المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اعتقادات باطلة أصلها أحاديث موضوعة مكذوبة


أم سلمة
07-10-2008, 01:16PM
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ
(الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدِّين، أما بعد ...
فهذه أمثلة جدية لبيان خطر الأحاديث الضعيفة والموضوعة, وأثرها السيء في نشر العقائد الباطلة, والعادات المسترذلة, ممايوجب على كل مسلم واع معرفتها والتحذير منها, ولا يتم ذلك إلا بالاهتمام بعلوم السُّنة ودراستها ونشرها، وإليكم بعض هذه الاعتقادات الباطلة التي أصلها أحاديث كاذبة موضوعة.

* صدق الحديث عند العطس
يعتقد البعض الصدق في خبر يتحدث به إنسان ما إذا عطس هو أو أحد الحاضرين عند تحدثه بذلك؛ ولعل مستند هذا الاعتقاد الباطل حديث: (من حدث حديثا فعطس عنده فهو حق) وهو حديث باطل, وقد أورده الشوكاني في كتابه [الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ص 224].
يقول الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في سلسلة الأحاديث الضعيفة حديث رقم (136):
"وما أحسن ما قاله المحقق ابن القيم رحمه الله فيما نقله عنه الشيخ القاري في [موضوعاته: 106-107]: وهذا الحديث وإن صحح بعض الناس سنده فالحس يشهد بوضعه، لأنا نشاهد العطاس والكذب يعمل عمله، ولوعطس مئة ألف رجل عند حديث يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحكم بصحته بالعطاس، ولوعطسوا عنده بشهادة رجل لم يحكم بصدقه".
وكذا يعتمد البعض على حديث: (أصدق الحديث ما عطس عنده) وهو حديث باطل كما ذكر ذلك الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في سلسلة الأحاديث الضعيفة حديث رقم (137).

* أحدهم يذكرك إذا طنت آذنك
بعض الناس لديهم اعتقاد بأن أحدًا من أصحابهم أو أقربائهم يذكرهم بخير إذا طنت آذانهم؛ وأصل هذه العقيدة حديث موضوع هو: (إذا طنت أذن أحدكم فليصل علي وليقل: ذكر الله بخير من ذكرني) وأورده الشوكاني في [الفوائد المجموعة: ص 244].

* نزول البلاء في قص الأظفار في أيام معلومات
بعض الناس لديهم اعتقاد بأن بلاء ينزل عليهم إذا قصوا أظافرهم في الليل وفي أيام السبت والأحد ... وقد تلقى هذه العقيدة الباطلة بعض المتفقهة فنظمها شعرًا يلقن لبعض طلاب المدارس الشرعية ومنها قوله:
قص الأظافر يوم السبت آكلة *** يبـدو وفيما يليـه تذهب البركة
وعالـم فـاضل يبدو بتلوهما *** وإن يكن في الثلاثا فاحذر الهلكة

* الانتفاع بالحجر إذا احسنت الظن به ـ والعياذ بالله ـ
وهذه عقيدة آخرى يعتقدها البعض وهي أنهم إذا حسّنوا ظنهم بحجر واعتقدوا فيه فإنه ينفعهم؛ وأصل هذه العقيدة الضالة حديث: (لو أحسن أحدكم ظنه بحجر لنفعه الله به) أورده الحافظ العجلوني في [كشف الخفاء: 2/152] ونقل عن ابن تيمية أنه كذب، وعن ابن حجر أنه لا أصل له, وعن صاحب [المقاصد] أنه لا يصح, ونقل عن ابن القيم قوله: (هو من كلام عباد الأصنام الذين يحسنون ظنهم بالأحجار) وانظر [سلسلة الأحاديث الضعيفة حديث رقم 450].
يقول الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:
فهذه وأمثالها اعتقادات باطلة، بل خرافات وترهات،
وظنون وأوهام ما أنزل الله بها من سلطان،
وقد رأيتُ أن أصلها أحاديث موضوعة مكذوبة، لعن الله واضعها، وقبح ملفقها).


[نُقِلَ بتصرف من كتاب التوسل: أنواعه وأحكامه،
للشيخ محمد ناصر الدِّين الألباني رحمه الله تعالى، ص20-21،
الطبعة الأولى، مكتبة المعارف]

أم سلمة
09-10-2008, 01:29PM
* آخر أربعاء من كل شهر يوم نحس مستمروهذا اعتقاد باطل وأصله حديث: (آخر أربعاء من الشهر يوم نحس مستمر) وهو حديث موضوع كما بيَّن ذلك الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في [سلسلة الأحاديث الضعيفة: حديث رقم (1581)].

أم سلمة
18-11-2008, 03:54PM
* الإحرام قبل الميقات المكاني
من المعلوم أن الأصل أنْ يُحْرِمَ المُحرِمُ من المواقيت المكانية المعروفة؛ ولكن البعض يُخطأ في إحرامه قبل الميقات المكاني، وذلك بإحرامه من بيته مستدلًا بحديث (من تمام الحج أن تحرم من دويرة أهلك).
قال الشيخ محمد ناصر الدِّين الألباني رحمه الله تعالى:
(وهذا حديثٌ منكر، ولو كان صحيحًا لفعل ذلك رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ولأحرم من بيته أو مسجده وهو خير الأماكن؛ ولكن الحمد لله لم يصح في ذلك شيء، وهو الموافق لحكمة تشريع المواقيت، وما أحسن ما ذكر الشاطبي رحمه الله في [الاعتصام: 1/167] ومن قبله الهروي في [ذم الكلام: 3/54/1]:
عن الزبير بن بكار قال: حدثني سفيان بن عيينة قال: سمعت مالك ابن أنس وأتاه رجل فقال: يا أبا عبدالله من أين أحرم؟
قال: من ذي الحليفة من حيث أحرم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فقال: إني أريد أن أحرم من المسجد من عند القبر.
قال: لا تفعل فإني أخشى عليك الفتنة.
فقال وأي فتنة في هذه؟ إنما هي أميال أزيدها!
قال: وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصر عنها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟! إني سمعت الله يقول: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
فانظرْ مبلغ أثر الأحاديث الضعيفة في مخالفة الأحاديث الصحيحة والشريعة المستقرة، ولقد رأيت بعض مشايخ الأفغان هنا في دمشق في إحرامه، وفهمت منه أنه أحرم من بلده! فلما أنكرت ذلك عليه احتج عليَّ بهذا الحديث! ولم يدر المسكين أنه ضعيف لا يحتج به ولا يجوز العمل به لمخالفته سُنَّة المواقيت المعروفة)[1] انتهى كلام الشيخ رحمه الله تعالى.

* إلتزام الحجاج والمعتمرون الإقامة في المدينة النبوية أكثر من اقامتهم في مكة المكرمة
ينصح العلماءُ الحجاجَ والمعتمرينَ بالإقامة في مكة أكثر من اقامتهم في المدينة النبوية وذلك لفضيلة وثواب الصلاة في المسجد الحرام كما جاء في الحديث الصحيح أن فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره بمائة ألف صلاة؛ ولكن قد يلتزم بعض الحجاج والمعتمرين الإقامة في المدينة النبوية أسبوع حتى يتمكنوا من الصلاة في المسجد النبوي أربعين صلاة لتكتب لهم براءة من النفاق وبراءة من النار.
وأصل ذلك كما ذكر ذلك الشيخ محمد ناصر الدِّين الألباني رحمه الله تعالى:
(حديث قد يقرأه البعض على جدران المسجد، وقد نسمعه في بعض الأمكنة وهو: (من صلى فى مسجدي أربعين صلاة لا يفوته صلاة كتبت له براءة من النار، ونجاة من العذاب، وبرئ من النفاق)[2] والحديث يروى عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ والحديث منكر.
ومن آثـار هذا الحديث المنكر عكس الفضائل الشرعية حيث يمكث الكثير من الحجاج والمعتمرين في المدينة أكثر من مكة وهنا يصدق مع الأسف في هؤلاء قوله تعالى الذي قاله في حق اليهود: (أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) وهذا من تمام التَّشبه باليهود والنصارى ألا وهو الغلو في الدِّين)[3].

ــــــــــــــــــــــــــــ
[1] يراجع في ذلك شريط رقم (561) من سلسلة الهدى والنور، وكذلك سلسلة الأحاديث الضعيفة: 1/376-378 من النسخة الإلكترونية، فلقد نقلته بتصرف منهما.
[2] ولمزيد تفصيل فليراجع: سلسلة الأحاديث الضعيفة: 1/540-541، رقم الحديث (364)، ضعيف الترغيب والترهيب: رقم الحديث (755).
[3] يراجع في ذلك شريط رقم (560) من سلسلة الهدى والنور.