المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المظهرية الجوفاء..؟؟


محبة السلف
21-11-2007, 06:22PM
المظهرية الجوفاء:

*"إذا زخرفتم مساجدكم..."

عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:" إذا زخرفتم مساجدكم، وحليتم مصاحفكم؛ فالدمار عليكم"

لمن الخطاب:

كلمة مرعبة مخيفة...إنها الدمار...أو شيء آخر؟
لا ، بل الدمار، ولمن؟ ألليهود؟ أو النصارى؟ أو المشركين؟

لا، ليس هؤلاء هم المرادين هنا، ولكن المرادين هم المسلمون ظ وهذا واضح بين من خلال النص:"...عليكم".
بل إن الخطاب لأهل المساجد والمصاحف

واكرباه ظ واحزناه ظ هل آل الأمر بأصحاب المساجد والمصاحف أن يكونوا في دمار؟ ظ أليس في المصاحف من النور والشفاء والرحمة مايدفع عنهم ذلك الدمار؟ ؟ أو ليست المساجد بيوت الأتقياء؟؟ أوليس من هذه البيوت، قد كان الإشعاع والنصر والسؤدد والمجد؟؟
فأين العلة؟؟
المسألة هينة سهلة، هيا بنا نتأمل كلمتين خفيفتين على اللسان، ثقيلتين في الدلالة والبيان:" زخرفتم "،" حليتم ".

حال المسلمين اليوم:

بلى ياإخوتي إنها الزخرفة...أجل إنها التحلية...
تعالوا بنا نسأل أنفسنا: هل زخرفنا المساجد وحلينا المصاحف؟

الجواب: تشهد الأعين وليس الخبر كالمعاينة، وهذا الأمر لا يحتاج إلى دليل:

وليس يصح في الأذهان شيء / إذا احتاج النهار إلى دليل

لقد سيم المسلمون الخسف...لقد ركبنا الهوان وامتطانا الذل...انظر إلى التذبيح والتقتيل والتشريد في أنحاء الأرض، انظر إلى أعداء الله كيف يتحكمون بالمسلمين؛ يذبحون الأبناء، ويقتلون الشيوخ والأطفال، وبعد أن كانت الأرض تابعة لحكم المسلمين وسلطانهم؛ أصبحت الأمة ينهشها الاحتلال والاستعباد،تتداعى عليها الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها.

أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد / تجده كالطير مقصوصا جناحاه

كيف كان المسلمون بالأمس؟

ارجع إلى الماضي العريق؛ لتعلم كيف كان امتداد ديار المسلمين يتغير يوما بعد يوم؛ بفتوحات مشرقة، وانتصارات مشرفة.
ثم اقرأ الصحف اليومية، وماإخالك تسر من خبر واحد عن الأمة الإسلامية

لمثل هذا يذوب القلب من كمد / إن كان في القلب إسلام وإيمان

كان المسلم يجوب البلاد من أدناها إلى أقصاها، لايسأله سائل، ولا يرده أحد، الأرض أرض الله، وهو عبد الله، كل أرض حل بها الإسلام؛ أحل للمسلم أن يزورها، ويسكن فيها ويجعلها دار إقامة.

متى دخل على المسلمين هذه الاصطلاحات البالية: هيئة الأمم المتحدة، مجلس الأمن، الجمعية العمومية؟
إن التمسح بقبور الأنبياء لا يجوز، كيف التمسح بأعتاب مجلس الأمن؟
إن التوسل بالصالحين وأئمتهم حرام، فكيف التوسل بأئمة الضلال والكفر؟

يامجلس الأمن بل يامقلق الأمن / مذ لاح وجهك لم نعرف سوى الوهن

إذن فليس هناك سوى الدمار؛نراه، نسمع عنه، نقرأ عنه.
ياأمة الإسلام ماالذي حل بك؛ وفيك المصحف العظيم والسنة المطهرة؟

مالذي أصابك ياخير أمة أخرجت للناس؟
إن من الدمار الذي عم بنا؛ أننا لم نعلم سبب الدمار
كم نتباهى في زخرفة المساجد وتحلية المصاحف؟
ويمضي الأمر هكذا...يتنافس فيه المتنافسون، ويتسابق المتسابقون
وإذا ماخلا مسجد من التكلف والزخرفة؛ عد مسجدا حقيرا في نظر الأكثرين.
وكأن المصاحف لا تحلوا-عند أغلب الناس- إلا بالتحلية والتزيين، وهم بذلك يحسنون أنهم يحسنون صنعا.
ماذا لو رأيت مسجدا متواضعا، عاريا من الزينة التي ألبسناها أكثر المساجد، مكسوا بالتواضع، بناؤه لايكلف عشر معشار ماتكلفه المساجد الأخرى؟ظ أننشد حوله القصائد التي تبكي الأطلال؟ أم نعرض عنه؟ وأي الأمرين فعلنا أخطأنا...وأحلاهما مر.

كيف كان مسجد النبي صلى الله عليه وسلم؟

لابد أن نتعرف على مسجد النبي صلى الله عليه وسلم...ألا يسعنا ماوسعه ووسع أصحابه؟ظ

مم كان سقف مسجده صلى الله عليه وسلم؟
لقد كان من جريد النخل، وربما سجد صلى الله عليه وسلم في طين وماء.
عن أبي سلمة- رضي الله عنه- قال:" انطلقت إلى أبي سعيد الخدري، فقلت: ألا تخرج بنا إل النخل نتحدث؟ فخرج، فقال: قلت: حدثني ماسمعت من النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر.
قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر الأول من رمضان، واعتكفنا معه، فأتاه جبريل، فقال: إن الذي تطلب أمامك؛فاعتكف العشر الأوسط.
فاعتكفنا معه،فأتاه جبريل، فقال: إن الذي تطلب أمامك.
قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا صبيحة عشرين من رمضان، فقال:" من كان اعتكف مع النبي صلى الله عليه وسلمفليرجع؛فإني أريت ليلة القدر، وإني نسيتها، وإنها في العشر الأواخر في وتر، وإني رأيت كأني أسجد في طين وماء". وكان سقف المسجد جريد النخل، ومانرى في السماء شيئا، فجاءت قزعة، فأمطرنا، فصلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم حتى رأيت أثر الطين والماء على جبهته رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرنبته؛تصديق رؤياه".
وفي رواية لمسلم: "حتى سال سقف المسجد، وكان من جريد النخل، وأقيمت الصلاة،فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في الماء والطين".
كان سقف المسجد جريد النخل، وربما سال السقف حين تمطر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسجد في الماء والطين.
وكيف أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه الكرام- رضي الله عنهم- أن يبنوا مسجده؟ ذلك مايوضحه بقوله لأصحابه- رضي الله عنهم-:"ابنه عريشا كعريش موسى"؛ يعني مسجد المدينة.
وكان صلى الله عليه وسلم قادرا على أن يأمرهم ببنائه قصرا مزخرفا مزوقا، فلما ترك ذلك-عليه الصلاة والسلام- كان تركه سنة؛تحمل الخير والبركة والنجاة والفوز،"وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم".
وعن لبن عباس- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عله وسلم:" ماأمرت بتشييد المساجد ".قال ابن عباس- رضي الله عنهما-:"لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى".
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تقوم الساعة حتى يتباهى لناس في المساجد".

وهانحن نرى التباهي والتفاخر والتنافس والتسابق في تزيين المساجد وزخرفتها وتحليتها
وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من بنى لله مسجدا، ولو كمفحص قطاة لبيضها، بنى الله له بيتا في الجنة"
وأمر عمر- رضي الله عنه- ببناء المسجد، وقال:" أكن الناس من المطر، وإياك أن تحمر أو تصفر فتفتن الناس".
وعن أنس رضي الله عنه قال:" يتباهون بها، ثم لايعمرونها إلا قليلا".

مالذي خرجه مسجد النبي صلى الله عليه وسلم؟

ماذا لو رأينا مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ماثلا أمامنا كما قرأنا عنه؟ظ
اليس هو المسجد الذي خرج الرجال؟ اليس هو المسجد الذي خرج الفاتحين والأبطال؟ أليس هو المسجد الذي أنجب القادة؟ أوليس منه شع النور وتحقق النصر؟
أجل إنه مسجد قدم لنا الدروس في الإيثار والمحبة والتضحية والبطولة والسعادة، قدم لنا وقدم وقل إن شئت: إن الأرض التي نسكن من أصلاب من عمروا هذا المسجد.

إنه مسجد عنايته تربية النفوس وصقلها وتهذيبها.
نعم؛إنها العناية بالباطن...العناية بالجوهر...العناية بالإنسان.

لاغرابة إذن أن يكون الدمار على أمة تعتني بالجدران، وتتناسى الإنسان، تعتني بالزينة والنقوش، وتتعامى عن الأخلاق والسلوك، وإن كان الأمر كذلك؛ فهلم بنا نلبس الدواب أحسن الملابس، ونسكنها خيار المساكن، فهل تخرج عن جنسها؟!

وها نحن الآن في مساجد ضخمة، نسجد على البسط الوثيرة المزركشة، والذي وضع على البلاط الساحر الجميل، السقوف فيها قوية، لايتسرب منها نقطة ماء، فيها من وسائل التكييف والتبريد والتدفئة مايريح البدن، ولا أحدثك عما تكلفه المساجد، فالأرقام كبيرة كثيرة،والمبالغ هائلة عظيمة، وأما عن الزخرفة والزينة؛ فلا أظنك تحتاج فيها إلى كلام، وكأنها أهم مافي المساجد، أو كأنها الوسيلة الدعائية المعاصرة لجذب الناس لها، وإقناعهم بها.
ولو جئت تعد الصفوف في صلاة الفجر- عفوا بل المصلين - ماحتاج الأمر إلى عناء أو مشقة.
ولو جئت تقارن النفوس التي تربت على الزخرفة والزينة والتنعم في هذه المساجد، مع الجيل الذي كان يسجد في الماء والطين؛ لوجدت العجب العجاب، لعلك لاتصدق أنه يعرف الإسلام؛ إنك ترى جيلا يريد الجنة- بل الفردوس -دون أن تغبر ملابسه، أو يشاك بشوكة.
إنك تسمع بالإثار والوفاء، والتضحية وتقرأ أحسن القصص عنه، لكنك تشتهي أن ترى عيناك من ذلك شيئا، وهذا يذكرنا بقوله تعالى:[كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون].

فما أكثر أقوالنا وماأقل أفعالنا؟ وما أقل أقوال الصحابة وما أكثر أفعالهم؟
مالذي فعله أولئك الذين صلوا تحت سقوف جريد النخل؟ وماهي الفتوحات التي حققوها والبلدان التي وصلوها؟وماذا فعل لذين صلوا في المساجد المزخرفة المزينة، وإلى أي مدى طاردهم المحتل الغاشم والعدو الظالم؟

...........
أيتها المظهرية
حسبك حسبك
فقد غزوت المذياع والرائي
غزوت الشارع والسوق والبيت
غزوت المساجد والمصاحف...
وقبل كل هذا؛ غزوت الأفئدة والقلوب
رأيتك في المدارس، في دفاتر التحضير، في موازين التقويم، في الوسائل التعليمية.
رأيتك في الاستقبال والوداع.
رأيتك في المعاهد والجامعات والمكاتب ولدوائر والقرارات والقوانين.
رأيتط تقطعين الأرحام، وتوقعين بين الأقارب والأحباب
رأيتك تهلكين الفقير؛ في استقبال الضيوف، وفي صنع الطعام.
رأيتك في الأفراح؛ تمصين مال الأغنياء، وتحلبين مال الفقراء، وتذلينهم بالديون.
رأيتك في المآتم؛ لا ترحمين غنيا أو فقيرا، تستمتعين بالإسراف، وصرف المال بغير الحق.
رأيتك في الحفلات تمتطين النفاق، وتركبين الكذب،وترتدين لأثواب الزاهية، وتحركين الأيادي للتصفيق.
رأيتك في تقديم المحاضرين؛ تمتدحين أبرز أعمالهم؛ لتقطعي ظهورهم، وتذبحي إخلاصهم، وتحبطي أعمالهم
رأيتك تمتطين لكل باطل
رأيت أنصارك من المنافقين والكسالى والمرجفين والجاهلين، ورأيت أعداءك من المؤمنين العاملين المخلصين العالمين
رأيتهم يسخرونك لكل باطل وفاسد
رأيتك حيث لا ينبغي أن تكوني
أيتها المظهرية
كم ذرفت من جرائك الدموع وأفلست الجيوب
كم نافقت لأجلك النفوس وكذبت الألسنة
كم عبدت من دون الله تعالى
كم قدت من خلق الله تعالى إلى النار
كم دمرت ودمرت في المجتمع
كم هتكت من ستر وضيعت من عباد
كم منعت من هدايا، وحرمت من صلات
كم وكم عطلت من نكاح وزواج
كم سددت من سبل الخير، وكم فتحت من سبل الشر
وقانا الله منك يامهجة الشيطان الرجيم...

من كتاب:
المظهرية الجوفاء
وأثرها في دمار الأمة

للشيخ:
حسين بن عودة العوايشة

فرغته: محبة السلف غفر الله لها ولوالديها

أم محمود
14-01-2010, 11:40AM
سلمت أناملك اختي الفاضلة محبة السلف
نسأل الله ان يجعله في ميزان حسناتك ويحسن إليكِ ويسدد خطاكِ لكل خير