (القول البليغ (13-15، 275))
4- أنهم وقعوا فيما وقع فيه تبليغو الهند وباكستان من الخروج بالجهال للدعوة إلى الله، وقد سبق أن هذا من البدع ، وأن فاقد الشيء لا يعطيه .
5- أنهم سائرون على طريقة تؤدي إلى تقسيم المسلمين وجعلهم أحزاباً وشيعاً ، وذلك أنهم تسموا باسم جديد محدث جعلهم متمزين به عن باقي المسلمين السائرين على طريقة السلف الماضين ومعلوم كم لهذا من الأثر في تفريق المسلمين وإشعال الخصومة بينهم فصاروا يسمون أصحابهم أحباباً ودروسهم بياناً ومن المتقرر في الشرع أن ما أدى إلى تفريق المسلمين وجعلهم أحزاباً محرم قال تعالى : ( وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ .مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) وقال تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا )
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين : ليس في الكتاب ولا السنة ما يبيح تعدد الجماعات والأحزاب بل في الكتاب والسنة ما يذم ذلك ا.هـ ثم بين خطأ قول القائل : لا يمكن للدعوة أن تقوى وتنتشر إلا إذا كانت تحت حزب. (كتاب الصحوة الإسلامية ضوابط وتوجيهات ص 154 ، 155 )

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عبدالعزيز بن ريس الريس