المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التحذير من تلبيس إبليس بإجراء كلاما على الألسِنة ينافي ما يجب لأهل العلم من التوقير


عمرو التهامى
25-10-2017, 08:29AM
التحذير ر من تلبيس إبليس
بإجراء كلاما على ألسنة العوام وطلبة العلم ينافي ما يجب لأهل العلم والحق من التوقير و الاجلال
لكي لايؤخذ عنهم الحق والسنن

بسم الله الرحمن الرحيم

إن من أعظم وسائل الشيطان وحزبه من شياطين الإنس والجن قطع علاقة الناس بذوي العلم والاستخفاف بهم ممن يأمر الناس بالقسط والحق واتباع آثار السلف من الناس وذلك لأنهم إذا جلسوا إليهم بحلقاتهم ورجعو ا اليهم في مسائلهم و معضلاتهم الدينية ومشكلاتهم الدنيوية دلوهم على العلم و الحق المبين والصراط المستقيم وسنة سيد الأولين والآخرين والصحابة المهديين وذلك يخالف مبتغى الشياطين والذين قد توعد رأسهم و كبيرهم فقال (وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ , إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) وقال (فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ , ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) وليس ثم طريق عنده لذلك مثل عزل العامة عن علماءهم بإساءة الظن بهم وحمل أفعالهم وفتواهم على اقبح المحامل عياذا بالله ومن ذلك التحدث عنهم أو توجيه الخطاب لهم أمام الناس بلا توقير واجلال واحترام عند التحدث معهم وذكرهم بمامقتضاه انزال قدرهم ليبتذل جاههم ليقعوا في ورطة الكراهية او الازدراء لهم وله أعوان من شياطين الإنس والمتأثرين بهم لاتمام مقصوده فاحذروهم عباد الله
فإن التقليل من شأن العالم وطلبة العلم النجباء من كبائر الذنوب و قبائح الافعال في دين رب الأرض والسماء والتي قد يهلك بها العبد وتزل قدمه في مهاوي الضلال وهو لايشعر ( أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ )
فاذا ذكره بمجلس فينبغي أن يشعر الحاضرين بتوقيره لا لذاته في الاصل لكن لما يحمله من علم يجب على الناس اخذه والتنسك به فصار لهم لأجل ذلك هذه المرتبة رفع الله قدرهم واعز جاههم ونصرهم على عدوهم وهذا عمل أئمة الدين فخذ مارواه ابنُ أبي حاتم في مقدمة كتابه الجرح والتعديل : حدثنا عبد الرحمن ، نا الحسن بن أحمد بن الليث ، قال : سمعت أحمد بن حنبل ، وسأله رجل ، فقال : بالري شاب يقال له : أبو زرعة ، فغضب أحمد ، وقال : تقول شاب ؟ كالمنكر عليه ، ثم رفع يديه ، وجعل يدعو الله عز وجل لأبي زرعة ، ويقول : اللهم انصره على من بغى عليه ، اللهم عافه ، اللهم ادفع عنه البلاء ، اللهم اللهم ، في دعاء كثير قال الحسن : فلما قدمت حكيت ذلك لأبي زرعة ، وحملت إليه دعاء أحمد بن حنبل له ، وكنت كتبته عنه ،فكتبه أبو زرعة ، وقال لي أبو زرعة : ما وقعت في بلية فذكرت دعاء أحمد إلا ظننت أن الله عز وجل يفرج بدعائه عني.
وهذا من فقهه رضي الله عنه وشعورة بخطورة امتهان صاحب العلم وان ذلك يحقق مرمى الشيطان وبُعد العوام عنه ممايؤدي لترك الافادة منهم والاستقامة على صراط الرحيم الرحمن ويدل على ذلك مارواه هو نفسه في مسنده عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - ليس منَّا مَنْ لم يُجِلَّ كبيرَنا ، ويرحمْ صغيرَنا , ويَعْرِفْ لعالِمِنا حقَّهُ. قال بن تيمية إذا جاء النص فيه ( ليس منا) فإنه يدل على أن العامل بما يخالفه مرتكب لكبيرة من الكبائر....عياذا بالله
ولذلك كان الامام أحمد يترك توجيه الممازحة بما مقتضاه خدش المكانة الرفيعة لأهل العلم اجلالا وتوقيرا وليؤخذ عنهم ولتبقى صورتهم براقة ومكانتهم عالية وتبقى النفوس لسماع توجييهم وتعليمهم مشتاقة... فتكون البشرية لتنويرهم وتعليمهم ناجية من غموم الدنيا وفتنها وعذاب الآخرة لبقاء رايتهم بينهم خفاقة.
ولذلك جنح الشيطان بألسِنة الصوفية و الإخوان المسلمين والخوارج والحدادية والجهمية لسلوك سيء الالفاظ ولي العبارت بما مؤداه اسقاط جاه اهل العلم والسنن ليقودوا هم البشرية للمهاوي والفتن بحسب اهواءهم فيقولوا عنهم المجسمة... الحشوية الوهابية ...الجامية علماء السلطان...علماء حيض ونفاس....لايفقهون الواقع .....يقال لهم وقعوا فيوقعوا...غلاة الطاعة للسلطان.....
وكذا....الالزام المحدث الشيخ لايبدع فلان فاهجروه... بلا مراعاة للاجتهاد ومراتب الناس فيه وتفاوت الوضوح و مع كونه معروفا وأنه من أهل التوحيد و الحديث و اتباع السلف ونصرتهم في الاصل.....الخ
اللهم اجعلنا ممن عرف حق العالم وترك ازدراءه واقتدى بعلمه وسمته واخلاقه والله الموفق والهادي سواء السبيل

كتبه ونصح به/
أبوعبدالله ماهر بن ظافر القحطاني