((فوائد شهرشعبان )) للشيخ ماهربن ظافر القحطاني

[غسان بن أحمد بن عفي]

بسم الله الرحمن الرحيم

فوائد صيام شعبان

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده. أمابعد

فما أفرح قلوب أهل الا سلام اذا ولج شعبان وهم يذكرون قربان شهر البركة والخير رمضان الذي أنزل في القرآن
تكفر فيه الذنوب والخطيئات
وتضاعف الحسنات
وينتشرفي الود ويزداد بين أهل الاسلام والخلان لاجتماع كلمتهم على الصيام وحب رمضان شهر القرآن
فرمضان الشهر

الذي بعد شعبان
وشعبان اختص بعبادة عظيمة
كرمضان ولكنها فرض في رمضان مستحبة فيه

وهي عبادة عظيمة لامثل لها

فكل عمل
ابن ادم قد حدد الباري ثوابه
كالصلاة والتسبيح إلا
الصيام فان الله نسبه اليه

فيكفيه شرفا انه سبحانه قال عنه أنه لي
وقال عنه رسولنا لامثل له


ألا وهو الصيام
روى البخاري في صحيح
عن أبي هريرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

كل عمل ابن آدم له الا الصيام يقول تبارك وتعالى
فانه لي وانا اجزي به
يدع طعامه وشرابه من أجلي
الصوم لي وأنا أجزي به

وعند النسائي
عليك بالصوم فإنه لامثل له


و قال في فضله عليه الصلاة والسلام ايضا
أنه جنة يستجن به من النار

فيقي النار
وهو سبب للنجاة منها ومن عذاب القبر

من وجهين

زيادة الايمان لاجوره المضاعفة

والتدرب على الصبر على الشهوات المباحة فكيف المحرمة

وتضييق مجاري الشيطان المهلكة


ولصوم شعبان فوائد عدة
كثير من الناس عنها في غفلة



الفائدة الأولى وهي أعظمها

التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم

قال تعالى

لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر


فعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان

رواه البخاري ومسلم
وأبو داود

و رواه والترمذي وغيرهما


قالت ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في شهر أكثر صياما منه في شعبان كان يصومه إلا قليلا بل كان يصومه كله


وفي رواية لابي داود

قالت كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان

وفي رواية للنسائي

قالت لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لشهر أكثر صياما منه لشعبان كان يصومه أو عامته

وفي رواية للبخاري ومسلم

قالت
لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا أكثر من شعبان فإنه كان يصوم شعبان كله

وكان يقول خذوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وكان أحب الصلاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم

ما دووم عليها وإن قلت
وكان إذا صلى صلاة داوم عليها


الفائدة الثانية

أنه شهر ترفع فيه الأعمال
وافضلها في شعبان الصيام
ولم يخصص عمل غيره كالعمرة بالعمل النبوي.


روى النسائي عن أسامة بين زيد أنه قال يارسول الله لم ارك من الشهور تصوم أكثر من شعبان
فقال ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان يغفل الناس عنه ترفع فيه أعمال العباد فأحب أن لا يرفع عملي إلا وأنا صائم


الفائدة الثالثة

أنه عبادة تفعل في شهر يغفل عن فضل الصوم فيه كثير من الناس والعبادة في الغفلة أفضل

ولذلك عظم اجر قيام الليل
لطروء الغفلة والنوم عند اكثر الناس
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم
في العشاء وقد اخرها هذا وقتها لولا ان اشق على امتي
وقال لايصليها في الارض غيركم

الفائدة الرابعة

أن الصوم فيه في وقت غفلة ووهو اشق والعبادة مع المشقة التي لاتنفك عن العمل افضل
.
قال النبي لعائشة اجرك على قدر نصبك


الفائدة الخامسة. أن فيه تمرين كما قال بن رجب على صيام رمضان

الفائدة السادسة. فيه تقوية للايمان ليدخل في صيام رمضان من اول يوم ومعه من القوة العملية الايمانية مايحافظ على صومه فيه فيجنبه الرفث وقول الزور والسخب فيسلم له رمضان
وقد راعا ادابه
فكفر له ماتقدم من ذنبه


فهلموا عباد الله اكثروا من الصيام اقتدوا بسنة نبيكم

فالصوم افضل لكم الا ان عارضه ماهو ارجح منه
من حقوق الله كالصلاة وطلب العلم
او حقوق خلقه كبر الوالدين وحق الزوجة والكسب للاولاد
اذا كانت مشقة الصوم تمنع ذلك وتضعفه

فان اضعفته فالفطر اولى



كتبه الشيخ ابو عبدالله ماهر بن ظافر القحطاني

الأحد1435/8/3