المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تلبيس إبليس على المسلم ليصرفه إذا هم بإنكار المنكر


عمرو التهامى
28-03-2017, 02:44PM
بسم الله الرحمن الرحيم


إن من تلبيس إبليس على المسلم ليصرفه إذا هم بإنكار المنكر ( ليصده عن هذا الواجب العظيم والفرض الجليل والذي يستحق العقاب الإلهي من استخف به وتركه ) التهويل عليه وتخويفه من صاحب المنكر أن يفرط عليه أو ينال منه أذى بلسانه أو فعله و يشغله بذلك عن التوكل على الله ومجاهدة النفس وحسن الظن به سبحانه لتحصيله والقيام به فيوقعه في تلكم الشبكة المخزية سوء الظن بالله وأنك إن أنكرت نالك من صاحب المنكر مكروه و لن ينصرك فحذر الله من نزغته وتلبيسه بذلكم التخويف وبين أن خوفه والتوكل عليه أولى وهو الواجب و هو المنجي له من سطوة صاحب المنكر و آذاه فقال سبحانه " إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ " (سورة آل عمران أية 175)
فالخوف من صاحب المنكر و التعلق به من دون الله مما يمنع الإنكار اذا علم وغلب على ظنه أنه لاقدرة له على بلوغ حد الإكراه الشرعي و ما لا يطيق ; من قتل او ضرب لا يحتمله او سجن فهنا يسقط التكليف به أو ان يؤدي إنكاره لمنكر أكبر أما مع إنتفاء ذلك فلا يجوز وهو خجل وحياء مذموم وذل وجبن وخور لا يُقَرِب للحي القيوم كما خرج الترمذي مرفوعا " لا يَنبغي للمُؤمنِ أن يُذلَّ نفسَه قالوا : وكيف يُذلُّ نفسَه ؟ قال : يتعرَّضُ مِن البلاءِ لما لا يُطيقُ " (صحيح الترمذي2254)
فمن اطاقه وتركه وقد تعين عليه باللسان فأعرض وخاف وجبن فليبشر بالذل وفقد العزة والتي لا تُفقَد إلا بتضييع القيام بأمر الله والتعلق بعباده فمن خاف الله خَوَفَ الله الناس منه ومن خافهم ونسي مهابة الرب اسقطت هيبته و أُذِلَ حتى من أقرب قرابته فتركوا طاعته وأمره و نهيه وحتى ربما مشورته
فترك صاحب المنكر بلا إنكار مع القدرة عليه رجاءا له أو خوفا مداهنة تُمرِض القلب وتُكسِب العبد ذلا وليست مداراة
وقد روى الإمام أحمد في مسنده عن ابن عمر رضى الله عنه مرفوعا وجُعِلَ الذِّلَّةُ والصَّغارُ على من خالفَ أمري ومن تشبَّهَ بقَومٍ فَهوَ منهُم (مسند أحمد 7/121)
قال الإمام أحمد رحمه الله: إذا أردت أن يعزك الله فقم بأمره (حيثما كنت)
قال العلامة بن عتيق رحمه الله: المداهن لا بد أن يفتح الله له باباً من الذل والهوان من حيث طلب العز ،
وقد قال بعض السلف: " من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مخافة المخلوقين نزعت منه الطاعة ، فلو أمر ولده أو بعض مواليه لاستخف بحقه ، فكما هان عليه أمر الله أهانه الله وأذله { نسو الله فنسيهم }.
فاحذروا عقاب الله الواقع و الذي إذا أمر به فماله من دافع
قال شيخ الاسلامأمر الله بعذاب قرية فقال احد الملائكة فيهم فلان ليس منهم ويصلي الليل ويصوم النهار فقال به فابدأوا لأن وجهه لم يكن يتمعر لحرماتي
نسأله أن يهدينا ويصلح بالنا وقلوبنا وأعمالنا



كتبه /

أبوعبدالله ماهر بن ظافر القحطاني




منقول من رسائل الشيخ ماهر القحطانى حفظه الله في وسائل التواصل الإجتماعى 25/06/1438