المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحريم تدابر الاخوة وتنازعهم و حكم المباريات والدوريات على الكأس


عمرو التهامى
28-03-2017, 01:26AM
بسم الله الرحمن الرحيم

تحريم تدابر الإخوة وتنازعهم وقول نبيناﷺ: و لا تَدابَروا

وكونوا عِبادَ اللهِ إخوانًا

وحكم المباريات والدوريات على الكأس وتشجيع الفرق



الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد
فإن الشيطان لما يئس أن يعبد بجزيرة العرب و رأى رايات التوحيد والسنة قد رُفِعَت فيها على يدي الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأنكروا الشرك والفواحش وهجروا البدع وأهلها يئس أن يُعبد فيطاع في الشرك وقد لعنه الله سبحانه من قبل أبد الابدين
ولكن عندما نظر كيف يعيد الناس إلى الشرك بعد أن لفظه أهل التوحيد وحذروا منه ومقتوا أهله وأنكروه ، وجد أن أسهل طريق و أقومه لإيقاعهم في شبكة الشرك تفريقهم بالتحريش بينهم كما جاء في صحيح مسلم إنَّ الشَّيطانَ قد أيِسَ أن يعبُدَه المصلُّونَ في جزيرةِ العربِ ولَكنْ في التَّحريشِ بينَهم(صحيح مسلم2812)
فحرك سوء الظن بينهم ووسوس بالشر وما يدفع لزراعة الكراهية والبغضاء والتدابر
وإنما يريد ان يستفيد بتفريق كلمتهم في زعمه فوائد تزيده لعنة وخسرانا :
أولا :أنهم إن تحاقدوا فتدابروا لن يجلس بعضهم لبعض ولن ينالوا العلم فالعلم لا ينال إلا بالخلطة والأخذ عمَّن تأهل أو نقل، عالما كان أو طالب علم أو مستفيدا منهما فينقل كلامهم ، وعند التدابر يكون الجهل ويتنسّخ العلم لإنشغالهم عنه بالتنفيس عن حقدهم تجاه بعضهم البعض بالغيبة والنميمة بل والقتال وسفك الدم فيقتل بعضهم بعضا ويذيق بعضهم بأس بعض فيعود الشرك المحبط للعمل المخلد للنار بينهم
و أسهل وجه وطريق: تحريش المحكوم على الحاكم الشرعي وإن جار وكان من الفجار فقد أمر نبينا صلى الله عليه وسلم بطاعته حتى يرى منه الكفر البواح كما فعل القذافي من السخرية بالدين ومع ذلك لايخرجوا حتى تكون قدرة وأمن فتنة
و إنما يوسوس بالشرك حين ينتشر الجهل كما حدث في قوم نوح لما تنسخ العلم عُبِدَت الأوثان
ثانيا:أنه يستفيد بزعمه من التفرق والتدابر أن يكون الضعف في الأمة كائناً ومن ثم الفشل كما قال تعالى "وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" ( سورة الأنفال أية 46)
وانما يريد الشيطان ذلك لإضعاف بيضة التوحيد بإضعاف أهله لإختلافهم فتستحل بيضتهم
ولذلك حذر الرب من التفرق في الدين فقال سبحانه " إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ "(سورة الأنعام 159)
والتفرق لأمر دنيوي كذلك لايجوز لتحريمه التفرق عموما فقال سبحانه " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ" (سورة آل عمران أية 102)
ثالثا :انه يفرح بالتفرق لأنه يضعف عدو الشيطان الأكبر وهو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن أهل الإسلام والسنة ان تفرقوا واختلفوا وتدابروا لن يتعاونوا على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بل ربما زاد شرهم فقارفوا المنكرات هم انفسهم بمعصية التفرق من غيبة وسوء ظن ونميمة بسبب التفرق والبغضاء فتحلق البغضاء دينهم فيضعف ايمانهم فلا يجدوا نشاطا للتعلم ولا للإنكار والنصح والتعليم فيهلكوا بالجهل
فالبغضاء تحلق الدين مما أخبر رسول رب العالمين فلايزال المبغض يغتاب من يبغضه بغير حق ويغتابه ويحرش الناس ويؤلبهم عليه حتى تحلق حسناته فيكون من اصحاب السعير عياذا بالله
رابعا :انه يفرح بالإختلاف والتنازع والتدابر لأن به تذهب بركة الأمة فقوتها في اجتماعها وتآلفها ومحبة بعضها بعضا فلن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر كما سبق حتى يتعاونوا ولن يتعاونوا في الخير حتى يجتمعوا ويتآلفوا ويتحابوا على الحق و السنة كما قال سبحانه " كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ" (سورة آل عمران 110)
وقال سبحانه "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ"(سورة التوبة اية 71)
فإذا تركوا ذلك للتحاقد والتدابر والتحزب والإختلاف اهلكهم عدوهم واستحل بلادهم ورفع بها راية الشرك وضل التوحيد والسنة وسحق أهلها وتجرأ الطغاة عليهم
فاذا كان كل ذلك كذلك وعلم ان الشريعة حرمت التفرق وشددت في ذلك فلابد ان تكون قد حرمت كل وسيلة له فمن ذلك التحزب والابتداع وذلك بأن يتحزب البعض على اراء يستحسنوها لادليل عليها يلزمون بها الناس كالاخوان المسلمين والتبليغ وجماعة التكفير اليوم خوارج العصر داعش ومن والاهم ومتعصبة المذاهب فمن التزمها عندهم كان صديقهم واثنوا عليه ومن ناقض او خالف فهو بغيضهم مع كون السنة لم تلزم بها بل قام الدليل على ضدها
قال اللهم صلي عليه (وتفترقُ أمَّتي على ثلاثٍ وسبعينَ ملَّةً ، كلُّهم في النَّارِ إلَّا ملَّةً واحِدةً ، قالوا : مَن هيَ يا رسولَ اللَّهِ ؟ قالَ : ما أَنا علَيهِ وأَصحابي) (صحيح الترمذي2641)
فكان الصحابة يتبعون هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولايتفرقون فان نزغ الشيطان كما حصل واشعل المنافقون نار الفتنة بينهم فسرعان ماتطفأ ويعرف بعضهم حق بعض وتعود المياه لمجاريها
ومن ذلك فيما يتعلق بالشهوات تشجيع الفرق الرياضة لحد المبالغة فيكره اهل الفريق الفريق المنافس له وسمعت من طلق زوجته من أجل مثل هذا التحزب للأندية الرياضية ويتضايق ان يجلس معه في مجلس ويود هلاكه وخسارته لأنه شجع منافسه عياذا بالله
ثم ان تلكم المباريات الموعود بها على الفوز بجائزة الكاس والمسابقات فيها للتأهل لتلكم الجائزة والتي يسميها الفقهاء بالسبق لاتجوز
لانها من السبق الممنوع حينئذ كمانبهت هيئة كبار العلماء الموقرة فهي كما قال بعض اهل العلم من الميسر والقمار فقد روى ابوداود عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال( لا سبق إلا في خف أو في حافر أو نصل )(سنن أبي داود2574 )
أي لايجوز أخذ العوض من جائزة مالية أو عينية في سباق ما إلا في تلكم الأنواع التي تعين على الجهاد الخف سباق الجمال , النصل النبل (واليوم البندقية) والحافر الفروسية
قال صاحب التحفةو ما سوى هذه الثلاثة فأخذ العوض عليه قمار
اخيرا لا يدخل في ذلك وهو التحذير من التفرق و الاختلاف الممنوع هجر المبتدعين في دين رب العالمين والفاسقين ان كان الهجر يؤدبهم ويوقفهم عند حدهم ويزجرهم فقد هجر النبي صلى الله عليه وسلم بعض اصحابه فرآه ولم يسلم عليه لمنكر تلبس به وهجر الثلاثة الذين تخلفوا عن الغزو خمسة وخمسين يوما بل هجر حفصة زوجه شهرا وهجر نساؤه لما طالبنه بالنفقة وشددوا وليس عنده شهرا وهجر عمر صبيغا و أمر بهجره وفعل الإمام أحمد ذلك مع الحارث المحاسبي كذلك وكان قصاصا حزين الوعظ مبكي يتوب على يديه العشرات والمئات لكن السنة أكرم وأعز
قال ابن القيم اجتنب من يعادي أهل الكتاب والسنة لئلا يعديك خسرانه
فاللهم اجمع قلوبنا على السنة والعمل بها مخلصين لا متحزبين ولا مرائين
والحمد لله رب العالمين



كتبه

ابو عبدلله ماهر بن ظافر القحطاني

عضو الدعوة بالحج بوزارة الشؤون الاسلامية

وإمام وخطيب جامع بلال بن رباح بجدة







منقول من رسائل الشيخ ماهر القحطانى حفظه الله في وسائل التواصل الإجتماعى 27-07-1436