المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلمة الشيخ صالح الفوزان لهذه البلاد (المملكة العربية السعودية)


ام عادل السلفية
02-08-2015, 07:17PM
بسم الله الرحمن الرحيم




كلمة الشيخ صالح الفوزان لهذه البلاد
(المملكة العربية السعودية)




السؤال:
فضيلة الشيخ صالِح حفظَ الله هذه البلاد وأكرمها ولله الحمد بالحرمين الشريفين، أنعم عليها بنعمٍ
كثيرة لا تُحْصى ولا تُعَد تستحّق منّا الشُكر والثناء على الله-عزّ وَجّل- والحمد لله فخادم الحرمين
الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظهُ الله، وولي عهده وولي ولي عهده، لهم جهودٌ مُبارَكة
ومُشاهَدة في خدمة الإسلام وقضايا المُسلمين، ووقوفهم مع أهل الحقّ ودحر الحوثين الظالمين الذين عاثوا
في الأرضِ فسادا وظُلمًا لعّل لكم كلمة في مُستّهل هذا اللقاء.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين وصلى اللهُ وسلم على نبينا محمد وعلى آلهِ وأصحابهِ أجمعين


أما بعد:


فإنَّ هذه البلاد كانت كغيرها من بلادِ نجد فيها نهبٌ وسلب، واختلالُ أَمن، وغاراتٌ وثارات بين البُلدان
وبين القبائِل، ثُمَّ لمّا مَنَّ الله عليها بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب-رحمهُ الله- دعوة التوحيد،
ومُناصرة مُحمد ابن سعود تَبايعَ هذان الإمامان المُحمدان، محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود،
هذا من الناحيّة العلميّة وهذا من النّاحية السِياسية والسُلطة، و تظافرَت جهودهما فكّون اللهُ على أيديهما
بِلادًا مُتّحِدة على كتابِ اللهِ وسُنةِ رسولهِ من بادية الشام إلى أقصى اليمن، إلى حدود بلاد اليمن، ومن البحر
إلى البحر شرقًا وغربًا بما فيها من مُدنٍ وقُرى، وبادّية قبائل، كُلها تّوحدّت على كتابِ الله وسُنّة رسولهِ،
صَفّت فيها العقيدة وحكّمت فيها الشريعة بينهم بعد ما كانوا يتحاكمون إلى الأعراف القَبليّة، صاروا يحكمون
بشرعِ الله المُطهّر فتّوحدّت هذه البِلاد في عهدهما على كتابِ اللهِ وسُنة رسولهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
واستمرّت على ذلك جيلًا بعدَ جيل، كلمّا حصلَ فيها فتور أو حصَلَ فيها اختلاف أو نِزاع فإنها تعودُ
لحالتها الأولى من الفوضى، ثُمَّ لا تلبث أن تعودَ إلى عهدها وإلى كتابِ ربّها وسُنة نبيها إلى يومنا هذا – والحمد لله-


وهي أيضًا ترعى بيت الله الحرام ومن ينتابهُ من الحُجّاج والمُعتمرين والمُعْتَكفين ومَسجِد رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ-ومن يزورهُ للصلاةِ فيهِ والاعتكافِ فيهِ، فقامَت على هذا خيرَ قيام، أَمّنت السُبُل، ووفرت مُتطلبات
الحياة لكلِ من يأتي إلى هذه البلاد آمنًا مُطمئنًا عملًا بقولهِ –سُبْحانه-لِخليلهِ إِبْرَاهِيمَ وَابنهِ إِسْمَاعِيلَ (أَنْ طَهِّرَا
بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) هذا من نعمة الله وَمَنّهِ على المُسلمين أن أقامَ لهم دولة ترعى
الحرمين الشريفين، وترعى مَنْ يَفِد إليهما مِن المُسلمين من مشارِق الأرضِ ومغاربها، هذا من نعمة الله،
والله- جَلَّ وعلا- وَفّرَ لها الأرزاق، وفَتَحَ لها الكنوز التي تُقويها على تنفيذ هذه المشاريع العظيمة التي
تُمكّن المُقيمينَ والقادمينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ، وهذا مِنْ مَنّ الله على هذه البلاد-وللهِ الحمد-

ومما تَمتاز بهِ على بلاد العالِم، فأمنُ هذه البِلاد أمنٌ للعالم الإسلامي كله من حُجّاجهِ وعُمّارِهِ، وسُكّان
الحرمين الشريفين ومن حولهُما وهذا مِن منّ اللهِ وكرمهِ، وذلك بسبب تحكيم شرعِ الله المُطّهَر، وتصحيح
العقيدة مما عَلِقَ بها، والحُكُم بما أنزَلَ الله، كل هذا من مَنّ الله على هذه البِلاد،وسبّب لها تَوّفر الأمنّ
والاستقرار ، ووفرّ لها رَغَد العيش، وكُل ما أنّعم الله به علي هذه البِلاد، مما هو ظاهرٌ ومُشاهَد فللهِ
الحمدُ والمِنّة، ونشكُر القائمين على هذه البِلاد مِن وُلاةِ أمورها الذين تعاقبوا عليها وحَفِظوها بِحفظِ الله-عَزَّوَجَلّ-
وأقاموا فيها شرع الله، وأنصّفوا المظلوم مِنَ الظالِم، حتى هدأت واستقرّت، ونسألُ اللهَ لها أن تستّمر فهي
البلاد التي هي عينُ بلاد العالم الإسلامي، وقُرّة أعيّن بلاد العالَم الإسلامي، فأمْنُها أمنٌ للمسلمين في كُلِ
مكان، والله-جَلَّ وَعلا- وَفّر لها هذا بِمنّهِ وكرمهِ، إجابةً لِدعوةِ إِبْرَاهِيمَ (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ
أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ)، (ُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ) دعوات الخليل- عَلَيْهِ
الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ )، قالَ-
عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-( دَعْوَة أَبِي إِبْرَاهِيم) (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ
الْكِتَابَ وَيُزَكِّيهِمْ) قد تَوّفر هذا ولله الحمد والمنّة ولا نزال نسيرُ على ضوءهِ وعلى آثارهِ.


نسألُ الله أن يُوفق القائمين على هذه البلاد، أن يُوفقهم على مواصلة الجهود وبذل المجهود، وهم فاعلونّ
إن شاء الله، والحمد لله ربِ العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


المصدر :


http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15670 (http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15670)



المادة الصوتية :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/11_17.mp3 (http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/11_17.mp3)










.

ام عادل السلفية
04-08-2015, 01:21PM
بسم الله الرحمن الرحيم





هذه البلاد وهذه الدولة السعودية

لفضيلة الشيخ العلامة / صالح بن فوزان الفوزان
-حفظه الله-

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين – أما بعد

فهذه البلاد بلاد الحرمين الشريفين الذين يفد إليهما الحجاج والمعتمرون كل عام لحج الكعبة المشرفة لقوله
تعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ)، والتي هي قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها قال تعالى:
(وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ)، يعني المسجد الحرام وفيهما مهبط الوحي ومنبع الرسالة وقلب العالم
الإسلامي – وهذه الدولة المباركة دولة آل سعود دولة التوحيد والدعوة وتحكيم الشريعة المطهرة وفيها قيام
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفيها دور العلم لتعليم العلوم الشرعية والعلوم اللغوية والعلوم
التقنية وتقوم هذه الدولة على خدمة الحرمين الشريفين وتوفير الأمن للحجاج والمعتمرين والوافدين إليها من المسلمين
بتوفيق الله، تنفق على مؤسسات الدعوة فيها وفي العالم الإسلامي وتقوم عليها وتبذل المساعدات السخية للمحتاجين
والمنكوبين من المسلمين في كل مكان وتشارك في حل مشاكل المسلمين، وقد قامت هذه الدولة على
بيعة شرعية وهي تحمي اجتماع الكلمة وتقيم الحدود الشرعية على الجناة والمفسدين بما يحفظ الدين والعرض
والمال والأمن والاستقرار حيث لا أمن إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمامة، ولا إمامة إلا بسمع وطاعة،
والإمامة تنعقد بمبايعة أهل العقد لا بالانتخابات الغربية،


ومن خرج على الجماعة فهو شاذ قال صلى الله عليه وسلم: "ومن شذ شذ في النار، وقد خلع رقبة الإسلام
من عنقه ويموت ميتة جاهلية"، كما صح ذلك في الأحاديث ومن سعى في بعث الفتنة فإنه يؤخذ على يده
كفا لشره ويجب التعاون مع ولاة أمور المسلمين بالقيام بالأعمال التي يولونها لمن يقوم بها على الوجه المشروع
لأن هذه الأعمال أمانة في أعناق الموظفين يسألهم الله عنها، وكذلك يجب التعاون مع ولاة أمور
المسلمين بمناصحتهم بالطرق الشرعية وتكون النصيحة سرا بين الناصح والمنصوح كما جاء
في الحديث: "من كان عنده نصيحة لدى سلطان فليأخذ بيده وينصحه سرا بينه وبينه فإن قبل وإلا فقد أدى ما عليه"،


ولا يجوز إعلان الانتقادات على ولاة الأمور على الملأ كما عليه مذاهب الخوارج والمعتزلة، ومن النصيحة
لهم الدعاء لهم بالتوفيق والإعانة كما كان عليه السلف الصالح وتجب طاعتهم لأن الله يقول: (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا
الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ)، وتجب الصلاة خلفهم والجهاد معهم لأن هذا من أصول اعتقاد أهل السنة
والجماعة ولا يشترط في ولي الأمر المسلم أن يكون معصوما سليما من الأخطاء فقد يكون عنده
أخطاء لكنه يناصح عنها بالطريقة الشرعية ولا يجوز الخروج عليه من أجلها ولا يجوز تشهيرها احتجاجا بحديث:
"بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن نقول الحق لا تأخذنا في الله لومة لائم"، لأن معناه أن
نقول الحق بالطريقة الشرعية جمعا بين الأحاديث دون تشهير ولا دعوة للخروج عليه فإن هذا ليس طريقا لبيان الحق،
بل هذا هو المنكر المخالف لمنهج السلف الصالح ولسنة الرسول ولا نوافق منهج الخوارج والمعتزلة قال شيخ
الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ولا عرف أن طائفة خرجت على ذي سلطان إلا كان حالهم بعد الخروج عليه شرا
منها قبل الخروج عليه)، وهذا شيء مشاهد الآن في الدول التي ثارت على ولاتها فحالها الآن شر من
حالها قب الثورة وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر على جور الولاة وظلمهم، لأن هذا من ارتكاب أخف
الضررين لدفع أعلاهما ولا نرضى بما يحصل منهم بل نناصحهم بتركه.


وقد بايع الصحابة رضي الله عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على عدم نزع يد من طاعة ولا منازعة
لأهل الولاية الشرعية كفعل الخوارج والمعتزلة الذين حذر النبي صلى الله عليه وسلم من طريقتهم وأثبت التاريخ
فشلها على مر العصور وقد قال تعالى لموسى وهارون لما أرسلهما إلى فرعون: (فَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا
رَبِّكَ)، قال أتياه ولم يقل أعلنا النكير والتشهير عليه مع أنه فرعون الذي ادعى الربوبية، فكيف بولي أمر
المسلمين، وأخبر سبحانه أن هذا أرجى لقبوله النصيحة.

وفق الله الجميع لطاعته واتباع شريعته،
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.

المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/14434 (http://www.alfawzan.af.org.sa/node/14434)











.