المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من مكارم الأخلاق...


محبة السلف
07-11-2007, 05:50PM
من

~*¤ô§ô¤*~ من مــكارم الأخـــلاق~*¤ô§ô¤*~

توجيهٌ نبــويُّ جليلٌ رفـــيع...

بقلــــــــــم
علي بن حسن بن علي بن عبد الحميد
الحلبي الأثري

روى الإمام أحمد في «مسنده» (4/158) عن عُقبةَ بنِ عامرٍ –رضي اللهُ عنه-، قال:
لقيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال لي:

«يا عُقبةُ بنَ عامرٍ! صِلْ مَن قَطَعَك، وأَعْطِ مَن حَرَمَك، واعْفُ عمّن ظَلَمَك»(1).

هذا التوجيهُ النبويُّ الشريفُ مِن أعظمِ التوجيهات، وأجلِّها، وأرفعها؛ ذلكم أنّ فيه إرشاداً لمعالي الأخلاق، وأكمل السَّجايا والصفات . . .

ولقد أورد الإمام ابنُ كثيرٍ هذا الحديثَ في «تفسيره» (6/491) في سياق تفسِيرهِ لقولِ اللهِ -تعالى-: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } ...

والتقابُلُ في المعنى والمبنى –بين الآية والحديث- ظاهرٌ؛ حتى في ثلاثِيّةِ التوجيه والأمر:

فَصِلَةُ القــــاطعِ تُقـــــابَل بالعفــــــــــــو . . .

وإعطــاء المحروم تقـــــــابَلُ بالمعروف . . .

والعفو عن الظالم يُقــــابَل بالإعـــراض . . .

وما أجملَ ما رواه الإمام البخاري في «صحيحهِ» (رقم 4367) و«الأدب المفرد» (244)
عن وهب بن كيسان، قال: سمعتُ عبدالله بن الزبير يقولُ -على المنبر-:
{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }، قال:

«واللهِ! ما أَمَرَ بها أن تُؤْخَذَ إلا مِن أخلاق الناس.واللهِ! لآخُذُها منهم ما صحبتُهم».

وقال الإمام ابنُ القيّم في «مفتاح دار السعادة» (1/344 - بتحقيقي):
«ليس المرادُ إعراضَه عمّن لا علم عنده؛ فلا يُعلّمه، ولا يُرشده، وإنّما المراد
إعراضه عن جهل مَن جهل عليه؛ فلا يُقابله، ولا يُعاتبه».

وقد ذكر الإمام ابنُ القيّم -أيضاً- في «مدارج السالكين» (2/305) أنّ هذه الآية
«جمعت للنبي -صلى الله عليه وسلم- مكارمَ الأخلاق».

وقال الإمام اللُّغوي أبو هلال العسكري في «كتاب الصناعتين» (ص132):

«وأنت ترى أنّ في العفو صلَة القاطعين، والصفح عن الظالمين، وإعطاء المانعين، وفي الأمر بالمعروف تقوى الله، وصِلَة الرحم، وصون اللسان من الكذب، وغضّ الطرف عن الحُرُمات،
والتّبرُّؤ من كلّ قبيح، لأنه لا يجوز أن يأمر بالمعروف؛ وهو يلابس شيئاً من المنكر»(2).

وحتى لا يكونَ الكلامُ في (الأخلاق) -وبخاصّة مكارِمَها العليّة- نظريّاً؛
أذكُرُ -وأُذكِّرُ- بما رواه الإمام البخاري في «صحيحه» (4642) عن ابن عباس-رضي الله عنهما-، قال: «قَدِمَ عُييْنة بنُ حِصْن بن حُذيفة، فنزَل على ابن أخيه الحُرِّ بن قَيْس -وكان من النّفر الذين يُدنيهم عُمَرُ- وكان القُرّاءُ أصحابَ مجالسِ عُمر، ومُشاورتَه -كُهُولاً كانوا أو شُبَّاناً-.

فقال عُيَيْنة لابن أخيهِ: يا ابنَ أخي لك وَجهٌ عِنْدَ هذا الأمير، فاستأذِنْ لي عليه،
قال: سأستأذِنُ لك عليه.

قال ابنُ عباس: فاستأذَنَ الحُرُّ لعُييْنةَ، فأذِنَ لهُ عمَر، فلمّا دَخلَ عليه، قال:
هِيْ يا ابنَ الخطّابِ، فواللهِ ما تُعطينا الجزْلَ، ولا تحكُمُ بيننا بالعدْل!

فَغَضِبَ عُمَرُ حتى همَّ به، فقال له الحُرّ: يا أميرَ المؤمنين! إنّ الله -تعالى- قال لنَبِيّه -صلى الله عليه وسلم-: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } ، وإنَّ هذا من الجاهلين.

واللهِ ما جاوَزَها عُمَرُ حينَ تلاها عليه، وكان وقَّافاً عِنْدَ كِتابِ الله» . . .

فهل مِن وقّــــــــــــــــــــــاف؟!

مُــــــــلئَ صدرُهُ بالإنصـــاف؟!

وفارَقَ الظـــــــلمَ الاعتِسـاف؟!
ــــــــــ

(1) «السلسلة الصحيحة» (891) لشيخنا الألباني -رحمه الله-.

(2) انظر «فضل الله الصمد» (1/334) للجيلاني

مصدر المقال:http://www.alhalaby.com/makalat/makarem.htm

أم ياسر آل شاوي الجزائرية
08-11-2007, 11:37PM
السلام عليكم ورحمة الله بركاته



الأخت الفاضلة " محبة السلف"

جزاك الله خيرا على هذه التحفة

وأسأل الله لنا ولك التحلّي بمكارم الأخلاق

مما يحب ربنا ويرضى ...

وأن يجنبنا ما ساء من الأخلاق

والتصرفات والمواقف ....

وأن لايرى منا ربنا من أخلاقنا معه سبحانه

ثم مع أوليائه إلا ما يرضيه ويفرحه

ويُعلي راية منهجه ويثبته ويقوّيه...

بارك الله فيك ...

وحياك الله في منتدانا للأسرة الهـــاديء المبـــــارك...

موضوع جدير بالتثبيت

ومحتواه حقيق أن يُــتدبر ويُـــفهم ويُــطبق...



أختك:أم يــــاسرالجزائرية

محبة السلف
09-11-2007, 11:10PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أختنا الفاضلة أم ياسر الجزائرية
أسعدني مرورك وإضافتك الطيبة

أم سلمة
14-11-2007, 05:20PM
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الأخت الفاضلة (محبة السلف)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكِ الله وبياكِ ومرحبًا بكِ، وجزاكِ الله تعالى خير الجزاء على هذا النقل الطيب ...
ولابد من التذكير والإشارة إلى أن أحق النَّاس بإلتزام مكارم الأخلاق ومعاليها،
وأكمل السَّجايا والصفات هم الداعين إلى الله تعالى القائمين بهذا الأمر العظيم ...
وفي ذلك قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى
في كتابه (زاد الداعية إلى الله) منبهًا إلى الزاد الذي يجب
أن يتزود به الداعية إلى الله تعالى وهو:
(أن يتخلق الداعية بالأخلاق الفاضلة بحيث يظهر عليه أثر العلم في معتقده، وفي عبادته، وفي هيئته، وفي جميع مسلكه حتى يمثل دور الداعية إلى الله، أما أن يكون على العكس من ذلك فإن دعوته سوف تفشل وإن نجحت فإنما نجاحها قليل.
فعلى الداعية أن يكون متخلقًا بما يدعو إليه من عبادات أو معاملات أو أخلاق وسلوك حتى تكون دعوته مقبولة وحتى لا يكون من أول من تسعر بهم النار.
أيُّهَا الإخــوة: إننا إذا نظرنا إلى أحوالنا وجدنا أننا في الواقع قد ندعو إلى شيء ولكننا لا نقوم به وهذا لا شك أنه خلل كبير، اللهم إلا أن يحول بيننا وبينه النظر إلى ما هو أصلح لأن لكل مقام مقالًا؛ فالشيء الفاضل قد يكون مفضولاً لأمور تجعل المفضول راجحاً ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلّم يدعو إلى بعض الخصال ولكنه يشتغل أحياناً بما هو أهم منها، وربما يصوم حتى يقال لا يفطر، ويفطر حتى يقال لا يصوم.
أيُّهَا الإخــوة: إنني أريد من كل داعية أن يكون متخلقًا بالأخلاق التي تليق بالداعية حتى يكون داعية حقًّا وحتى يكون قوله أقرب إلى القبول) انتهى كلام الشيخ رحمه الله تعالى.
فنسأل الله أن يجملنا بمكارم الأخلاق ومعاليها ويجعلنا من أهلها، ويعيننا على أنفسنا إنَّه وليُّ ذلك والقادر عليه، وَصَلَّى اللهُ على نبينا محمد وعلى آلِهِ وصحبِه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدِّين.

4/ذي القعــدة/1428 للهجرة النبويـــة

محبة السلف
17-11-2007, 05:28PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا مشرفتنا أم سلمة أسعدني مرورك الطيب
وإضافتك القيمة.

أم محمود
14-01-2010, 11:45AM
جزاكِ الله خيرا اختنا الفاضلة محبة السلف وأحسن الله إليك
نسأل الله ان يجمّل أخلاقنا حتى نلقاه .. اللهم آمين