المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدّرجات الضّابطة لدركات من سبّ الصّحابة الهابطة


معاذ بن يوسف الشّمّريّ
18-01-2006, 04:35PM
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الدّرجات الضّابطة
لدركات من سبّ الصّحابة الههابطة

إنّ الحمد لله ؛ نحمده ، و نستعينه ، و نستغفره .
و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ، و من سيّئات أعمالنا .
من يهده الله فلا مضلّ له .
و من يُضلل فلا هادي له .
و أشهد أن لا إله إلاّ الله ؛ وحده لا شريك له .
و أشهد أنّ محمّداً عبده و رسوله .
أمّا بعد :
فإنّ أصدق الحديث كلام الله - سبحانه - ، و خير الهدي هدي محمّدٍ - صلّى الله عليه و على آله و سلّم - ، و شرّ الأمور محدثاتها ، و كلّ محدثةٍ بدعة ، و كلّ بدعةٍ ضلالة ، و كلّ ضلالةٍ في النّار .
أمّا بعد :
فإنّ فضل الصّحابة - رضي الله عنهم - عظيم ، و منـتقصهم سافلٌ أثيم ، و لقد صُنّف في ذلك ما لو جُمع لكان من الأسفار ما يُنوء عن حَمله البعير الجسيم .
و غيضٌ من فيض هذ أن ننقل عن الإمام مالكٍ - رحمه الله - - ما نقله عنه شيخ الإسلام - رحمه الله - في " الصّارم المسلول : 3 / 1088 - 1089 " - ؛ حيث قال عن الّذين يسبّون الصّحابة - رضي الله عنهم ، و انتقم لهم من منـتقصهم - : (( إنّما هؤلاء قومٌ أرادوا القدح في النّبيّ - صلّى الله عليه و على آله و صحبه و سلّم - فلم يمكنهم ذلك ؛ فقدحوا في أصحابه ؛ حتّى يُقال : رجل سوء ؛ و لو كان رجلاً صالحًا لكان أصحابه صالحين )) ا.هـ
و قال إمامنا إمام السّنّة أحمد - رحمه الله - - كما في " الشّرح و الإبانة : 170 - رقم : 231 ": لابن بطّة ، و " السّنّة : 7 / 1252 - رقم : 2359 " للاّلكائيّ ، و " المناقب : 160 " لابن الجوزيّ - : (( إذا رأيت رجلاً يذكر أحدًا من الصّحابة بسوءٍ ؛ فاتّهمه على الإسلام )) ا.هـ
و قال أبو زرعة الرّازيّ - رحمه الله - - فيما أسنده إليه الخطيب البغداديّ في " الكفاية : 97 " - : (( إذا رأيت الرّجل ينتقص أحدًا من أصحاب رسول الله - صلّى الله عليه و على آله و صحبه و سلّم - فاعلم أنّه زنديق ؛ و ذلك أنّ الرّسول - صلّى الله عليه و على آله و صحبه و سلّم - عندنا حقّ ، و القرآن حقّ ؛ و إنّما أدّى إلينا القرآن و السّنّة أصحاب رسول الله - صلّى الله عليه و على آله و صحبه و سلّم - ؛ و إنّما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب و السّنّة ؛ و الجرح بهم أولى ، و هم زنادقة )) ا.هـ
و قال أبو نُعيمٍ الأصبهانيّ الحافظ في " الإمامة : 344 " : (( لا يتتبّع هفوات أصحاب رسول الله - صلّى الله عليه و على آله و صحبه و سلّم - و زللهم ، و يحفظ عليهم ما يكون منهم في حال الغضب و الموجدة إلاّ مفتون القلب في دينه )) ا.هـ
و قال - أيضًا - ( 376 ) : (( لا يبسط لسانه فيهم إلاّ من سوء طويّته في النّبيّ - صلّى الله عليه و على آله و صحبه و سلّم - ، و صحابته ، و الإسلام ، و المسلمين )) ا.هـ
قال أبو عبد الرّحمن - كان الله له - :
فإذا كان هذا حالُ من شتم أحدهم ، أو انتقص بعضهم ؛ فكيف يكون حال من انتقصهم كلّهم ؛ فزعمهم غثاءًا و جُفاءًا ( ! ) ، و حُثالةً حُفالة ( ! ) ؛ مع استقرار العلم في قلب كلّ ذي عقلٍ أنّ غثاء السّيل هو وسخه و زبده الّذي يحمله ، و غُثاء النّاس هم : أراذلهم ، و أسافلهم ، و سَقَطهم ؟!.
فهذا - و الله - أهلٌ أن يُسلّ لسانه من قفاه سلاًّ ، و أن تُصكّ عيناه و فمه بالبَعَر ، و أن يُداس عنقه بالنّعال المهترئ ، و أن يُفرش متنه لذي الحاجة .
و ذلك أنّه من عجائب الدّهر ، و غرائب أهل هذا العصر أنّ ناسًا من أدعياء السّنّة و السّلفيّة - ممّن هم أحقّ باسم الفرقة الشّيعيّة الرّافضيّة - يُقنّنون لسبّ الصّحابة - رضي الله عنهم - ، و يهوّنون من شرّ ذلك - لأنفسهم و بني حزبهم - ( ! ) .
فلذلك أرقم هذه الكلمات ؛ انتصارًا لله - سبحانه - الّذي اصطفاهم ، و علم فضلهم فزكّاهم ، و ذبًّا عن الشّريعة و السّنّة الّتي بلّغها الصّحابة الكرام - رضي الله عنهم - ، و عن صاحبهم النّبيّ الّذي صحبوه - صلّى الله عليه و على آله و صحبه و سلّم - ، و عنهم - رضي الله عنهم - ، و عن المنهج السّلفيّ المبارك و أهله .
و اللهَ أرجو أن يُصلح عملي ، و أن يُخلص نيّتي ، و أن يقصم ظهور الرّوافض الملاعين ، و أن يُخرجهم من بين أظهرنا ؛ مفضوحين ، مطرودين .
هذا ؛ و هذه درجاتٌ ضابطة لدَرَكات من سبّ الصّحابة - رضي الله عنهم - الهابطة ؛ استللت أكثرها من كلام شيخنا شيخ الإسلام - رحمه الله - في " الصّارم المسلول " ، و غيره من أئمّة السّنّة .

المقال في :

( الملفّ المرفق )