المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تهاون النساء بالتبرج المُحرَم أمام المحارم لفضيلة الشيخ ماهر القحطاني حفظه الله


عمرو التهامى
26-02-2017, 02:54PM
تهاون النساء بالتبرج المُحرم
أمام محارمهن الرجال باللباس الضيق و القصير مؤداه سوء عاقبة لا تحمد عقباها

بسم الله الرحمن الرحيم

إن مما شاع التساهل به في وسط النساء التساهل في ابداء العورات والمفاتن أمام محارمهن كإخوانهن وابناء إخوانهن والأعمام والأخوال فتراها تلبس القصير ربما قريب للركبة أو ما يكشف به نصف الساق أو العضد و كذلك يفعلن أمام نساءهن المسلمات كأخواتهن وبناتهن وخالاتهن و أصدقائهن بل ربما خلعت لباسها أمامهن للقياس عند شراء الفساتين وتبقى باللباس الداخلي تحدثهن وينظرن إليها وذلك منكر لا يحل وطريق لاثارة الغرائز الجنسية بصورة شاذة فقد حدثني بعض الصالحين في معرض إنكار تبرج الأخوات الشقيقات أمام محارمهن قال كنت إذا دخلت أختي علي و رأيت عضدها عاريا وقعت بنفسي شهوة ولذلك ظهر السفاح بالمحارم عياذا بالله والإعتداء عليهن
وذلك أن الله حكيم عليم جعل حدا للعورة امام هؤلاء وهؤلاء
وكان لباس نساء السلف داخل المنازل كما قال شيخ الإسلام من الكوع الى الكعبين واسعا صفيقا ليس برقيق يصف لون الجسم لأنه إن ضاق و فصل معالم المرأة ومفاتنها كان لباس فتنة والنظر إليها من قبل محارمها الرجال والحال كذلك يشتد إثمه فليس النظر للمَحرَم من النساء كالأجنبية
فما هي عورة المرأة على المرأة وعورتها على محارمها ؟
جاء ذلك في سورة النور فقال تعالى: "وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (سورة النور أية 31)
فقول الله تعالى ولايبدين زينتهن قال السخاوي ( أي مواضع الزينة من البدن والتي كانت المرأة وقت التنزيل تضع الزينة فيها) و إلى ذلك ذهب ابن عباس حبر الأمة كما في صحيفة علي بن أبي طلحة فلا يحل كشفها أمام المذكورين كأبيها وأخيها ونساءها يعني المسلمات و حتى الممرضة بالمستشفى إلا لحاجة فكيف بالطبيب الرجل
فمن المواضع الجائز كشفها أمام النساء
موضع القلادة ( شيء من أعلى الصدر قبل فلقة الثدي ) , موضع القرط (الأذنين ) , وكذا تكشف رأسها وتظهر شعرها , وكذلك موضع الأساور (شيء من الذراع المتصل بالكف) لا العضد الأعلى , وموضع الخلخال وليس موضعه نصف الساق بل اسفل الساق بنحو ثلاث أو أربع أصابع مع احتشامها ولباسها اللباس الواسع الذي لا يحجم مفاتنها فإن ترك ذلك مع التبرج أمام هاتين الفئتين يعرض المرأة للشهوات الشاذة ذات التحريم الشديد كوطأ المحارم والسحاق بين النساء
فان وطأ المحرم من النساء فيه القتل...والتفسخ في اللباس كلبس الشورت والضيق والحمالي العرياني أو الجينز الضيق او البلوز المحجمة للنهدين والمرادف وسيلة للوقاع المحرم والشهوة الشاذة
ولذلك جعل الله بحكمته حداً للعورة
وما انتشرت الجرأة على المحارم والعشق النسائي الماجن المتبادل إلا بالتساهل في التحشم في اللباس
و حكم الرب سبحانه و تعالى يكون عن علم وحكمة تامتين قال تعالى " وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ "
و قال تعالى...."ۚ ذَٰلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ ۖ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ "
وقد تخفى الحكمة على العبد فلا يسعه إلا الإتباع ثقة بأمر الله وطاعة له واتباعآ لما أنزل
قال تعالى " اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ " (سورة الأعراف أية 3)

فانظرن معشر النساء بارك الله فيكن كيف خفيت الحكمة فى الحكم بقتل الغلام الصغير على موسى وعلمها الله الخضر فلايسع المسلم بعد تلك القصة إلا الإتباع والثقة
خرج الترمذي عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس : إن نوفا البكالي يزعم أن موسى صاحب بني إسرائيل ليس بموسى صاحب الخضر قال كذب عدو الله سمعت أبي بن كعب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قام موسى خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم فقال أنا أعلم فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه فأوحى الله إليه أن عبدا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك قال أي رب فكيف لي به فقال له احمل حوتا في مكتل فحيث تفقد الحوت فهو ثم فانطلق وانطلق معه فتاه وهو يوشع بن نون ويقال يوسع فجعل موسى حوتا في مكتل فانطلق هو وفتاه يمشيان حتى أتيا الصخرة فرقد موسى وفتاه فاضطرب الحوت في المكتل حتى خرج من المكتل فسقط في البحر قال وأمسك الله عنه جرية الماء حتى كان مثل الطاق وكان للحوت سربا وكان لموسى ولفتاه عجبا فانطلقا بقية يومهما وليلتهما ونسي صاحب موسى أن يخبره فلما أصبح موسى قال لفتاه { آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا } قال ولم ينصب حتى جاوز المكان الذي أمر به قال { أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا } قال موسى { ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا } قال فكانا يقصان آثارهما قال سفيان يزعم ناس أن تلك الصخرة عندها عين الحياة ولا يصيب ماؤها ميتا إلا عاش قال وكان الحوت قد أكل منه فلما قطر عليه الماء عاش قال فقصا آثارهما حتى أتيا الصخرة فرأى رجلا مسجى عليه بثوب فسلم عليه موسى فقال أنى بأرضك السلام قال أنا موسى قال موسى بني إسرائيل قال نعم قال يا موسى إنك على علم من علم الله علمكه لا أعلمه وأنا على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه فقال موسى { هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا } قال له الخضر { فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا } قال نعم فانطلق الخضر وموسى يمشيان على ساحل البحر فمرت بهما سفينة فكلماه أن يحملوهما فعرفوا الخضر فحملوهما بغير نول فعمد الخضر إلى لوح من ألواح السفينة فنزعه فقال له موسى قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها { لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا } ثم خرجا من السفينة فبينما هما يمشيان على الساحل وإذا غلام يلعب مع الغلمان فأخذ الخضر برأسه فاقتلعه بيده فقتله قال له موسى { أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا } قال وهذه أشد من الأولى { قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض } يقول مائل فقال الخضر بيده هكذا { فأقامه } فقال له موسى قوم أتيناهم فلم يضيفونا ولم يطعمونا { لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله موسى لوددنا أنه كان صبر حتى يقص علينا من أخبارهما قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأولى كان من موسى نسيان قال وجاء عصفور حتى وقع على حرف السفينة ثم نقر في البحر فقال له الخضر ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر قال سعيد بن جبير وكان يعني بن عباس يقرأ وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا وكان يقرأ وأما الغلام فكان كافرا قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

فاياك يا أمة الله وأنت تعلمين أنك ستلبسين الأكفان وتغسلين وتدفنين وستصبحين من الموتى جثمان يضمحل عنك الجمال وتنتن عليك الجوارح والاركان ومنها العينان واللسان أن تعترضي على أحكام الله بالرأي وجزع النفس فإن ذلك من الكبر الذي يمنع دخول الجنة مثقال الذرة منه
ففي الحديث عند مسلم مرفوعا ( لا يدخلُ الجنَّةَ مَن كان في قلبِه مثقالُ ذرَّةٍ من كِبرٍ . قال رجلٌ : إنَّ الرَّجلَ يحبُّ أن يكونَ ثوبُه حسنًا ونعلُه حسنةً . قال : إنَّ اللهَ جميلٌ يحبُّ الجمالَ . الكِبرُ بَطرُ الحقِّ وغمطُ النَّاسِ )
ففسر الكبر بأنه بطر الحق أي رده بعدما تبين وغمص الناس اي ازدراءهم
فرُب كاسية في الدنيا للضيق الفاخر والعرياني الفاتن عارية في الاخرة من الحسنات تعذب بنار علام الغيوب في بدنها الذي ابرزته فتنة للمحارم والناس
قال العلامة بن عثيمين رحمه الله التعري ولبس الضيق والعرياني...ولو امام المحارم عندها ولو نساءها مُحرم ...(بالمعنى)
وهو داخل في قوله صلى الله عليه وسلم كما جاء فى صحيح مسلم من حديث أبوهريرة رضى الله عنه ( صنفانِ من أهلِ النارِ لم أرَهما . قومٌ معهم سياطٌ كأذنابِ البقرِ يضربون بها الناسَ . ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مميلاتٌ مائلاتٌ . رؤوسُهنَّ كأسنِمَةِ البختِ المائلةِ . لا يدخلْنَ الجنةَ ولا يجدْنَ ريحَها . وإن ريحَها ليوجد من مسيرةِ كذا وكذا ) لأنه لم يفرق......

اللهم اصلح نساء المسلمين واهد قلوبهن لترك لباس الفتنة و التشبه بالرجال و الكفار

كتبه/ أبوعبدالله
ماهر بن ظافر القحطاني



منقول من رسائل الشيخ ماهر القحطانى حفظه الله فى وسائل التواصل الإجتماعى الأحد 29-05-1438