المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حزب التحرير


ماهر بن ظافر القحطاني
17-09-2004, 12:02AM
حزب التحرير
مما شذ به حزبُ التحرير عنِ الأمةِ قولهُم بأنَّ من يموتُ دون أن يبايعَ الخليفة فمِيتَتُهُ مِيتةُ الجاهلية أي عُبَّادِ الأوثانِ، فعلى قولهِم كلُّ مسلمٍ يموتُ منذ أكثرَ من مائةِ سنةٍ مِيتتُهُ مِيتةٌ جاهليةٌ لأنهُ لا يوجدُ خليفةٌ منذُ ذلك الزمن، أما الخلافة العامة التي تدير شؤون المسلمين كلهم فقد انقطعت منذ زمان طويل. فالمسلمونَ في تركِ نصبِ الخليفةِ اليومَ لهم عذرٌ، أعني الرعايا، الرعايا لا يستطيعونَ اليومَ نَصبَ خليفةٍ فما ذنبُهم، وقد قالَ اللهُ تعالى: ]لا يُكلفُ اللهُ نفسًا إلا وُسعها[ سورة البقرة/286 .

وأعظمُ من هذا ضلالاً قولهُم العبدُ يخلُقُ أفعالَهُ الاختياريةَ ليسَ الاضطرارية خالفوا قولَ اللهِ تعالى: ]اللهُ خالِقُ كلِّ شئ[ سورة الزمر/62. لأن الشئَ يَشملُ الجسمَ وعملَ الجسم، وقولَه: ]هل من خالقٍ غيرُ اللهِ[ سورة فاطر/3، وقولَه: ]قل إنَّ صلاتي ونُسُكي ومحيايَ ومماتِي للهِ ربِّ العالمينَ لا شريكَ له[ سورة الأنعام/162. اللهُ جعلَ الصلاةَ والنُّسُكَ وهما من أفعالِ العبدِ الاختياريةِ والمَحيا والمماتَ وهما ليسا من أفعالِ العبدِ الاختياريةِ كلاَّ خلقاً لهُ، لا يُشارِكُه أحدٌ في ذلكَ أي هو أبرزَ ذلك من العدمِ إلى الوجودِ. فدلت هذه الآيات على أن كلَّ ما يدخُلُ في الوجودِ من جسمٍ وحركةٍ وسكونٍ ولونٍ وتفكيرٍ وألمٍ ولَذةٍ وفهمٍ وعجزٍ وضعفٍ كل ذلك بإيجادِ اللهِ تعالى لا غير وإنما العبادُ يَفْعلونَ ولا يخلُقون. وهذا إجماعُ المسلمينَ الذي كانَ عليهِ الصدرُ الأولُ والجمهورُ إلى يومِنا هذا على ذلك.

ومنَ الآياتِ الدالَّةِ على أنَّ العبدَ لا يخلُقُ أفعالَه مُطلقاً الاختياريةَ وغيرَها قولُ اللهِ تعالى: ]فلم تقتُلوهم ولكنَّ اللهَ قتلَهم[ سورة الأنفال/17.مع أنَّ المسلمينَ قاتلوا فقَتَلوا، نفى اللهُ عنهم أنهم قتَلوا من حيثُ الحقيقةُ لأنَّ هذا القتلَ الذي قتلَه الصحابةُ حصلَ لكنَّ قتلَهم هذا ليسَ هم خلقوهُ بلِ اللهُ خلقَه هم فعلوا من حيثُ الكسبُ والظاهرُ واللهُ خلقَهُ أي أوجدَه من العدمِ إلى الوجودِ ثم قالَ اللهُ تعالى على إِثرِ هذه الجُملة: ]وما رَمَيْتَ إذ رَمَيْتَ ولكنَّ اللهَ رمى[، سورة الأنفال/17. نفى الرَّميَ عن رسولِ اللهِ من حيثُ الحقيقةُ والإيجادُ وهو الإبرازُ من العدمِ إلى الوجودِ أي ما خلقتَ أنت ذلك الرَّميَ الذي حصلَ منك بلِ اللهُ خلقَه أي هو أوجدَ ذلك الرَّميَ الذي حصلَ منك أي اللهُ تعالى نفى الرَّميَ من وجهٍ وأثبتَهُ من وجهٍ نفى أن يكونَ ذلك الرميُ مخلوقاً للرسولِ وأثبتَهُ من حيثُ إنهُ كسبَهُ أي هو فعلَهُ من غيرِ أن يكونَ خلقه.

فمخالفةُ التحريريةِ لهاتينِ الآيتَينِ صريحةٌ وللآيةِ الأخرى أشدُّ تصريحاً قالَ الإمامُ أبو حنيفةَ: "أعمالُ العبادِ فعلٌ منهم وخلقٌ للهِ" وعلى هذا سلفُ الأمةِ وخلفُهم وما خالفَ هذا فهو خلافُ كتابِ اللهِ وخلافُ حديثِ رسولِ الله، فقد روى البخاريُّ وغيرُه أن الرسولَ عليه السلام كان يقولُ إذا قَفَلَ من حجٍّ أو عمرةٍ أو غزوٍ "لا إله إلا الله وحده لا شريك له نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده"، جعلَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم هزْمَ الأحزابِ خلقاً للهِ تعالى وحدَه لم يشارِكْه فيهِ غيرُه مع أنَّهم في الظاهرِ حصلَ منهم هزمُ العدوِّ وهذا أبينُ البَيانِ. وهناك ءاياتٌ أخرى تدُلُّ على أن العبادَ لا يخلُقونَ أعمالَهم مُطلقا كقولِه: ]واصبِرْ وما صبرُك إلا بالله[ سورة النحل/ 127. وقولِه: ]وما توفيقِي إلا بالله[. هذا إذا كانَ الخلقُ بمعنى الإبرازِ من العدمِ إلى الوجودِ أما الخلق إذا أريدَ به تصويرُ صورةٍ أو افتراءُ الكذبِ أو التقديرُ فيصحُّ أن يُضافَ إلى العبادِ وقد قالَ اللهُ تعالى في حقِّ عيسى: ]وإذ تخلُقُ من الطينِ كهَيْئَةِ الطير[ سورة المائدة/ 110.فإنَّ معنى تخلُقُ هنا تعملُ صورةً ليس معناهُ تُبرِزُ الطيرَ من العدمِ إلى الوجودِ. وكذلك قولُهُ تعالى: ]فتباركَ اللهُ أحسنُ الخالِقين[ سورة المؤمنون/ 14. معنى الخلقِ في هذه الآيةِ التقديرُ ليسَ الخلق بمعنى الإبرازِ من العدمِ إلى الوجودِ إنما معنى الآيةِ اللهُ أحسنُ المُقدِّرين وقالَ تعالى: ]وتخلقون إفكا[ سورة العنكبوت/18. نَسبَ إلى المشركينَ خلْقَ الإِفكِ أي افتراءَهُ ليس معناهُ أنهم يخلُقونَ الإِفكَ بمعنى الإِبرازِ من العدمِ إلى الوجودِ. ووُرُودِ الخلقِ بِمَعنى التقديرِ معروفٌ عند العربِ القدماءِ قالَ بعضُ الشعراء:

ولأنت تفرِي ما خلقتَ وبعضُ القومِ يخلُقُ ثم لا يفري

أي يقولُ الشاعرُ لممدوحِه أنتَ تُقدِّرُ ثم تُنفِّذُ وبعضٌ غيرك يقدِّرُ ثم لا يُنفِّذ.

فمِنْ بابِ إنكارِ المنكرِ الذي فرضَهُ اللهُ على المسلمينَ يجبُ الإنكارُ على هؤلاءِ وتحذيرُ الناسِ منهم ومن كلِّ فرقةٍ خالفَتْ ما درَجَ عليه المسلمونَ من أيامِ الصحابةِ إلى هذا العصرِ وهم جمهورُ الأمة، وهؤلاء الشاذونَ شراذمُ قليلةٌ باعتبارِ كثرةِ أهلِ السنة، وقد أوصى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِلُزومِ الجماعةِ وقد صحَّ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنهُ قالَ: "عليكم بالجماعةِ وإياكم والفُرقة فإنَّ الشيطانَ مع الواحِدِ وهو منَ الاثنينِ أبعدُ، فمن أرادَ بُحْبوحَةَ الجنةِ فليَلْزَمِ الجماعةَ". رواهُ الترمذيٌُّ في جامِعِهِ وقالَ حديثٌ حسنٌ صحيحٌ وابن حبان وابن ماجة وغيرهم.


نصيحتُنا لهؤلاءِ أن يتعلَّموا علمَ الدينِ من أَفواهِ أهلِ السنةِ ليس من مؤلفاتِ تقيِّ الدينِ النبهاني بل أن يقرؤوا على أهلِ العلمِ كتبَ العلماءِ المعتبرةَ ككتابِ البخاريِّ المُسمَّى "خلقُ أفعالِ العبادِ" وكتابِ أبي جعفر الطحاوي المسمَّى بالعقيدة الطحاوية وكتابِ "تفسير الأسماءِ والصفاتِ" للإمامِ أبى منصور عبدِ القاهرِ بنِ طاهر البغداديِّ. فإن تخلَّيْتم عن عقائدِكم وأخذتُم بهذهِ العقائدِ اهْتديتُم وإلى اللهِ ترجِعُ الأمورُ وإليهِ المئالُ والنُّشور.



سجل الزوار
مرحبا بك أيها الزائر الكريم ، سوف أكون سعيدا لو قمت بكتابة تعليق بسيط بقدر ما أسعدتني زيارتك حقا..

تصفح السجل | أضف تعليقك

شذوذهم في العقيدة
رأيهم في أن العقائد لا تؤخذ من خبر الآحاد : جاء في كتاب " الدوسية " المتبناة من الحزب - ومعنى المتبناة ؛ انه يجب إلتزامها والتقيد بها ونشر أحكامها والتحدث بها – [ص 58] : ( ان العقائد لا تؤخذ إلا من يقين ، وانه يحرم أخذ العقيدة بناء على الدليل الظني . . . قال شخص آخر ان حزب التحرير حزب كافر لانه يقول ان العقائد لا تؤخذ إلا عن يقين وبناء على الدليل القطعي . . . كذلك العقيدة لا يوجد أحد من العلماء – لا من المتقدمين ولا من المتأخرين – يقول بان العقيدة تؤخذ من الدليل الظني ، بل جميع العلماء يقولون بأنه لا بد من دليل قطعي . . . ان مسألة كون العقائد لا تؤخذ إلا عن يقين بديهية عند العلماء ) .
وجاء في [ص 3] : ( وما كان دليله ظنياً يحرم على المسلم اعتقاده ) .

وجاء في [ص 4] : ( وخبر الواحد ظني ) .

وجاء في [ص 6] : ( فالحكم الشرعي في العقائد ، انه يحرم ان يكون دليلها ظنياً ، وكل مسلم يبني عقيدته على دليل ظني يكون قد ارتكب حراماً ، وكان آثماً عند الله ) .

وجاء في [ص 6] ايضاً : ( غير انه يجب ان يعلم ان الحرام هو الاعتقاد وليس مجرد التصديق ، فالتصديق لا شيء فيه وهو مباح ولكن الجزم هو الحرام . . . فعن أبي هريرة قال ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ [ إذا فرغ احدكم من التشهد الأخير فليتعوذ من اربع ، من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا وفتنة الممات ومن شر فتنة المسيح الدجال ] ، وعن عائشة رضي الله عنها ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة " اللهم اني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال . . . فهذان الحديثان خبرا آحاد وفيهما طلب فعل أي طلب القيام بهذا الدعاء بعد الفراغ من التشهد فيندب الدعاء ، وما جاء فيهما يجوز تصديقه ولكن الذي يحرم هو الجزم به ) انتهى الكلام .

الرد عليهم :

1- أما ان العقائد لا تؤخذ من أحاديث الآحاد فهذه قضية اشتد حولها النزاع ، قالوا : ( ان العقائد لا أحد من العلماء لا المتقدمين ولا المتأخرين يقول بان العقائد يجوز ان تؤخذ من الدليل الظني ) ، وهذا يعني انه لم يقل أحد ان خبر الآحاد حجة في العقائد ، وهذا يدل على جهل فاضح وعلى قلة اطلاع .

يقول ابن تيمية [في الفتاوي 13/351-352] : ( ولهذا كان جمهور أهل العلم من جميع الطوائف ، على ان خبر الواحد غذا نقلته الأمة بالقبول ، تصديقاً له ، أو عملاً به ، انه يوجد العلم ، وهذا الذي ذكره المصنفون في أصول الفقه من اصحاب أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد ، إلا فرقة قليلة من المتأخرين ، اتبعوا في ذلك طائفة من أهل الكلام انكروا ذلك ، ولكن كثيراً من اهل الكلام ، أو اكثرهم يوافقون الفقهاء واهل الحديث والسلف على ذلك ، وهوقول اكثر الاشعرية ، كابي إسحاق وابن فورك ، واما ابن الباقلاني فهو الذي انكر ذلك واتبعه مثل ابي المعالي " الجويني " وابي حامد " الغزالي " وابن عقيل " الحنبلي " وابن الجوزي " الحنبلي " وابن الخطيب والآمدي ونحو هؤلاء .

والأول هو الذي ذكره ابو الطيب وابو اسحاق وامثاله من ائمة الشافعية ، وهو الذي ذكره القاضي عبد الوهاب وامثاله من المالكية ، وهو الذي ذكره ابو يعلى وابو الخطاب وابن الزاغوني ةامثالهم من الحنبلية وهو الذي ذكره شمس الدين السرخسي وامثاله من الحنفية .

وإذا كان الاجماع على تصديق الخبر موجباً للقطع به ، فالاعتبار في ذلك باجماع اهل العلم بالحديث ، كما ان الاعتبار في الاجماع في الاحكام باجماع اهل العلم بالأمر والنهي والاباحة ) .

وقد أورد الشافعي نيفاً وثلاثين دليلاً على حجية خبر الواحد ، يقول الشافعي : ( اجتمع المسلمون قديماً وحديثاً على تثبيت خبر الآحاد والانتهاء إليه ) [17] .

واورد الألباني عشرين وجهاً كلها توجب الأخذ بخبر الآحاد في العقائد ، ونقل عن ابن منداد والكرابيسي وابن حزم وابي يعلى الحنبلي ويُنقل عن ابي غسحاق الشيرازي قوله في " التبصرة وشرح اللمعة " : ( وخبر الواحد غذا تلقته الأمة بالقبول يوجب العلم والعمل ، سواء عمل به الكل أو البعض ) [18] .

ويمكن الرجوع في هذه القضية إلى عدة مصادر [19] .

2- ان التفريق بين التصديق والجزم لم يقل به العلماء في مجال العقائد ، بل اوردوا جميعاً في تعريف الإيمان : " هو تصديق القلب " ، والتصديق باية مسألة إعتقادية هو جزم بوجودها .

3- ان قولهم بعد حديثي " عذاب القبر وفتنة المسيح الدجال " بجواز تصديقه ، يعني انه يجوز تكذيبه - أخذا بمفهوم المخالفة الذي اجمع الأصوليون انه حجة في كلام الناس ، بخلاف حجيته في النصوص فلم يقل به الحنفية ، وقال به الشافعية والمالكية والحنبلية –

وهذا يعني انه يجوز تكذيب عذاب القبر وخروج المسيح الدجال ، لكن يحرم على الشاب الذي يدخل حزب التحرير – لأن الدوسية متبناة عندهم – ان يعتقد بعذاب القبر وخروج المسيح الدجال ، ولو اعتقد لكان ىثماً عند الله .

4- وقولهم : يندب الدعاء بالحديث السابق ، يتناقض مع قولهم : يباح تصديقه – يجوز تصديقه - ، فالمباح ما استوى فيه الفعل والترك ولذا فكيف نندب العمل بحديث نرى جواز تكذيبه ؟

وكان الأولى ان يقولوا : يباح الدعاء به ، حتى يتناسق مع اصلهم " يباح تصديقه " ، أو يقولوا : يندب التصديق بخبر الآحاد في العقيدة ، حتى يقولوا بالندب في الدعاء ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فتحريم الاعتقاد به يتناقض مع ندب الدعاء به ، فكيف يندب القيام بعمل يحرم اعتقاده ؟

يقول الشيخ الألباني : ( ان طرد قولهم بهذه العقيدة وتبنيها دائماً تسلتزم تعطيل العمل بحديث الآحاد في الأحكام العملية ايضاً ، وهذا باطل لا يقولون هم ايضاً به ، وما لزم منه الباطل فهو باطل ) .

وضرب لذلك مثلاً نفس الحديث الذي ضرب حزب التحرير العمل به ، والذي ورد في الاستعاذة من عذاب القبر ومن شر فتنة المسيح الدجال .

وقال : ( ومثله أحاديث كثيرة لا مجال لاستقصائها الآن ، فالقائلون بهذا القول ، ان عملوا به هنا – أي قولهم بتعطيل حديث الآحاد في العقيدة – وتركوا العمل بهذا الحديث ، نقضوا أصلاً من أصولهم ، وهو وجوب العمل بحديث الآحاد في الأحكام ولا يمكنهم القول بنقضه ، لأن جل الشريعة قائم على أحاديث الآحاد ، وان عملوا بالحديث طرداً للأصل المذكور فقد نقضوا به ذلك القول ، فان قالوا نعمل بهذا الحديث ولكننا لا نعتقد ما فيه من اثبات عذاب القبر والمسيح الدجال ، قلنا ؛ ان العمل به يستلزم الاعتقاد به وإلا فليس عملاً مشروعاً ولا عبادة ، وبالتالي فلم يعملوا باصلهم المذكور .

وكفى بالقول بطلاناً أنه يلزم منه ابطال ما قامت الأدلة على الصحيحة على ايجابه واتفق المسامون عليه ) اهـ [20] .

5- لا زال حزب التحرير يحرم على اعضائه الاعتقاد بعذاب القبر وظهور المسيح الدجال ، ويعتبر من يعتقد هذا آثماً ، مع ان الأحاديث تواترت فيها .

أ‌- جاء في " نظم المتناثر في الحديث المتواتر " للكتاني ص 146 : ( وفي التوضيح للشوكاني مائة حديث في ظهور المسيح الدجال في الصحاح والمعاجم تتواتر الأحاديث بدونها ) .

ب‌- جاء في عذاب القبر في نفس الكتاب ص 48 : ( وقد روى عذاب القبر اثنان وثلاثون صحابياً ، وقل عياض ؛ تواتر واجمع عليه اهل السنة ، وقال صاحب المصابيح ؛ ان لم يصح عذاب القبر لم يصح شيء من امر الدين ) .



فتاوى شاذى لحزب التحرير
تجويز عضوية غير المسلم في مجلس الشورى ، وعضوية المرأة كذلك .
ومثل : اباحة تقبيل المرأة الاجنبية ومصافحتها ، بينما يقول الإمام ابن تيمية : ( من استحل النظر فقد كفر بالاجماع ) [10].

وكذلك اباحة النظر إلى الصور العارية .

وحكمه في مسالة النشوز والقوامة .

وجواز كون القائد في الدولة المسلمة كافراً .

وسقوط الصلاة عن رجل الفضاء المسلم ، وكذلك سقوط الصلاة والصوم في القطبين ، مع ان الحديث الذي يتكلم عن الدجال – وفيه " يوم بسنة " – فسالوا النبي صلى الله عليه وسلم عن العبادة فيه ، فقال : ( اقدروا له ) [11] .

وكذلك افتاؤهم في كتاب " نداء حار إلى العالم الإسلامي " ، بجواز دفع الجزية من قبل الدولة الإسلامية للدولة الكافرة .

وبأن الممرات المائية – بما فيها قناة السويس – ممرات عامة ، لا يجوز منع أية ناقلة من المرور فيها .

وبان جميع حكام الدول الغسلامية عملاء للاستعمار – عدا حكام تركيا وأفغانستان – بينما حكام تركيا - في الخمسينيات – دمية تحركها امريكا حيث شاءت في محاربة الإسلام والمسلمين .

ونصوا في كتاب " العقوبات " لعبد الرحمن الماليك [ص 205] ، بان من زنا بأحدى محارمه المؤبدة – كالأم والأخت – يسجن عشر سنوات ، بينما الحكم الإسلامي فيمن زنا باجنبية معروف – الرجم للمحصن ، والجلد للعزب – فكيف بالزنا في المحارم ؟



حزب التحرير مرجئه هذا العصر
حزب التحرير ؛ مرجئة العـصر عرف النبهاني " الإيمان " بقوله : ( ومعنى الإيمان هو التصديق الجازم المطابق للواقع عن دليل ) [1] اهـ
وهو تعريف مخالف لما عليه أهل السنة والجماعة ، موافق لتعريف أهل التجهم والإرجاء .

قال الشهرستاني رحمه الله ذاكرا مذهب الاشاعرة : ( قال ‏:‏ الإيمان هو التصديق ) [2] اهـ

وقال ابن حزم رحمه الله : ( الجهمية والأشعرية ، وهما طائفتان لا يعتد بهما . . . يقولون ؛ الإيمان هو التصديق بالقلب فقط ) [3] اهـ

أما تعريف أهل السنة والجماعة للإيمان فهو : " قول باللسان وعمل بالأركان وعقد بالجنان ، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان " [4].

قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله : ( والمشهور بين السلف وأهل الحديث أن الإيمان قول وعمل ونية ، وأن الاعمال كلها داخلة في مسمى الإيمان ، وحكى الشافعي على ذلك إجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم ممن ادركهم ) [5] اهـ

وقال أبو حاتم وأبو زرعة : ( أدركنا العلماء في جميع الامصار – حجازاً وعراقاً وشاماً ويمناً – فكان من مذهبهم ؛ الإيمان قول وعمل ) [6] اهـ

وقال أبو بكر الآجري رحمه الله: ( اعلموا رحمنا الله وإياكم ان الذي عليه علماء المسلمين ؛ أن الإيمان واجب على جميع الخلق ، وهو تصديق بالقلب ، وإقرار باللسان ، وعمل بالجوارح . . . دل على ذلك الكتاب والسنة وقول علماء الأمة ) [7] اهـ

ومن الأدلة على ان العمل داخل في مسمى الإيمان :

1) قوله تعالى : {وما كان الله ليضيع إيمانكم} ، أي ؛ صلاتكم إلى بيت المقدس ، فسمى الصلاة التي هي من الاعمال ايمانا .

2) قوله تعالى : {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة} ، فجعل إقامة الصلاة وايتاء الزكاة - وهما من الاعمال - من الدين ، والدين هو الإيمان ، كما جاء في حديث جبريل المشهور ، بعد ان سأل جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان ، فقال صلى الله عليه وسلم : (( هذا جبريل جاء يعلمكم دينكم )) [8].

3) ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم في حديث وفد عبد قيس: (( آمركم بالإيمان بالله وحده ، اتدرون ما الإيمان بالله وحده ؟ )) ، قالوا : الله ورسوله أعلم ؟ ، قال : (( شهادة ان لا إله إلا الله وان محمداً رسول الله وإقام الصلاة وايتاء الزكاة وان تعطوا من المغنم الخمس )) [9] ، فجعل القول والعمل من الإيمان .

4) وقوله صلى الله عليه وسلم : (( الإيمان بضع ‏وسبعون‏ ‏شعبة ، ‏فأفضلها ‏قول لا إله إلا الله ، وأدناها ‏إماطة ‏الأذى ‏عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان )) [10] .

ولولا خشية الاطالة ، لذكرنا المزيد من الادلة .

وزيادة على مخالفة تعريف الحزب للـ " إيمان " لنصوص الكتاب والسنة ، فانه ايضا واضح البطلان .

إذ يلزم منه ان يكون فرعون مؤمن ، فإنه كان مصدق ، بل موقن بصدق موسى عليه السلام ، قال سبحانه : {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا} .

وعلى تعريفهم يكون اليهود الذين صدقوا واقروا برسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم واستيقنوها ولم يتبعوه مؤمنين كذلك ، قال سبحانه : {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم} .

بل يلزم من تعريفهم للإيمان بالتصديق ، ان ابليس نفسه مؤمن ، فهو مصدق مقر بان الله ربه وخالقه ، قال سبحانه : {يا ابليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي استكبرت أم كنت من العالين * قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين * قال فاخرج منها فانك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين * قال رب انظرني إلى يوم يبعثون * قال فانك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم * قال فبعزتك لاغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين} .

فالحزب اذن ليس من أهل السنة في باب الإيمان ، بل هو على عقيدة المرجئة .

وقد ذم العلماء المرجئة ومذهبهم ايما ذم .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( عظم القول فى ذم الارجاء .

حتى قال إبراهيم النخعى : " لفتنتهم يعنى المرجئة أخوف على هذه الأمة من فتنة الأزارقة " .

وقال الزهرى : " ما إبتدعت فى الإسلام بدعة أضر على أهله من الارجاء " .

وقال الأوزاعي : كان يحيي بن ابى كثير وقتادة يقولان : " ليس شيء من الأهواء أخوف عندهم على الأمة من الارجاء " .

وقال شريك القاضى وذكر المرجئة فقال : " هم أخبث قوم ، حسبك بالرافضة خبثا ولكن المرجئة يكذبون على الله " .

وقال سفيان الثورى : " تركت المرجئة الإسلام أرق من ثوب سابري " ) . [11] اهـ

والله اعلم وصلى الله وسلم على رسوله وآله وصحبه وسلم [12]


[الأربعاء 17 / 2 / 1424 هـ]

--------------------------------------------------------------------------------

[1] الشخصية الإسلامية ص 15 ، فصل العقيدة الإسلامية ، وهو من كتبهم المتبناة !. [2] الملل والنحل : 1/132 . [3] المحلى 11/411 ، وقال رحمه الله : ( وأصلهم في هذا أصل سوء خارج عن إجماع أهل الإسلام ) . [4] لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد لابن قدامة المقدسي رحمه الله . [5] جامع العلوم والحكم ص 26 . [6] أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي 1/198 . [7] الشريعة ص 114 ، باب ؛ القول بأن الإيمان تصديق القلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح ، لا يكون مؤمناً إلا أن يجتمع فيه هذه الخصال الثلاث . [8] متفق عليه . [9] متفق عليه . [10] رواه مسلم . [11] مجموع الفتاوي 7/394 . [12] اعترض بعضهم على الموضوع قائلا " ان حزب التحرير لا يهمل العمل "، غير ان كلامنا هنا لا علاقة لـه بهذا الاعتراض، فالقضية – باختصار - ؛ هل يدخل العمل – عند الحزب - في مسمى الإيمان – كما هو مذهب أهل السنة – أم لا يدخل – كما هو مذهب المرجئة -



جميع الحقوق محفوظة © حزب التحرير الضال والمضل ...فاحذروه - 2004